-
℃ 11 تركيا
-
20 أبريل 2025
د. إبراهيم جلال فضلون يكتب: هذا فُحش بل وعار أمريكي
د. إبراهيم جلال فضلون يكتب: هذا فُحش بل وعار أمريكي
-
19 أبريل 2025, 8:32:44 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
د. إبراهيم جلال فضلون يكتب: هذا فُحش بل وعار أمريكي
هذا فُحش.. في إشارة لاقتحام العالم الأمريكي عدد من رجال صاروا تملك وتحكم بلادهم والعالم، دون أن يعرف الغالبية العظمى من الأمريكيين أن أكبر ثلاث شركات (صناديق استثمارية) في الولايات المتحدة والعالم، رغم ضخامة حجم أصولها، وكثافة أنشتطها من حولهم هي القوة والوقود والشراع بل والرياح التي تُحرك بلدان العالم في مياه محيطها الواهن.. وهذه الشركات الثلاث هي المساهمة الرئيسة في أكثر من 96% ة من شركات مؤشر "إس بي" (S&P) لأكبر 500 شركة في البورصة!، إنها شركات تمتلك دولة وتحرك أسهم العالم الأمريكي وخارجه وهم "بلاك روك" (BlackRock) و"فانغارد" (Vanguard) و"ستيت ستريت" (State Street)، أصولا بقيمة 22 تريليون دولار.
انهيار الامبراطورية الأميركية
لقد مهدت السياسة الأنانية للبيت الأبيض لتسارع انهيار الامبراطورية الأميركية، بما ألم اقتصادها من ديون وعجز كبيرين، كانت الصين أكبر دائن أو مُشتر للسندات الاميركية التي تمنح الأكسجين للاقتصاد الأمريكي الذي يتطاول بفرض الجمارك على العالم، دون أن يدري أنها خيوط تدميرية له قبل أن يكون سلباً على العالم. فحصدت كراهية شعوب العالم لسياساتها الخادعة بإعلام ودبلوماسية تُلازم وتُطبع على كل تصرفاتها ومواقفها لاسيما تعاطفها مع الدموية الإسرائيلية في غزة ومشاركتها المبهر في دماء الأبرياء للآن، سائرة بألياتها الإعلامية حتى تحولت الأفلام الهوليوديه الخيالية لحقائق كشفت أن أمريكا ليست إلا أحد أفلام الدعاية الأيديولوجية للرأسمالية التي اثبت اختبارها على الواقع البشري.
الدين الحكومي للولايات المتحدة حالياً يعادل ناتج الصين واليابان وألمانيا والهند والمملكة المتحدة
الأعجب أنها تتباهى بقوتها وهي الضعيفة اقتصادياً وفق موقع البيانات المالية بوزارة الخزانة الأمريكية، الذي صرح بأن الدين الحكومي للولايات المتحدة حالياً، يعادل ناتج الصين واليابان وألمانيا والهند والمملكة المتحدة مُجتمعة.. حيث وصل نصيب كل مواطن أميركي من الدين العام يقترب من 99 ألف دولار، ونصيب كل عائلة أميركية من الدين العام يقترب من 280 ألف دولار، مما جعل الدين العام يبلغ أكثر من 7 أضعاف الإيرادات الفدرالية السنوية، بقيمة 125 من الناتج الاقتصادي الأميركي السنوي، وليس أمام واشنطن سوى خيارين، إما الدفع وذلك مستحيلاً كونها (شحاذة ونهابة)، أو إعادة تمويل هذه القروض بفائدة أعلى، وهو خيار مُفضل كعادتها لكن بأي تكلفة., بل وحذر صندوق النقد الدولي من أن المستوى القياسي للديون الحكومية الأمريكية يشكل تهديدًا للاستقرار المالي العالمي الذي جاوز دينه الحكومي 36.2 تريليون دولار، لأول مرة على الإطلاق، مع زيادة خطر توغل ثروات أكبر 3 شركات في وول ستريت، والتي تقدر قيمة أصولها بما يقترب من الناتج القومي للولايات المتحدة، الذي بلغ العام الماضي ما يقدر بـ26.7 تريليون دولار (التريليون يساوي ألف مليار).
قوة وصلابة الديمقراطية الأمريكية
لقد غزي رجل الكابيتول المقتحم من أنصاره، والفائز بالرئاسة الأمريكية، والمتلاعب بالشعب الأمريكي، لتزداد المخاوف من تأثير ذلك على قوة وصلابة الديمقراطية الأميركية مع وصول ترامب لفترة حكم ثانية، واستعانته بالعديد من أصدقائه المليارديرات ممن لهم علاقات مباشرة مع هذه الصناديق، وغيرها، والدليل تعيين ايلون ماسك الذي باع الغالي والرخيص لفوز ترامب، الذي ضحك عليه وعينهُ بالبيت الأبيض شفهياً دون أن يكون دستورياً وهو ما جلب ماسك للمحاكمة بعد طرد موظفي الفيدرالي والسي أي ايه.. ومع سيطرة الشركات الثلاث على الحصة الكبيرة من السوق، أصبح لدى هذه الصناديق القدرة على دفع أي أجندة يريدونها على الشركات التي يستثمرون فيها.. إذاً لم يكن ذلك فحش بل عار وعار قد لا يدركها أغلب المواطنين بسبب عدم ظهورها لهم بصورة مباشرة...







