-
℃ 11 تركيا
-
9 مايو 2025
فيلم وثائقي عن حياة الصحفية "فاطمة حسونة”.. وزملاؤها: كانت تصور وسط المجازر
جريمة إنسانية وسط صمت دولي
فيلم وثائقي عن حياة الصحفية "فاطمة حسونة”.. وزملاؤها: كانت تصور وسط المجازر
-
19 أبريل 2025, 8:09:50 م
-
521
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الصحفية الشابة "فاطمة حسونة
في مشهد مؤلم يعكس فداحة العدوان الإسرائيلي على غزة، استشهدت المصورة الصحفية الشابة فاطمة حسونة (25 عامًا) في غارة جوية استهدفت منزلها شمال قطاع غزة، قبل أيام فقط من موعد زفافها. الحادثة، التي أودت بحياة عشرة من أفراد عائلتها، من بينهم شقيقتها الحامل، أثارت موجة من الحزن والغضب في الأوساط الإعلامية والإنسانية حول العالم.
“لا أريد أن أموت بصمت”: رسالة فاطمة الأخيرة
كانت فاطمة حسونة تدرك أن الموت يحيط بها في كل لحظة، لكنها رفضت أن تكون مجرد رقم. كتبت على حسابها في مواقع التواصل:
“إذا مُتُّ، أريد موتًا صاخبًا. لا أريد أن أكون خبرًا عاجلًا أو رقمًا بين الحشود. أريد موتًا يسمعه العالم، وصورة لا تُدفن بالزمن أو المكان.”
وقد تحققت كلماتها المؤثرة، إذ تحوّلت فاطمة إلى رمز إعلامي ومصدر إلهام للصحفيين، لا سيما مع تزامن خبر استشهادها مع الإعلان عن عرض فيلم وثائقي عنها في مهرجان "كان" الفرنسي المستقل.
فيلم وثائقي عن حياتها يُعرض بعد رحيلها
قبل ساعات من استشهادها، كانت فاطمة تستعد للسفر لحضور العرض الأول لفيلمها الوثائقي بعنوان "ضع روحك على كفك وامشِ" للمخرجة الإيرانية سبيده فارسي، والذي يوثق حياتها في غزة منذ بدء الحرب. الفيلم اعتمد على محادثات مصورة بين فاطمة والمخرجة، التي وصفتها بأنها كانت "عينيها في غزة، ملأى بالحياة والضحك والأمل والحزن".
قالت فارسي:“كنت أخشى على حياتها، لكن لم أجرؤ على الخوف، لأنها لم تكن خائفة. تمسكت بقوتها وإيمانها الذي لا يتزعزع.”
استهداف متعمد؟ وفقدان متواصل للصحفيين
تخشى فارسي – وغيرها من العاملين في المجال الإعلامي – أن فاطمة قد تم استهدافها بسبب عملها الصحفي المعروف ومشاركتها في الفيلم. وتشير الإحصاءات إلى أن غزة أصبحت أخطر مكان للصحفيين في العالم، إذ استشهد أكثر من 170 صحفيًا منذ عام 2023، وبعض التقديرات ترفع العدد إلى أكثر من 200.
الجيش الإسرائيلي برر الغارة بأنها استهدفت عنصرًا من حماس، لكن استشهاد فاطمة، التي وثّقت العدوان بصور تعبّر عن معاناة الناس وآلامهم، يضع علامات استفهام حول طبيعة الأهداف الفعلية.
زملاؤها ينعونها: "كانت تصور وسط المجازر"
عبّر زملاء فاطمة في غزة عن حزنهم العميق. قال الصحفي أنس الشريف من قناة الجزيرة: “كانت توثق المجازر من خلال عدستها، وسط القصف والرصاص، تنقل آلام الناس وصرخاتهم.”
فيما دعا الصحفي المقداد جميل الناس إلى مشاهدة صورها وقراءة كلماتها لفهم الواقع الإنساني في غزة، مضيفًا:“من خلال عدستها يمكننا أن نرى حياة غزة، ومعاناة أطفالها، وصمود نسائها.”
“شمس اليوم لن تؤذي أحدًا”: وداع شعري لحسونة
قبل استشهادها، طلبت فاطمة من الشاعر الفلسطيني حيدر الغزالي أن يكتب لها قصيدة إذا قُتلت. وجاءت كلماتها كأنها تبشّر بالراحة بعد الألم:
“شمس اليوم لن تؤذي أحدًا... ستكون كافية لتجفيف غسيل الأمهات... وباردة بما يكفي ليلعب الأطفال طوال النهار.”
جريمة إنسانية وسط صمت دولي
استشهاد فاطمة يعكس حجم المأساة التي يعيشها المدنيون في غزة، حيث قُتل أكثر من 51,000 شخص منذ بدء الحرب، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. ومنذ انهيار الهدنة في مارس، كثّفت إسرائيل غاراتها على القطاع، موقعه مزيدًا من الضحايا.
قصة فاطمة ليست استثناء، بل مرآة حقيقية لواقع غزة: مآسٍ تُوثّق بعدسات من يتم استهدافهم.










