"يديعوت أحرونوت": اتفاق وقف النار مصلحة قومية عليا وهو الطريق الأفضل للمس بحماس

profile
  • clock 6 يناير 2025, 12:08:34 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
أرشيفية

بن درور يميني - يديعوت أحرونوت

حماس لا تريد اتفاق مخطوفين. الإدارة الامريكية تقول هذا المرة تلو الأخرى. وزير الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن، قال مرة أخرى يوم الخميس الماضي، في مقابلة مع “نيويورك تايمز”: كلما اقتربنا من الاتفاق، “كانت حماس تتراجع عن الموافقة على وقف النار وتحرير المخطوفين”. ونحن نرفض الاستماع. هذا لا يعني أن نتنياهو يريد الاتفاق. واكثر من هذا، عندما يهدد بان الحرب ستستمر حتى بعد الاتفاق – فانه لا يهدد حماس. هو يخدم حماس لانه منذ اشهر عديدة وحماس توجد في مرحلة “قوة الضعف”. ليس لها ما تخسره. الدمار والخراب هائلان. ما الذي يمكن عمله لحماس اكثر مما فعلناه حتى الان؟

لقد أوقعت حماس ضررا تاريخيا لمليونين من سكان غزة. أوقعت بهم الكارثة الأكبر منذ النكبة. أوقع زعماء العرب نكبة 1948. وزعماء حماس نكبة 2023. لكن مثلما لم يكن في حينه محفل جدي واحد أجرى حسابا للنفس على فشل الرفض والمقاومة وتهديدات الإبادة، هكذا مشكوك أن يفعل احد ما حسابا للنفس اليوم، على فشل الرفض والمقاومة وتهديدات الإبادة. ففي العقود الأخيرة تلقت حماس عروضا للاعمار والمساعدة ولرفع الحصار، مقابل تجريد القطاع. ولم تعرف حماس الا جوابا واحدا. لا.

الخراب ليس نتيجة صدفة. العكس هو الصحيح. لان إحساس الضحية هو جزء من الهوية الفلسطينية. في السياق الاستراتيجي، إحساس الضحية هو الورقة المظفرة للفلسطينيين. هو الذي يمنحهم القوة الدولية. هو الذي يخرج مئات الالاف الى الشوارع في كل مدن الغرب وفي الجامعات.

كلما ارتفع إحساس الضحية الى مستويات اعلى جديدة، هكذا يكون وضع إسرائيل أسوأ. ما الذي يمكن لإسرائيل ان تفعله بالضبط في المرحلة الحالية؟ ان تقتل عشرة مخربين آخرين من حماس كل يوم؟ ان تهدم عشرة مبان أخرى؟ ان تمنع عبور شاحنات الغذاء؟ هذا بالضبط ما تريده حماس. إحساس الضحية. المذبحة الوحشية لعبت دورا ما بعد 7 أكتوبر. هذا انتهى. الان الكلمات الأساس هي الإبادة الجماعية، التجويع، التطهير العرقي والاستعمار. هذه أكاذيب. لكن دعاية الأكاذيب، كما يجدر بالذكر هي لاعب مركزي في لوحة الشطرنج الاستراتيجية.

استراتيجية نتنياهو فشلت قبل 7 أكتوبر. هي فشل مطلق أيضا منذ 7 أكتوبر. هذه استراتيجية حرب بلا توقف. الثمن الداخلي والدولي الذي تدفعه إسرائيل آخذ في التصاعد. في الداخل هذا هجرة عكسية من البلاد. هذا استقطاب. هذا انشقاق. هذا احباط متزايد ومتعاظم على ترك المخطوفين لمصيرهم. هذا امتثال متضائل لخدمة الاحتياط. هذا الدمار الاقتصادي الذي هو نتيجة لمزيد فمزيد من الميزانيات للوسط المتملص من الخدمة ومن العمل، واقل فاقل ميزانيات للمقاتلين ولحاملي العبء. في المستوى الدولي يدور الحديث عن ان إسرائيل تحتل مكان جنوب افريقيا. هذا ليس حظر السلاح فقط، من قبل العديد من دول الغرب. هذا أيضا المقاطعة الهادئة. تعاون اكاديمي وعلمي وبحثي اقل. استثمارات اقل في إسرائيل. احداث لاسامية اكثر.

لكن نتنياهو يهدد حماس بمواصلة القتال. وكأن هذا يخيفهم كثيرا. المزيد من الشيء ذاته. كل يوم يمر تعد فيه إسرائيل الطرف المعتدي – بالنسبة للحملة المناهضة لإسرائيل يعد انتصارا صغيرا آخر. بالضبط مثلما توجد حماس في مرحلة قوة الضعف، إسرائيل توجد في مرحلة ضعف القوة. الخلاص لن  يأتي من إدارة ترامب. هذا بالتأكيد مشجع أن يتلقى التقدميين في الولايات المتحدة ضربة في الانتخابات للرئاسة، لكنهم يواصلون العمل. يحتمل أيضا ان اغلبية السكان في الدول الغربية ليسوا كارهي إسرائيل أو أن النزاع لا يقلقهم حقا. لكن المشكلة هي مع النخب التي تسيطر على وسائل الاعلام، الاكاديمية والثقافة. وهي اكثر تأثيرا بكثير.

قوة الضعف تميز أيضا الحوثيين. ليس لهم ما يخسروه. مثل حماس، هذه أجسام تحركها أيديولوجيا الكراهية. اجسام تزرع الدمار والخراب. اليمن على أي حال توجد في المرتبة الـ 126 في جدول المجاعة العالمية، من اصل 127 دولة في هذا التصنيف. السعودية قاتلت الحوثيين. سنوات من القصف. هذا لن يجدي نفعا. هي التي تضررت. والان هذه إسرائيل، واساسا حيال حماس، بعد 457 يوما من القصف، هل توجد اهداف أخرى ستغير شيئا ما؟

في الظروف الناشئة فإن وقف النار هو مصلحة قومية عليا. مرغوب فيه بالطبع مع اتفاق مخطوفين. لانه يجب تقليص الضرر. كل يوم يمر بدون وقف نار، يزيد الضرر فقط. بالطبع وقف النار الذي يؤدي الى اتفاق استراتيجي مع السعودية، سيحسن الوضع. لكن صحيح حتى الان نحن في خسارة متزايدة. جنود يقتلون، مخطوفون يذوون. إسرائيل تصبح منبوذة اكثر فأكثر. هكذا نحن نحتاج الى وقف النار. لا كاستسلام لمطالب حماس بل العكس. هذا هو الطريق الأفضل للمس بحماس.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)