-
℃ 11 تركيا
-
13 أبريل 2025
تقدير موقف: الحرب على غزة بين فشل الأهداف الإسرائيلية وتعقيدات خيارات المقاومة
تقدير موقف: الحرب على غزة بين فشل الأهداف الإسرائيلية وتعقيدات خيارات المقاومة
-
9 أبريل 2025, 10:39:30 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
صدر عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، وهو مركز بحثي مستقل يعنى بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، تحليل مفصل حول الحرب على غزة والخيارات المتاحة للمقاومة الفلسطينية. الورقة أعدها الباحث الفلسطيني أ. ماجد أبو دياك، وهو كاتب ومحلل سياسي وخبير في تقدير الموقف في تطورات الصراع، وله العديد من الدراسات والمقالات في هذا الشأن.
السياق العام للحرب على غزة
تتناول الورقة الموقف الحالي للحرب بعد استئنافها عقب هدنة استمرت قرابة الشهرين، متطرقة إلى العوامل المحلية والإقليمية والدولية المؤثرة، لا سيما تأثير السياسات الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب.
الموقف الإسرائيلي: بين الأزمات الداخلية والفشل العسكري
1. الحكومة الإسرائيلية ونتنياهو
يستند رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى أغلبية برلمانية قوامها 64 مقعدًا مدعومة بتحالف يميني متطرف. ورغم الأزمات الداخلية، فقد نجح في استيعاب تهديدات بعض وزرائه عبر تمرير سياسات تلبي تطلعاتهم، مثل إعفاء المتدينين من الخدمة العسكرية. ومع ذلك، فإن آثار هزيمة 7 أكتوبر دفعت نتنياهو إلى تصعيد الحرب لتعويض الخسائر وإرضاء اليمين الإسرائيلي.
2. الانقسام الداخلي
يشهد المشهد الإسرائيلي انقسامات سياسية بين الحكومة والمعارضة، حيث تتهم الأخيرة نتنياهو بجر البلاد إلى حرب داخلية. كما يزداد التوتر بين السياسيين والعسكريين بسبب تحميل نتنياهو الجيش مسؤولية الإخفاقات.
3. الفشل العسكري
فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها الرئيسية، بما في ذلك القضاء على حماس وتحرير الأسرى، رغم مضي 16 شهرًا على الحرب. وتواجه قواتها العسكرية نقصًا في المجندين، وخسائر بشرية بلغت 15 ألف جندي بين قتيل وجريح، إضافة إلى تمرد فئة الحريديم على التجنيد.
4. دور ترامب في استئناف الحرب
بعد لقاء بين نتنياهو وترامب، دعمت الإدارة الأمريكية استئناف العمليات العسكرية، على الرغم من وعود ترامب بإنهاء الحروب. كما تخطط إسرائيل لتقسيم غزة عبر هجمات متدرجة على مناطقها المختلفة، رغم الشكوك حول قدرتها على تحقيق أهدافها.
الموقف الفلسطيني: تحديات وتفاعلات
1. المستوى الشعبي
تعاني الضفة الغربية من قمع السلطة الفلسطينية، فيما يواجه فلسطينيو 48 تضييقات إسرائيلية متزايدة. رغم ذلك، تستمر المقاومة في شمال الضفة (جنين، نابلس، طولكرم).
2. المستوى الفصائلي
تتولى حماس قيادة المقاومة في غزة، بدعم من الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، بينما فشلت محاولات المصالحة مع فتح. في المقابل، تواصل السلطة الفلسطينية التعاون الأمني مع إسرائيل، ما أدى إلى تهميش دورها في المقاومة.
3. تهميش منظمة التحرير
تحولت منظمة التحرير إلى كيان هامشي تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، التي أصبحت تُستخدم كأداة لقمع المقاومة في الضفة الغربية.
الموقف الأمريكي في عهد ترامب
مارس ترامب ضغوطًا على إسرائيل للقبول بالهدنة عبر مبعوثه ستيف ويتكوف، لكنه دعم الحرب لاحقًا في إطار رؤيته لـ"السلام عبر القوة". كما عمل على توسيع "الاتفاقات الإبراهيمية"، وفتح قنوات اتصال غير مباشرة مع حماس، مما منحها شرعية دولية غير مسبوقة.
محور المقاومة: دعم محدود وتحديات
1. إيران وحلفاؤها
رغم دعم إيران للمقاومة، إلا أنها تعرضت لضربات إسرائيلية مباشرة. كما تكبد حزب الله خسائر فادحة بعد استشهاد السيد حسن نصر الله، فيما نفذت فصائل المقاومة العراقية ضربات محدودة، وأثر “أنصار الله” في اليمن على الملاحة البحرية الإسرائيلية عبر البحر الأحمر.
مواقف القوى الدولية والعربية
1. الموقف الأوروبي والروسي والصيني
بينما تراجعت أوروبا عن دعمها للحرب، لم تتخذ إجراءات لوقفها. في المقابل، عارضت روسيا والصين العمليات العسكرية، لكنها اكتفت بدور دبلوماسي محدود.
2. الموقف العربي والتركي
تركيا أدانت العدوان الإسرائيلي، لكن دورها العملي كان محدودًا. أما الموقف العربي، فقد اتسم بالضعف والتشتت، رغم الرفض العلني للتهجير القسري للفلسطينيين.
الخيارات المتاحة للمقاومة الفلسطينية
التصعيد العسكري: رغم مخاطره على المدنيين، فإنه يبقى خيارًا مطروحًا.
القبول بشروط إسرائيل: سيؤدي إلى مزيد من التنازلات.
المزج بين المقاومة والتفاوض: يُعد الخيار الأكثر توازنًا، عبر التمسك بورقة الأسرى لكسب نقاط سياسية ودبلوماسية.
التوصيات والاستنتاجات
انتهت الورقة إلى مجموعة من التوصيات والاستنتاجات، أهمها:
تعزيز الصمود الشعبي في غزة والضفة الغربية.
تطوير أداء المقاومة التفاوضي بإشراك فصائلها في أي محادثات مستقبلية.
الضغط على إسرائيل من خلال ملف الأسرى.
إعادة ترتيب البيت الفلسطيني عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية.
الخلاصة
تشير الورقة إلى أن إسرائيل لم تحقق أهدافها العسكرية، وأن حماس ما زالت صامدة رغم الدمار. وأفضل استراتيجية للمقاومة تكمن في الجمع بين المقاومة المسلحة والتفاوض، مع تعزيز الدعم الشعبي والدولي






