-
℃ 11 تركيا
-
26 مارس 2025
جدعون ليفي يكتب: عندما حدث هنا الانقلاب النظامي الأول.. نتنياهو السياسي لم يكن قد ولد بعد
في مقال بصحيفة هآرتس
جدعون ليفي يكتب: عندما حدث هنا الانقلاب النظامي الأول.. نتنياهو السياسي لم يكن قد ولد بعد
-
25 مارس 2025, 1:55:42 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
جدعون ليفي - هآرتس
معسكر مصاب باليأس والرعب مما هو قادم. أحداث الفترة الأخيرة، من بينها استئناف الحرب وإقالة رئيس الشاباك ومرورا بالأزمة الدستورية، خلق الشعور بالصدمة. من كان يصدق أننا سنصل الى هذا الوضع؟ كل شيء مرة أخرى يلقونه وبحق على اكتاف بنيامين نتنياهو العريضة، فهو الذي قام بكل الخطوات الصادمة منذ 7 أكتوبر، هو الذي يقود الانقلاب القانوي؛ هو الرئيس وهو المتهم. ولكن الحضيض الذي وصلت اليه إسرائيل توجد له جذور أعمق بكثير، نحن لم نولد بالأمس ولم يبدأ كل شيء مع نتنياهو. من تفاجأ الآن من الحضيض المتدني يجب عليه سؤال نفسه هل حقا الحديث يدور عن الرعد في يوم صاف. لا، إسرائيل تسير في مسار الانتحار هذا منذ عشرات السنين. ونتنياهو فقط سرع وزاد الخطوات.
ليغفر لي القراء بسبب العنوان المبتذل، لكن الامر اصبح مستحيل الآن بدونه: الخطيئة الاصلية هي الاحتلال، هو أبو الدنس، هو لا يفسر كل شيء، لكن بدونه كانت ستكون لنا دولة مختلفة. لقد حان الوقت لقول ذلك بصوت مرتفع وواضح، وبالتحديد في هذه النقطة المنخفضة. من سيزيل الغبار عن عيون الأنبياء العظام، يشعياهو لايفوفيتش والذين وقعوا على وثيقة “ماتسبين” (“الاحتفاظ بالمناطق المحتلة سيحولنا الى أمة قتلة ومقتولين”، أيلول 1967، عندما كان عمر الاحتلال ثلاثة اشهر)؟. هؤلاء العظام يضيفون وبحق بأن الدولة ولدت في الخطيئة، ليس ولادتها بل ولادتها في الخطيئة، حيث أنها منذ بدايتها عملت على طرد شعب البلاد الذي يعيش فيها، ومنذ ذلك الحين لم تغير للحظة تطلعاتها.
الانقلاب القانوني الأول كان الخضوع المهين لجهاز القضاء للاحتلال. من اليوم الأول كان جهاز القضاء المرساة المهمة للاحتلال المجرم. بفضله تمت شرعنته، وبعجزه الفضائحي تم ترسيخه. السياسي نتنياهو لم يكن قد ولد بعد، وكان قد اصبح عندنا انقلاب قانوني بحسبه يوجد نظام لتفوق اليهود في إسرائيل السيادية، بما في ذلك حكم عسكري على أساس العرق، بمصادقة المنظومة القضائية المبجلة. خارجها، وفي أراضي الاحتلال، تأسس نظام ابارتهايد، الذي أيضا كان بمصادقة المحكمة العليا.
الانقلاب القانوني الأول الذي سمح به جهاز القضاء، والذي يقوض المساواة ويتجاهل القانون الدولي، لم يكن ضرره أقل من الانقلاب الثاني، انقلاب نتنياهو وياريف لفين. قلائل جدا عارضوا الانقلاب الأول، وتمت ادانتهم بأنهم خونة. هذا أمر يستحق تذكره أيضا. لو أن جهاز القضاء صمد في بداية الاحتلال لكان سيصعب تقويضه الآن، في الوقت الذي يتمكن فيه المستوطنون الذين يعيشون على أراض مسروقة (!) من أن يصبحوا قضاة في المحكمة العليا، الامر الذي يعني أن هناك شيء فاسد في المملكة قبل لفين بفترة طويلة. أما القول بأنها حصن فلا.
في نفس الوقت تم تأسيس نظام الاستبداد الوحشي في المناطق، الذي بدونه لا يوجد احتلال. لقد وصل الآن الى ذروة الدناءة والوحشية، لكن أيضا هو لم يولد الآن، عندما كانوا يكسرون العظام في 1987 ويقتلون آلاف الأطفال والرضع في 2025. عندما يفعلون ذلك فانهم يصبحون دولة منبوذة، حتى بدون نتنياهو. الاعمال البربرية في المناطق لا يمكن أن تتوقف عند الخط الأخضر. لا يمكن أن تكون ديمقراطية في إقليم وديكتاتورية في إقليم آخر. لا يمكن أن تكون هناك روح ديمقراطية في دولة جزء من مواطنيها يخدمون كجنود يستخدمون البطش ويعتبرون ابطال في نظر الجميع. عندما يتم تدريب أجيال على استخدام العنف الجامح فان عاصفة العنف ستنتشر هنا.
الشرطة التي تلقى بعض ضباطها تعليمهم في المكان الذي يسمح لهم فيه بكل شيء، لا يمكن أن تصبحوا حراس القانون عندما يتم نقلهم الى منطقة أخرى. والشعب الذي قيل له لسنوات بأن الاستبداد مشروع ضد شعب آخر، وأنه يحظر عليه التظاهر والتفكير، الحركة والعمل، وحتى التنفس والعيش، لا يمكن أن يكون شعب ديمقراطي. الآن نتنياهو يقوم بقطف الثمار المسمومة التي نمت في هذه الأصص العفنة، ويستخدمها لاغراضه الخاصة. لا يمكن الاعتقاد بأنه عند رحيله ستزول اللعنة، كل اللعنة.







