تكبير الخط تصغير الخط

اعتبر الخبير العسكري اللواء فايز الدويري أن عملية "حي التفاح" التي نُفذت مؤخرًا في قطاع غزة تمثل نقطة تحوّل مهمة في مجريات المعركة، واصفًا إياها بأنها أول عملية نوعية منذ استئناف الحرب قبل أكثر من شهر، وهو ما يعكس نقلة نوعية في أداء المقاومة الفلسطينية على المستوى الميداني.

كمين مزدوج يُربك الاحتلال

وأوضح الدويري أن العملية نُفذت على شكل كمين مزدوج محكم، حيث تم تفجير مركبة صهيونية بواسطة لغم أرضي، أعقبه استهداف مباشر لقوة الإنقاذ التي حضرت للموقع بصاروخ موجه، مما أدى إلى مقتل جندي إسرائيلي وإصابة أربعة آخرين، بعضهم في حالة حرجة. واعتبر الدويري أن هذا الأسلوب يُظهر احترافًا في تنفيذ العمليات المركبة، ويعكس تطورًا لافتًا في تكتيكات المقاومة الميدانية.

تغيّر في إدارة المعركة.. وأهداف غير واضحة

وأشار الدويري إلى أن تغيّر إدارة المعركة الصهيونية جاء مع تسلّم رئيس الأركان الجديد إيال زامير مهامه، لافتًا إلى أن القيادة الجديدة لا تتحرك وفق أهداف استراتيجية واضحة، بل يبدو أن الهدف بات سياسيًا بحتًا، ويتمحور حول إنقاذ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وائتلافه من الانهيار السياسي، لا أكثر.

غياب الأهداف.. وحلقة مفرغة

وانتقد الدويري أداء جيش الاحتلال قائلاً: "لا توجد أهداف عسكرية واضحة في غزة، بل ما يجري هو دوران في حلقة مفرغة"، مشيرًا إلى أن العمليات المتكررة لا تحقّق إنجازًا فعليًا على الأرض، ولا تغيّر من المعادلة الميدانية لصالح الاحتلال.

استئصال حماس وهم.. والهدف تهجير السكان

وحول الأهداف المعلنة من قبل الاحتلال، أكد اللواء الدويري أن الحديث عن "استئصال حماس" غير منطقي وغير قابل للتطبيق، معتبرًا أن الهدف الحقيقي من العمليات المتكررة هو محاولة تهجير السكان من قطاع غزة، تحت ضغط القصف المستمر والمعارك اليومية، في ظل عجز الاحتلال عن تحقيق إنجاز عسكري حاسم.

وفي ختام تحليله، شدد الدويري على أن عملية حي التفاح تمثل تحوّلًا يجب التوقف عنده، ليس فقط من الناحية العسكرية، بل أيضًا لما تعكسه من فشل "إسرائيل" في تحقيق أهدافها، في مقابل صمود وتطور ملحوظ في أداء المقاومة الفلسطينية.