تكبير الخط تصغير الخط

في مشهد يعكس المأساة المستمرة التي يعيشها قطاع غزة تحت القصف الصهيوني المجرم، استشهدت الطفلتان التوأم صبا وسنا، البالغتان من العمر أربع سنوات، إثر غارة جوية استهدفت منزلهما، لتغادر الروحان الصغيرتان الحياة كما دخلتاها: معًا.

ولدت صبا وسنا في يوم واحد، وعاشتا حياة قصيرة امتدت لأربع سنوات فقط، ملأتا خلالها البيت بضحكاتهما البريئة وأحلامهما الصغيرة التي لم تكتمل. لكن تلك الأحلام اصطدمت بعنف الحرب، وبقنابل لا تفرّق بين طفل ومقاتل، بين سرير طفلة ومنصة إطلاق.

بحسب شهود عيان، جاء القصف الإسرائيلي فجأة، واستهدف حيًّا سكنيًا دون سابق إنذار، في واحدة من الغارات التي باتت تتكرر بشكل يومي في مناطق متفرقة من القطاع.

أصبحت صورة صبا وسنا رمزا جديدًا لمعاناة الطفولة في غزة، حيث لم يعد هناك مكان آمن، لا في المنازل ولا في المستشفيات ولا في المدارس. ووفقًا لمصادر طبية، ارتفع عدد الأطفال الذين قضوا نحبهم في العدوان الأخير إلى أكثر من 17000 طفل، في ظل عجز دولي متزايد عن وقف آلة الحرب أو توفير ممرات إنسانية آمنة.

قصة صبا وسنا ليست استثناء، بل تكرار يومي لواقع مرير يعيشه أطفال غزة، الذين يُقتلون وهم نيام أو أثناء اللعب أو في أحضان ذويهم. ومع كل قصف، تتساقط أرواح بريئة، ويُدفن المزيد من الحكايات غير المكتملة تحت الركام.

"ولدتا معًا واستشهدتا معًا"... عبارة تختصر حجم الوجع، وتصرخ في وجه العالم: إلى متى سيبقى الأطفال هم الضحايا الأضعف في هذه الحروب؟