عماد عفانة يكتب: الانتخابات الصهيونية ... ابداع فلسطيني في تفويت الفرص، وتوظيف صهيوني للبعد الأمني

profile
عماد عفانة كاتب وصحفي فلسطيني
  • clock 1 نوفمبر 2022, 10:53:34 ص
  • eye 1050
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

مع توجه الصهاينة إلى صناديق الاقتراع صباح اليوم، رفعت المنظومة الأمنية من منسوب التحذير من تهديدات فلسطينية محتملة.

التهديدات الفلسطينية المحتملة، وبناء على تقدير موقف دقيق للأجواء السائدة في غزة والضفة وحتى القدس او الداخل المحتل، تهديدات غالبا ليس لها وجود، أو على الأقل جرى تضخيمها بشدة لتعطي النتائج المرجوة في الساحة الصهيونية.

فالمنظومة الصهيونية البارعة في توظيف مختلف أوراق القوة، لا تفوت اية فرصة لإعطاء ايحاء بوحدة كينونة الكيان المكون من فسيفساء اثنية وطائفية دينية وقومية.

كيان العدو وكما يعلم سكانه أكثر من غيرهم، يغرق في ثقافة تمييز عنصري على أساس العرق واللون والقومية فضلا عن الدين.

والطبيعة الإنسانية تقول انه مهما بلغت درجة الخلاف في صفوف أي مجموعة بشرية أو حتى حيوانية، فانهم يتوحدون في مواجهة عدو خارجي.

المنظومة الصهيونية توظف هذه الطبيعية الإنسانية والبشرية، وتحرص على توظيف التهديد الخارجي لتوحيد سكانه، وما لم يوجد تهديد خارجي فان المنظومة الصهيونية تعمل على اختراعه او ابتداعه لتحقيق هذه الغاية السامية بالنسبة لهم.

ومما ساعد المنظومة الأمنية الصهيونية في تضخيم التهديدات الفلسطينية امام سكان الكيان الذين يتوجهون للانتخابات، هو عمليات المقاومة التي نفذت ابان الأشهر الأخيرة، والمواجهات المسلحة التي شهدتها مؤخرا كل من جنين ونابلس وأخيرا الخليل.

عدم وجود تهديد خارجي للكيان، كان سيشغل الصهاينة المختلفين حد التخوين في صراع ربما يتحول الى اعمال عنف وقتل، في ظل تنامي نفوذ المافيات المختلفة، كما في ظل تنامي مشاعر الحنق والغضب نظرا لشيوع ثقافة التمييز العنصري السائدة.

وهذه الفرصة التي لم يفلح الفلسطينيون في توظيفها رغم دخول الكيان في عشرات العمليات الانتخابية منذ قيامه، والتي كانت وما زالت تشكل فرص مواتية لزرع الفتنة والشقاق بين صفوفهم، وصولا الى دفعهم للدخول في صراع قابل للتطور والتمدد لجهة تدمير هذا الكيان اللقيط من الداخل، فقد قال لنا العلي القدير ان بأسهم بينهم شديد.

ولا يفوتنا القول أن تضخيم التهديدات امام الناخبين الصهاينة يخدم البرامج الانتخابية للأشد تطرفا-فجميعهم متطرفون مجرمون محتلون- وكأن المنظومة الأمنية بتضخيم التهديدات الأمنية أمام الناخبين تمهد الطريق لصعود التيار الأشد تطرفا لتحقيق الغايات التوسعية التي يخطط لها كيان العدو على مختلف الصعد والمستويات.

كيان تجسد نتائج انتخاباته دولة الشريعة اليهودية التي ينادي بها المتدينون المتطرفون، ويعربد فيها فتيان التلال المجرمين، كيان يحكمه المستوطنون.

التوصيات:
- احتمالات تجدد المواجهة مع العدو بصورة اشد عنفا يبدو كبيرا، لجهة دفع الفلسطينيين الى هجرة جديدة، في ظل السياسة التي قد يعتمدها قادة العدو الجدد، لناحية إبعاد شبح خيار الدولة الواحدة، في ظل التفوق الديموغرافي الفلسطيني.

- كما ان هناك احتمالات للجوء الكيان لتنفيذ عمليات ضم موسعة للضفة المحتلة، دون إعطاء حقوق متساوية للفلسطينيين، ما سيحول الكيان الى دولة فصل عنصري، سيتسبب بمزيد من الألم والمعاناة للشعب الفلسطيني، قبل ان يتفكك على غرار جنوب إفريقيا.

- كلا الاحتمالين يضعان الفلسطينيين امام مخاطر تلاشي وتذويب وتفتيت القضية والشعب الفلسطيني، خاصة بعد نجاح العدو في صنع بيئة عربية وغربية مواتية لتنفيذ هذه السياسات.
الأمر الذي يفرض على الفلسطينيين قراءة هذه التحديات الصعبة والمخاطر الكبيرة على واقع ومستقبل الشعب والقضية الفلسطينية، والعمل على تجسيد الوحدة على مختلف الصعد والمستويات، فإما التوحد في جبهات المواجهة واما التلاشي والذوبان، فلم يعد يملك الفلسطينيون ترف ورفاهية الاختيار.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)