استمرار فعالية المقاومة رغم التصعيد

وسط تحديات ميدانية.. أبعاد عسكرية واستراتيجية بالغة الأهمية تعكس تطور أداء المقاومة

profile
  • clock 19 أبريل 2025, 4:18:00 م
  • eye 468
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
المقاومة الفلسطينية

قال الكاتب الفلسطيني المتخصص في الشأن العسكري" رامي أبو زبيدة"، إنه في ضوء مقتل ضابط إسرائيلي وإصابة خمسة آخرين، واستهداف قوة إنقاذ بعبوة ناسفة خلال عملية نفذتها المقاومة الفلسطينية في غزة، تتكشف أبعاد عسكرية واستراتيجية بالغة الأهمية تعكس تطور أداء المقاومة من جهة، وكشف مكامن ضعف الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى.

أولًا: الرسائل الموجهة إلى الجانب الإسرائيلي

 

استمرار فعالية المقاومة رغم التصعيد

وفي تحليل عسكري لـ" رامي أبو زبيدة" قال إنه على الرغم من الحملة العسكرية الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة، تُظهر العملية الأخيرة قدرة المقاومة على تنفيذ هجمات معقدة تتضمن استخدام أسلحة مضادة للدروع وعبوات ناسفة ثانوية موجهة ضد فرق الإنقاذ. هذا يعكس تخطيطًا محكمًا وتنفيذًا تكتيكيًا عالي المستوى.

تحديات ميدانية في البيئات الحضرية

وتابع: تعكس هذه العمليات مدى تعقيد البيئة القتالية داخل قطاع غزة، حيث تفرض التضاريس المدنية والمناطق المفخخة تحديات كبيرة على قوات الاحتلال، وتقلل من قدرتها على التقدم البري والتطهير الميداني.

زيادة متوقعة في الخسائر البشرية

وأكد ان استخدام العبوات الناسفة الثانوية ضد فرق الإنقاذ يهدف بوضوح إلى إيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر في صفوف قوات الاحتلال، وهو تكتيك يؤدي غالبًا إلى ارتفاع عدد القتلى والمصابين، ما يعطل سير العمليات العسكرية بشكل كبير.

وجود ثغرات استخباراتية واضحة

وأوضح أن النجاح المتكرر للمقاومة في تنفيذ عمليات دقيقة يدل على وجود فجوات في المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بتحديد مواقع المقاتلين ومسارات الحركة وزراعة العبوات.

تأثير نفسي ومعنوي كبير

وفي تحليله العسكري قال إن الهجمات المتكررة ذات الطابع النوعي تؤثر بشكل مباشر على الروح المعنوية للجنود الإسرائيليين، كما تثير الشكوك لدى الجمهور الإسرائيلي والمؤسسة العسكرية حول جدوى وتكلفة الحملة المستمرة على غزة.

ثانيًا: تكتيكات متطورة للمقاومة الفلسطينية

تبني أسلوب الكمائن المحكمة

وقال إن المقاومة تتجه بوضوح نحو تنفيذ كمائن محسوبة بدقة، تستخدم خلالها الأسلحة المضادة للدروع لاستهداف الآليات والمركبات العسكرية، ما يزيد من فاعلية الهجمات ويقيد حركة القوات.

استخدام العبوات الناسفة بطرق مبتكرة

وقال اعتماد المقاومة على العبوات الناسفة، خصوصًا تلك المصممة لاستهداف قوات الإخلاء أو الدعم، يدل على مستوى عالٍ من الوعي التكتيكي يهدف لإحداث أكبر قدر من الضرر ضمن إطار زمني محدود.

حرب العصابات وتكتيك المفاجأة

ومن خلال وحدات صغيرة متحركة، تستغل المقاومة معرفتها الدقيقة بالجغرافيا المحلية لتنفيذ ضربات مفاجئة من أماكن غير متوقعة، ما يصعّب على العدو التنبؤ بخططها أو التصدي لها.

تكييف الأسلحة والذخائر

وثمة مؤشرات على قيام المقاومة بإعادة تصنيع الذخائر، بما في ذلك تحويل القذائف الإسرائيلية غير المنفجرة إلى عبوات ناسفة فعالة، في خطوة تدل على الابتكار واستغلال الموارد المتاحة.

شبكة الأنفاق: العمود الفقري للمقاومة

ولا تزال شبكة الأنفاق تمثل عنصرًا محوريًا في العمليات، إذ توفر للمقاتلين حرية الحركة، والقدرة على التخفي، والمبادرة بالهجوم ثم الانسحاب بأمان.

 مقاومة متكيفة وجيش مأزوم

وأخيرا قال : في المجمل، تعكس هذه العملية تطورًا ملحوظًا في أداء المقاومة الفلسطينية، وتكيفًا ذكيًا مع ظروف المعركة وبيئة القتال المعقدة، ضمن إطار ما يُعرف بحرب العصابات أو الحرب غير المتماثلة. في المقابل، تواجه القوات الإسرائيلية تحديات جسيمة تكشف حدود قوتها رغم تفوقها التكنولوجي، وتضعها في موقف دفاعي نفسيًا وميدانيًا على حد سواء.

التعليقات (0)