-
℃ 11 تركيا
-
10 مارس 2025
رمضان في مصر..بهجة وفوانيس تزين المنازل والشوارع..الكنافة والقطايف حلوى الشهر الكريم منذ ألف عام
رمضان في مصر..بهجة وفوانيس تزين المنازل والشوارع..الكنافة والقطايف حلوى الشهر الكريم منذ ألف عام
-
10 مارس 2025, 2:50:21 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اطلاق اسم " روائح رمضان" على الايام الاخيرة من شعبان مع بدء تزيين المنازل والمحلات والشوارع
المعز لدين الله دخل القاهرة ليلا فاضاءوا له الفوانيس وتوارثت العادة حتى اليوم
مدفع رمضان استخدمه السلطان خشقدم لموعد انتهاء العمل ثم استخدموه للاعلان عن الافطار والامساك
جلال الدين السيوطى اعجب بما قيل فى الكنافة والقطائف فاعد كتاب عنهما
رمضان في مصر له مذاق و طعم مختلف عن كل بلدان العالم ، فالمصريين كالعادة يبدعون و يتفننون في طقوس رمضان و عاداته و تقاليده .
تعد مدينة القاهرة واحدة من أشهر العواصم الإسلامية احتفاءاً بشهر رمضان ان لم تكن اشهرها على الإطلاق .
لأنها تجمع بين المظهر حيث تتنوع اساليب الاحتفاء برمضان من عادات وطقوس ومظاهر متعددة والجوهر ، حيث العبادات من الصيام وخلو الشوارع عند الافطار وامتلاء المساجد مابين الصلاة وقراءة القرأن وتلاوة الازكار وحلقات الدروس.
أن مظاهر رمضان تبدأ قبيل الشهر الكريم بأيام حتى ان العامة فى مصر يطلقون على الأيام الأخيرة من شعبان عبارة ظهور روائح رمضان .. فتبدأ الأحياء الشعبية فى تعليق الزينة من أوراق ملونة تتخذ اشكال متنوعة من مثلثات ودوائر تتخللها لمبات الإضاءة الملونة وتنتهى كل مسافة بنموذج مجسد لمسجد صغير او فانوس كبير .
وما ان يعلن عن ثبوت رؤية هلال رمضان حتى تكون كل الشوارع وشرفات البيوت وواجهات المحلات تتزين بالأضواء المتعددة الألوان وتزدان مآذن المساجد بالإضاءة باللونين الأخضر والأبيض ..
(فانوس رمضان )
فبجانب تزيين الماذن وشرفات المنازل وواجهات المحلات بالاضواء المتعددة الالوان نجد " فانوس " رمضان كامتداد لاوامر الخلفاء منذ أكثر من الف عام بالاكثار من المصابيح .. ويقوم صناع " الفوانيس " بالقاهرة خاصة فى منطقة تحت الربع وباب الشعرية بابتكارات متجددة تشد انتباه الاطفال وتحفزهم على شرائها بالوانها على الزجاج بشكل جذاب ورغم غزو الأسواق بفوانيس "مستوردة " تعمل بالبطارية وتخرج اغانى ومقطوعات موسيقية وتضئ بلمبة صغيرة إلا ان " الفانوس " الزجاجى من الصناعة اليدوية وبالشمعة يأخذ بريق "التراث" .
واذا كان تقليد الفانوس وحمل الأطفال له يبدأ بعد الافطار فان " موروث " المسحراتى ظل لقرون طويلة قبيل وقت السحور .

ثم ينادى على كل ساكن او صاحب بيت وهو يدق على طبلة يطلق عليها "باز" وكان كثيراً مايقول بعض حكايات السيرة الشعبية بل وكان يكملها فى اليوم التالى .. وانتقل تقليد المسحراتى إلي الاذاعة بصوت الفنان الكبير سيد مكاوى واغانى الشاعر فؤاد حداد لسنوات طويلة ..
وهكذا اصبح الوقت من المغرب حتى الفجر يبدأ بمدفع الافطار وفانوس رمضان والمسحراتى .. وازداد معها المقاهى المنتشرة خاصة فى احياء القاهرة التاريخية والاحياء الشعبية وتناول " الزجيلة " والمشروبات ولعب الدومينو والطاولة والشطرنج ومشاهدة المسلسلات والفوازير فى التليفزيون .
(أشهر الأكلات )
اما عن الاكلات الشهيرة فى رمضان فهناك محلات لبيع انواع معينة من الطعام ترتبط بشكل واضح بهذا الشهر .
وابرز تلك المحلات بالقاهرة مطاعم الفول ومحلات بيع المخلل او الطرشى كما يطلقون عليه وباعة العرقسوس والتمر الهندى .. ومحلات الألبان لبيع الزبادى ومحلات الخضار لبيع الجرجير وغيره ..
اما محلات المكسرات فأكبر كميات تأتى فى التمر حيث توجد فى مصر مناطق شهيرة بانتاج اجود انواع التمور مثل الوادى الجديد وسيوة والعريش واسوان .. ويقبل على التمر كافة الطبقات لفوائده المعروفة ..

كما تباع فى محلات المكسرات والياميش اصناف من المأكولات والاطعمة السكرية مثل قمر الدين والمكسرات الشهيرة مثل اللوز والجوز وعين الجمل والبندق وغيرها ورغم ارتفاع اسعارها الا ان محلات البيع تجد اقبالاً كبيراً من المواطنين ..
اما اشهر الحلويات المتوارثة فى رمضان فهى الكنافة والقطائف .. والحلوى فى رمضان متوارثة خاصة فى العصر الفاطمى وقد كانت هناك مناسبات عديدة مثل الاحتفال بالمولد النبوى وزيارة الاضرحة .
واذا كان الحديث عن الطعام فتجدر الاشارة الى التسابق المحمود لاقامة الموائد المفتوحة فى الشارع للفقراء وعابرى السبيل ومن لم تسمح ظروف اعمالهم للحاق بالافطار ويطلق عليها موائد الرحمن .

(الاحتفاء بالجوهر )
واذا كانت كل هذه الامور تدل على المظاهر فإن الجوهر يتجلى مع الاستماع للقران ،وآذان المغرب خاصة بالصوت المميز للمقرئ الشهير محمد رفعت وتمتلأ المساجد بالمصلين لصلاة التراويح وحلقات الدروس والازكار خاصة للطرق الصوفية وتستمر الدروس والازكار وقراءة القرأن الكريم من العشاء حتى الفجر وكثير ماتكون الدروس الدينية فى المساجد ايضا عقب صلاة العصر .. وبالقاهرة العديد من المساجد التى اكتسبت شهرة خاصة فى صلاة التراويح –القيام _ ومايتلوها من أدعية وأشهرها مساجد الامام الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة وعمرو بن العاص وغيرهم من مساجد قاهرة الالف ماذنة
الجدير بالذكر ان المصريين جميعاً يفرحون بالبهجة والالفة دون تفرقة ، واذا كان المسلمون يحتفلون مع اخوانهم الأقباط فى أعياد مثل رأس السنة وشم النسيم ويهنأونهم فى كافة الأعياد والمناسبات ، فان الأخوة الأقباط يبتهجون لمظاهر رمضان ويفرحون لزينة الشوارع ،ويشاركون المسلمون فى مراعاة المشاعر فى الصيام فلا يتناولون الطعام او الشراب علناً ويهنئوهم فى الأعياد .










