-
℃ 11 تركيا
-
19 مارس 2025
"يديعوت أحرونوت": المواجهة بين نتنياهو وروني بار خطيرة وتقربنا من نوع من الحرب الأهلية
في مقال للمحلل العسكري بالصحيفة
"يديعوت أحرونوت": المواجهة بين نتنياهو وروني بار خطيرة وتقربنا من نوع من الحرب الأهلية
-
19 مارس 2025, 12:13:14 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ناحوم برنياع - يديعوت أحرونوت
المجتمع الإسرائيلي، من جنود الاحتياط على حدود غزة وحتى قضاة العليا ومحللي وسائل الاعلام، ينقسم تحت الحكم الحالي الى مجموعتين: أولئك الذين هم مقتنعون باننا نعيش في مجال الحالة الطبيعية، وان كل شيء سبق أن كان، ولكل جنون يوجد سابقة، وأولئك الذين هم مقتنعون بان نتنياهو والعصبة من حوله حطموا كل القواعد. رونين بار ينتمي بشكل واضح الى المجموعة الثانية.
في الحرب مثلما في الحرب، في الجنون مثلما في الجنون، يقول لنفسه رونين بار ويتصرف بناء على ذلك. هو لا يعتزم الاستقالة وفي واقع الامر، لا يعتزم أيضا أن يكون مُقالا. هو سيحترم بالطبع قرار الحكومة اقالته – لكن القرار بترك منصبه لن يكون في يده. سيكون في يد المستشارة القانونية للحكومة وفي يد محكمة العدل العليا. طالما توجد إجراءات هو لن يرحل. من لقاء الإقالة مع نتنياهو عاد الى مكتبه لليلة عمل طويلة. ليس بسبب نتنياهو – بسبب غزة.
لا فكرة لدي اذا كان تحدث عن اقالته مع غالي بهرب ميارا، لكن للاثنين يوجد الكثير من القواسم المشتركة: التقدير المتبادل، جبهة واحدة، قلب من فولاذ وروح قتالية. نتنياهو يخرج منهما مزايا مشكوك أن يكونا يعرفا بانها لديهما. فقط بيبي.
وبالفعل، في البيان الذي أصدرته المستشارة امس بنت عائقا أول، ذا مغزى، لتنفيذ الإقالة: “لا يمكن فتح اجراء انهاء ولاية”، كتب غيل ليمون، مساعدها، “منصب رئيس جهاز الامن ليس وظيفة ثقة شخصية لرئيس الوزراء”.
عندما دخل رونين بار أمس الى اللقاء مع نتنياهو بدأ بالسؤال: استنادا إلى ماذا تتهمني (في البيان الذي أصدره نتنياهو) بالابتزاز؟ متى ابتزيتك؟
استنادا الى مقال سيما كدمون في “يديعوت احرونوت” قال نتنياهو.
وقد قصد مقال زميلتي سيما كدمون الذي نشر يوم الجمعة قبل تسعة أيام. “يجدر به أن يفكر جيدا قبل أن يقيم عليه رؤساء الشباك على اجيالهم”، كتبت عن نتنياهو. “فبعد كل شيء، يدور الحديث عن أناس يعرفون شيئا او اثنين عنه، عن سنة حياته وعن ابنه العزيز عليه”.
بار، الذي سمع بضعة أمور غريبة في حياته، تحت نتنياهو أيضا، ذهل. لم يسبق لي أبدا أن التقيت او تحدثت مع سيما كدمون، قال لنتنياهو.
مع كل الاحترام لسيما – وثمة الكثير من الاحترام – مقالها في الصحيفة لا يمكنه أن يكون دليلا لتبرير اقالة رئيس الشباك. هذا جنون.
من لديه ذاكرة طويلة يتذكر – وكيف لا – قضية الشريط الساخن في 1993: نتنياهو توجه الى مقابلة عاجلة في التلفزيون اتهم فيها دافيد ليفي وصحبته بنشر شريط يكشف علاقات حميمة مع عشيقته في الفترة إياها. هم يحاولون ابتزازي، ادعى. عشيقة كانت بالفعل؛ اما الابتزاز فلم يكن.
رونين بار هو شخص مذهل، ذو قدرات استثنائية. يحتمل ان تكون إسرائيل ستكسب لو أنه كان رئيس الوزراء ونتنياهو كان يدعى اليه، الى مكتبه، للقاء اقالة. لكن المواجهة بينهما خطيرة. فهي تقربنا من نوع من الحرب الاهلية، حاليا بلا سلاح، لكنها باتت في مرحلة فقدان الثقة وانعدام الطاعة في أجهزة الامن. التمييز الذي يجريه بار بين المملكة والملك يجتذب القلب، لكن في حالة الشباك هو اشكالي: وظيفة الجهاز هي أيضا حماية المملكة، وكذا الملك، والملكة والأمير أيضا.
اذا كان سبب الإقالة هو التحقيق في قضية “قطر غيت”، فهذا اقل غرابة. ثمة شيء ما غير سليم والادق شيء ما نتن، في عمل مساعدي رئيس وزراء في خدمة دولة اجنبية وليست عاطفة بالضرورة. لا يمكن طمس تحقيق كهذا. معقول أيضا الافتراض بان الهوة بين نتنياهو وبار فغرت فاها بالتدريج، على خلفية الاحتجاج. نتنياهو يؤمن حقا بوجود دولة عميقة وبالمؤامرة التي يحيكها رجالها ضده. هو يؤمن بانهم يتآمرون لتصفيته او ابتزازه، ما يأتي أولا. الجهد الذي بذله بار في الدفع قدما بصفقات مخطوفين فاقم الوضع. نتنياهو لم يرَ بعين جميلة لا الصفات ولا الموقف المستقل لبار. ليس صدفة أنه نحاه عن فريق المفاوضات.
من هنا لاحقا تقدم بسرعة هائلة، ككرة ثلج سوداء. من لم يحيك ملفات لنتنياهو؟ الكل تقريبا. امس تبين أيضا أن روني بار انضم هو الاخر الى دار الحياكة هذه. مسكين نتنياهو. الكل يريدون أن يحيكوا بالذات له ملفات. المحاكم، النيابة العامة، وسائل الاعلام، الدولة العميقة، الجيش الإسرائيلي، الشباك. هذه كلها دار حياكة واحدة كبيرة.
الكرة الان انتقلت الى الحقل القضائي. افترض أن ترفع هذا الصباح التماسات الى محكمة العدل العليا ضد اقالة رئيس الشباك في ذروة تحقيق قطر غيت. بالمناسبة، القاضية المناوبة هي غيلا كنفي شتاينتس. القاضية الأولى من اصل مغربي (عينتها حكومة لبيد – بينيت) وعقيلة يوفال شيتاينتس. مشوق أن نرى اذا كانت ستجد الشجاعة لفعل ما.
اليوم بات ممكنا ان نقرر باننا نضجنا. الضفدع ناضج كما ينبغي. لين وناضج. وهذا حصل ببطء لكن بثبات. الرجل المسؤول عن الخراب والمذبحة، اللذين في اعقابهما حرب لا نهاية لها تسحق هنا جماهير كاملة يبني الان دكتاتورية برعاية الحرب إياها وحيال التعب المتراكم للجمهور الخادم والمنتج.
محظور السماح بهذا ان يحصل. في الدكتاتورية يوجد أيضا حق الاحتجاج. لا يزال. علينا أن نستنفده، حسب القانون، في ظل ابتعاد حريص عن كل نوع من العنف. لحكومة نتنياهو لا توجد ثقة جماهيرية. نرى هذا في كل الاستطلاعات. هي تواصل زيادة العبء على المواطنين الذين يحملونه وتوزيع المليارات على أولئك الذين لا يحملونه. لهذه الحكومة لا توجد أيضا شرعية أخلاقية او قيمية. لن تكون لنا فرصة أخرى لإنقاذ هذه الدولة. نحن في أيام مصيرية لا مثيل لها.







