-
℃ 11 تركيا
-
23 أبريل 2025
يلمان هاجر اوغلو يكتب:العراق ما بعد الاحتلال بين جورج بوش والفرصة الثانية
يلمان هاجر اوغلو يكتب:العراق ما بعد الاحتلال بين جورج بوش والفرصة الثانية
-
23 أبريل 2025, 9:45:52 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الغزو الأمريكى للعراق
لم تكن احتلال العراق حرب فجائية او اجتهادية لليمين الامريكي الحاكم انذاك ،بل جاءت نتيجة التحالفات وتفاهمات واتفاقيات خطيرة منها علنية ومنها سرية بين الدول الكبرى من جهة وبين الدول الاقليمية وبعض الفصائل المعارضة العراقية من الجهة الاخرى .
وبتاريخ ٢٠٠٣/٢/٢ زار نائب الرئيس الامريكي انذاك (ديك جيني )خمس عواصم عربية واخرى اجنبية اي قبل الاحتلال بخمسة واربعين يوما حيث اوضح فيه (جيني)لهذه العواصم اصرار واشنطن ولندن على اسقاط الحكومة المركزية في بغداد ——وهذه العواصم هي الكويت،ابو ظبي ، الرياض،القاهرة ،الدوحة والعاصمة الاجنبية هي انقره .
وحاولت قطر جاهدة اقناع صدام حسين بالتخلي عن السلطة مع نجليه الا ان جنون العظمة الذي كان يمتاز به صدام جعلت هذه المساعي في مهب الريح .
وقد أبدت جميع هذه الدول استعدادها الكامل للتعاون مع واشنطن باستثناء انقره التي رفضت ذلك لاسباب ستراتيجية منها سياسي ومنها اخلاقي،وقد اثبت التاريخ صحة الموقف التركي .
ان الولايات المتحدة الامريكية لم تكن تملك اي مخططات قيادية ستراتيجية جاهزة لعراق ما بعد الاحتلال هذا ما ذهب اليها مدير المخابرات الامريكية(CIA) جورج تينيت في مذكراته تحت عنوان في (قلب العاصفة ) حيث وجه (جورج تينيت ) انتقادات لاذعة لسوء عمل ادارة بوش ودورها الذي لعبته في تهيئة الاجواء الدولية لتقبل فكرة غزو العراق .وهذا ما جعل المشروع الامريكي في العراق والمنطقة يفشل بالكامل ،مما اتاح هذا المشروع الفرصة الكاملة والسانحة للدول الاقليمية بالتدخل العلني في شؤون العراق الداخلية .
يذكر ان جورج تينيت استقال من منصبه كمدير المخابرات الامريكية في سنة ٢٠٠٤.
ومن الظواهر الخطيرة التي رافقت الاحتلال الامريكي للعراق والتي كانت تعد من الصفحات المظلمة في التاريخ السياسي العراقي والتي اثارتها هذا الاحتلال هي فتح باب الصراعات الداخلية الدموية انذاك والتي كان الشعب العراقي في غنى عنها .
وظهرت في الافق خمسة أنواع من الصراعات العراقية من حيث الشكل العام والصيغة الظاهرة وهي :-
١-صراع تاريخي -حضاري
٢-صراع ديني -ديني
٣-صراع ديني -حضاري
٤-صراع قومي -قومي
٥-صراع ديني -علماني
وهذه الصراعات الخمسة اتخذت صفات ومسميات شتى ،فتارة ظهرت بصفة مقاومة ومرة ظهرت بصفة ارهاب ومرة اخرى بصفة مليشيات واحيانا تتجلى بصورة ( الميثولوجيا الدينية ).
وفي حقيقة الامر ان الشعب العراقي بأغلبيته الساحقة لم يكن مهيأ لاستقبال الديمقراطية الامريكية ولا ( الفوضى البناءة ) التي بشرت بها وزيرة الخارجية الامريكية انذاك كوندليزا رايس في ١٦ / ٩ / ٢٠٠٥ خلال مؤتمر الامن والتعاون في اوربا .
فالشعب العراقي كان منهك اجتماعيا واقتصاديا و سايكولوجيا بسبب الحقبة الدكتاتورية السابقة ٣٥ عاما مضافا اليها ١٣ عاما من جبروت وقسوة الحصار الاقتصادي الجائر ،مما جعل الشعب بمعظم فئاته واطيافه و مكوناته وطبقاته يبحث عن الخلاص……..
والرئيس الامريكي انذاك جورج بوش الابن هو الاخر كان لايملك حلا ولا مخرجا للحالة العراقية المتداخلة لعدة اتجاهات . فالرئيس الامريكي انذاك جورج دبليو بوش كان يراهن على المجهول وعلى التقادم الزمني وعلى مجموعة مستشارين استقالوا تباعا من مناصبهم لفشلهم الذريع في العراق ومنهم
دونالد رامسفيلد
بول وولفوش
ريتشارد بيرل
ريتشارد ارميتاج
جورج تنيت
برادلي بلاكمان
جيفري وايت
كولن باول
وليام بروم. واخرين من المؤسسية العسكرية والامنية والدبلوماسية.
وفي كتاب اصدره زينغيو بريجنسكي (١٩٢٨! -٢٠١٧ )وهو مفكر استراتيجي ومستشار الامن القومي الامريكي لدى رئيس الامريكي جيمي كارتر مابين ١٩٧٧-١٩٨١ ، بعنوان الفرصة الثانية Second chance في عام ٢٠٠٧ حيث وجه انتقادات لاذعة للرئيس الامريكي جورج دبليو بوش لغزوه العراق باستراتيجية خاوية وعقيمة واصفا قيادته بالقيادة الكارثية مستدلة على حقائق واقعية ادت الى اسقاط مصداقية القيادة الامريكية العالمية ووصف بريجنسكي الغزو الامريكي للعراق بانه مغامرة امريكية .
ان الانتقاد الشديد والصارم وبالغ الاهمية للشرق الاوسط الذي وجه بريجنسكي للرئيس الامريكي الاسبق بوش بسبب غزوه للعراق بحجج واهية حسب وصفه هو ان الحرب على العراق هيئت ومدت ارضية خصبة لتحويل العراق الى ملاذ امن للجماعات الارهابية التي صعدت من عملياتها العسكرية على نحو غير مسبوق ووصف بريجنسكي خسائرها باهظه ومرهفة .
واوضح بريجنسكي بان السياسة الامريكية تجاه الشرق الاوسط اصبحت مدمرة لذاتها استراتيجيا .
احتلال العراق صعد إيران كقوة مؤثرة
واكد بيرجنسكي بان مغامرة ادارة بوش (الابن) في احتلال العراق وسقوط بغداد في ٢٠٠٣/٤/٩ قد صعدت ايران كقوة مؤثرة في العراق والخليج مشيرا بان. الساحة العراقية اصبحت مقبرة للمحافظين الجدد وهذا ما اسلفنا سابقا بان اكثر من خمسين شخصا عسكريا وامنيا ودبلوماسيا قد استقالوا من مناصبهم بسبب فشلهم في احتلال العراق.
وصف بيريجنسكي الرئيس. بوش الابن. شرطيا اهليا مشيرا الى ان العناوين الامريكية. في عهد بوش مخيفة . وهذا الامر ملفت. للنظر في تحليل شخصية. الرئيس بوش السياسية ،
حدد بيريجنسكي نتائج سلبية للحرب الذي خاضها بوش. (الابن )في العراق :-
١-تدمير هائل لمصداقية امريكا على الصعيد العالمي ، حينما قال بوش وجدنا اسلحة دمار شامل في العراق .
٢-الممارسات اللاانسانية في سجن ابو غريب .
٣-الحرب الامريكية في العراق عبارة عن
كارثة جيوسياسية حيث تحول العراق الى ملاذ امن لمجاميع ارهابية .
٤-تحطيم قوة العراق كقوة اقليمية وكدولة عربية الوحيدة القادرة على مواجه ايران .
واما جاي غارنر و بول بريمر و ميغان اوسوليفان فهولاء الثلاثة قد اضروا العراق بمرات مضاعفة اكثر مما نفعوه بسبب الجهل السياسي والمخابرات والمعرفي بحقي الوضع في العراق وحقيقة الطبيعة الاركيولوجية للشعب العراقي.









