- ℃ 11 تركيا
- 28 ديسمبر 2024
من صحافة العدو: مهاجمة إيران "الوحش الجريح" لهزيمة "أنصار الله"
من صحافة العدو: مهاجمة إيران "الوحش الجريح" لهزيمة "أنصار الله"
- 27 ديسمبر 2024, 9:59:42 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
إعداد: سنا كجك - مختصة بالشأن الإسرائيلي
كشفت القناة 12 العبرية عن تقرير للواء احتياط المدعو يسرائيل زيف، حمل عنوان:"غارة إسرائيلية أُخرى على اليمن... لن تحل المشكلة الحوثية"... تطرق فيه الى كيفية معالجة "إسرائيل" لحركة أنصار الله في اليمن لتكف عن الهجمات والضربات التي تطال "تل أبيب".
وبحسب تقديره فإنه يتوجب عليهم مهاجمة إيران وبرنامجها النووي الداعمة للقائد السيد بدر الدين وقد وصفها "بالوحش الجريح" كما أوضح ان ضعف الاستخبارات في ايجاد المعلومة عن الحوثيين يؤثر كثيرا" ومن المعلوم أن الصهاينة يشنون هجماتهم بناء على معلومات استخباراتية دقيقة جدا" وهذا يشكل لهم الآن العائق الكبير في مواجهة اليمن.
ويستعرض التقرير ما يلي:
"ليست المشكلة الحوثية استمراراً مباشراً للحرب حتى الآن ولا هي تنويع آخر للمعركة في مواجهة "حماس" أو حزب الله، إنما هي أمر مختلف تماماً، وللعثور على حل لهذه المشكلة، فلن تكون مهاجمة بنى تحتية على بُعد آلاف الكيلومترات كافية لحل المشكلة.
إن الحوثيين هم تنظيم إسلامي متطرف، هدفه كان التمرد على الحُكم المركزي، والسيطرة على اليمن عبر حرب أهلية اندلعت سنة 2015.
وعلى الرغم من أن التنظيم ليس كبيراً نسبياً؛ إذ يتراوح عدد أفراده بين 20,000 و30,000 شخص، فقد تمكنوا، بدعم من إيران، من السيطرة على نحو ثلث مناطق غرب اليمن وجنوبها، بما في ذلك ميناء الحديدة والعاصمة صنعاء وبالإضافة إلى ذلك، فقد نجحوا في عرقلة مسار التجارة في البحر الأحمر، وهو ما ألحق أضراراً بالتجارة العالمية وقناة السويس، وأثّر في إسرائيل بتسببه بتعطّل ميناء إيلات لأكثر من عام.
لم يتمكن التحالف الإقليمي الذي تقوده السعودية ودول الخليج، والذي يحاربهم منذ سنة 2015 (مع فترات هدنة)، ولا التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في السنة الماضية، من كسر روح هؤلاء، على الرغم من الضربات المهمة التي وُجهت إليهم، فالحوثيون مجهزون بأفضل الأسلحة الإيرانية، بما في ذلك مئات صواريخ كروز، والصواريخ الباليستية، والطائرات المسيّرة، وتنتشر قواتهم في مساحات واسعة ذات طبيعة جبلية توفر لهم المخابئ والقدرة على الصمود. أمّا تواصلهم الداخلي، فهو مختلف، وهو ما يصعب جمع المعلومات الاستخباراتية وفيما يتعلق بمسألة الثمن الذي يدفعونه على مستوى البنى التحتية، أو مستوى معيشة المواطنين في المناطق التي يسيطرون عليها، فهي لا تثير اهتمامهم.
أكبر كثيراً من المشكلة الحوثية
لا يمكن أن تقتصر حرب الاستنزاف التي تلوح في الأفق ضد الحوثيين على ضربات جوية من مسافة 2000 كيلومتر كما أن هجومنا بصورة منفردة على أهداف في إيران كخطوة انتقامية يمكن أن يؤدي إلى اندلاع حرب استنزاف مزدوجة وبعيدة، وهذا الوضع يتطلب مقاربة استراتيجية مختلفة تماماً.
ولكي نكون فعالين عملياتياً في مواجهة انتشار الحوثيين، فإننا في حاجة إلى أن نكون قريبين جغرافياً، بحيث نتمكن من الحصول على معلومات استخباراتية مستمرة، ومتابعة دقيقة وقدرة على توجيه النيران في الوقت المناسب، وهذا يستلزم وجود قوة للمهام الكبيرة قريبة من المنطقة، وهو ما يعني ضرورة الانضمام إلى التحالف الإقليمي.
ليس هذا بالقرار السهل، لأن المشاركة الفعلية في حرب مختلفة تأتي بتكاليف ونظام معقد من التداعيات، ناهيك بأن تحقيق الفاعلية العملياتية سيستغرق وقتاً ليس بقصير.
وأخيراً، علينا ملاحظة أن هذه الدولة تعاني جرّاء فقر شديد ونقص في الموارد وضعف في الحكم الفعال؛ فنجاح الحوثيين يعود إلى إخفاق حكومة اليمن وكما هو الحال في غزة، والآن في سوريا، فإن غياب تعزيز قوة الحكومة وقدرتها على فرض سيادتها يؤدي إلى فراغ تملؤه دائماً تنظيمات "إرهابية" تعاود الظهور وتسيطر على ما تبقّى.
وهذا ما يحدث أيضاً عندما تهدر إسرائيل مكاسبها العسكرية الثمينة في غزة بعدم إنشاء حُكم بديل لحركة "حماس" نتيجة ضعف سياسي وفي سوريا تتصرف إسرائيل بلا حكمة؛ فبدلاً من المساهمة في إنشاء حكومة قوية، فإنها تسيطر على شريط أرضي غير ضروري في المنطقة العازلة، وهو ما سيؤدي إلى بناء الصراع القادم مع الحكومة الجديدة في سوريا.
وتتمثل الخطوة الثانية المطلوبة في مواجهة الحوثيين في استهداف "رأس الأفعى" الإيراني فإضعاف الحوثيين لن يتم عبر ضربات انتقامية موجهة ضدهم، إنما عبر حملة تهدف إلى إضعاف إيران بصورة كبيرة، عبر تفكيك برنامجها النووي وتقليص تأثيرها الإقليمي لقد باتت إيران اليوم تُعتبر "وحشاً جريحاً"، وهو ما يجعلها أكثر خطورة.
ولا شك في أن إيران تشجع الحوثيين على الهجوم، وإضعافها بصورة ملحوظة سيوقف هبوب الرياح على أشرعة الحوثيين، وسيؤدي أيضاً إلى إغلاق طريق إمداداتهم المستقبلية.
هذه خطوة دبلوماسية بطبيعتها، متكاملة، ومتفَق عليها، ومدارة بصورة مشتركة مع الأميركيين، ويجب أن تتضمن إنذاراً نهائياً لإيران بالتخلي عن أسلحتها النووية ووقف شحنات الأسلحة إلى المنطقة، فإذا استجابت إيران، فسيتم فرض رقابة صارمة لضمان التنفيذ، وسيتم رفع العقوبات بالتدريج، أمّا إذا رفضت، فستتوجه الولايات المتحدة وإسرائيل إلى حملة لتفكيك برنامج إيران النووي بالكامل وصناعاتها العسكرية، وإضعاف الحرس الثوري والنظام بصورة تهدد وجوده. يجب تنفيذ هذه الخطوة عبر تعاون كامل مع الأميركيين.
هذا ما سيؤدي إلى حل مشكلة الحوثيين، حتى لو لم يكن ذلك فورياً لكن الأهم من ذلك بكثير هو أنه سيقضي على الخطر الذي يتهدد استقرار المنطقة لأعوام طويلة قادمة ولتحقيق خطوات كبيرة كهذه، يتعين على إسرائيل اتخاذ قرارات جوهرية وحيوية، في مقدمتها إعادة الأسرى وإنهاء الحرب في غزة، ويشمل ذلك إقامة حُكم جديد غير تابع لحركة "حماس"، وسحب القوات الإسرائيلية من سورية، والدفع قُدُما في اتجاه التوصل إلى اتفاق مع السعودية، وهذا ما يعني الموافقة على حل مسألة تقرير المصير للسلطة الفلسطينية.
وفي نهاية المطاف فإن ذلك كله راجع إلى قدرة الحكومة ورئيسها على اتخاذ قرارات تاريخية جريئة، تكون موجهة لمصلحة الأمن القومي لدولة إسرائيل، بعيداً عن المصالح الشخصية والسياسية."