من صحافة العدو

ناحوم برنياع: ما الذي نفعله في غزة؟

profile
  • clock 22 أبريل 2025, 12:18:19 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
ما الذي نفعله في غزة؟

يديعوت أحرونوت

لشهر دارت الحملة في غزة بلا إصابات لقواتنا: معطى مفرح. في الجيش اوعزوه بأمر صدر للقوات للتقدم ببطء وللضعف العسكري لحماس. واساسا اوعزوه للحرب.

انعدام الإصابات ابعد الواقع في غزة عن جدول الاعمال. وانحصر الجدال في مسألة ما هو الطريق الأفضل لتحرير المخطوفين، تشديد الضغط العسكري على حماس ام استعداد حكومة "إسرائيل" لصفقة تنطوي على وقف الحرب. اما الحملة نفسها فاعتبرت كمناورة عسكرية من طرف واحد. بيت حانون وبناتها، رفح وبناتها، أصبحت موقع سياحي. الوزير كاتس وصل، محوطا بحاشية كبيرة من الصحافيين والمصورين؛ وحتى نتنياهو وصل، لاستعراض التواجد.

لشدة الأسف، الحظ هو منتج متآكل. الحادثة المتداخلة التي قتل فيها في نهاية الأسبوع النقيب غالب نصارة من رهط، قصاص اثر في اللواء الشمالي، واصيبت ضابطة مجندة وقصاص أثر آخر، رفعت من جديد سؤال الجواب عليه مركب.

ما الذي بالضبط نفعله نحن هناك في غزة. أمس بعد الظهر نشر التقرير الذي رفعه اللواء متقاعد يوآف هار ايفن عن الحادثة التي قتل فيها كمين من كتيبة الدورية لجولاني 15 غزي، معظمهم غير مشاركين، معظمهم في سيارات اسعاف، قرب تل السلطان، في اقصى القطاع. هار ايفن وجد إدارة قتالية فاشلة، خرق أوامر ورفع تقارير كاذبة. اشرطة التسجيل التي جاءت من الميدان رهيبة؛ الضرر في العالم عظيم.

إذن ما الذي نفعله حقا هناك في غزة؟ امامنا نهجان لا يستويان فيما بينهما. رئيس الأركان ايال زمير وزملاؤه في هيئة الأركان يتبنون نهجا محدودا: الحملة تستهدف تشديد الضغط على القيادة العسكرية لحماس في القطاع للوصول الى صفقة. هذا هو الهدف الوحيد. ليس للجيش الإسرائيلي نية للاستيلاء على أراض سيطر عليها في الشهر الأخير. صفقة؛ تحرير مخطوفين؛ ادخال شركات أمريكية للعناية بتوزيع الغذاء، اخلاء؛ نهاية القصة.

أما رئيس الوزراء فيتبنى نهجا موسعا: حماس طرحت مطالب مستحيلة وهكذا قررت مصيرها ومصير القطاع. في غضون أيام ستنتقل إسرائيل الى المرحلة التالية، الى المرحلة التي معناها احتلال كامل لغزة، احتلال دائم. هذا ما قصده نتنياهو حين أعلن في “الإعلان الخاص” الذي نقله الى البث في منتهى السبت، وقال أ: “انا لن استسلم” و ب “اذا كان اتفاق بشروط حماس فان الرؤيا الهامة للرئيس ترامب لن يكون ممكنا تحقيقها – الرؤيا التي ستغير وجه غزة مرة واحدة والى الابد”.

على ماذا تنطوي الرؤيا التي ستغير وجه غزة الى الابد نحن نعرف: بداية قتال بحجم عدة فرق، مع مصابين في طرفنا وقتل جماعي لمدنيين في طرفهم. بعد ذلك احتلال، وعندها ترحيل، واستئناف الاستيطان، وفي النهاية ريفييرا بين الشاطيء وجباليا. السؤال هو فقط ما الذي يسعى نتنياهو ليحققه في هذه الاقوال، هل الفكرة هي تهديد حماس أم الفكرة هي التأثير على القاعدة، هل الفكرة هي تهيئة التربة لحرب أبدية، لملاحقة لا نهاية لها وراء انتصار غير قابل للتحقق.

عن المخطوفين هو تنازل، تكتيكيا، استراتيجيا، أخلاقيا. هم لا يناسبون اجندته.

في منتهى السبت، امام اسوار معسكر الكريا، وقف أناس وزعوا بوسترات مع دعوة للرفض. الالاف مروا امام الطاولة التي نصبوها، في طريقهم الى المظاهرة من أجل المخطوفين. خطتهم كانت ان ترفعها الجماهير في المظاهرة، امام الكاميرات. ربما أكون مخطئا لكن يخيل لي ان قلائل اخذوا البوسترات واقل منهم رفعوها.

الدعوة لوقف القتال ولصفقة تحرر كل المخطوفين نعم.  الدعوة للرفض لا – حاليا لا. لكن استمرار الحرب، معاناة المخطوفين وعائلاتهم، الغرق في اوحال غزة والتطرف الاستفزازي من القيادة السياسية تشق أيضا هذا الاجماع. غزة لا تساوي الثمن – ولا حتى بالنسبة لليمين.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)