-
℃ 11 تركيا
-
15 أبريل 2025
من الخدمة في الجيش إلى إدراك الحقيقة.. جندي إسرائيلي سابق: الاحتلال ليس شرفًا
ويضيف: "نشرتُ مقالات عن الإبادة في غزة، وشاركتُ في احتجاجات تطالب بمقاطعة إسرائيل، ونظّمت اعتصامات طلابية، وتحدثتُ علنًا عن جرائم الاحتلال. فهل هذا يجعلني تهديدًا للأمن القومي؟"
من الخدمة في الجيش إلى إدراك الحقيقة.. جندي إسرائيلي سابق: الاحتلال ليس شرفًا
-
13 أبريل 2025, 4:47:21 م
-
487
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
في زمن تتصاعد فيه الاعتقالات والمضايقات في الولايات المتحدة بحق من يتحدثون عن الإبادة في غزة، يجد "إيرن زلنِك" نفسه في مواجهة مباشرة مع آلة القمع التي لا تفرق بين فلسطيني ويهودي... طالما عبّر عن ضميره.
يقول زلنِك، وهو أكاديمي إسرائيلي يهودي يعيش في كاليفورنيا: "لقد وصفتُ الحرب على غزة بأنها إبادة جماعية، وشاركتُ في احتجاجات تطالب بمقاطعة إسرائيل. كنتُ في الجيش الإسرائيلي، لكنني اليوم أُطالب مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI): هل يجب أن تعتقلوني؟"
أنا "مذنب" مثلهم... أؤمن أن للفلسطينيين الحق بالحياة
يتساءل الكاتب ساخرًا في رسالته المفتوحة لمدير الـFBI كاش باتيل: "إذا كان محمود خليل ورميسا أوزتورك ويونسو تشونغ وآخرون باتوا موقوفين بتهم تتعلق بمواقفهم من القضية الفلسطينية، فأنا أيضًا "مذنب" مثلهم."
ويضيف: "نشرتُ مقالات عن الإبادة في غزة، وشاركتُ في احتجاجات تطالب بمقاطعة إسرائيل، ونظّمت اعتصامات طلابية، وتحدثتُ علنًا عن جرائم الاحتلال. فهل هذا يجعلني تهديدًا للأمن القومي؟"
من الخدمة في الجيش إلى إدراك الحقيقة: الاحتلال ليس شرفًا
يقر زلنِك بأنه خدم سابقًا في جيش الاحتلال، لكنه مر برحلة وعي ذاتي طويلة انتهت بإدراك الحقيقة:
"كنتُ جزءًا من آلة استعمارية عنصرية. تطلب مني الأمر سنوات من التأمل كي أتحرر من تلك الرواية. اليوم، أصف ما يحدث في فلسطين بمصطلحاته الحقيقية: فصل عنصري، استعمار استيطاني، تطهير عرقي، وإبادة."
ويتابع: "ما يثير سخط السلطة ليس فقط مواقفي من غزة، بل أيضًا أنني استخدمت هذه المصطلحات في كتابي الأكاديمي عن تاريخ أمريكا، وهو ما اعتبرته وزارة العدل الأمريكية "معاداة للسامية" – وهي تهمة جاهزة لكل من يخرج عن السردية الرسمية."
استهداف النقاد... وغضّ النظر عن اليمين المتطرف
يؤكد الكاتب أن السلطات لا تسعى وراء معاداة السامية الحقيقية، بل تستخدمها كسلاح لتكميم الأفواه. والدليل؟
"عندما وُزّعت منشورات معادية لليهود أمام منزلي، لم يفتحوا تحقيقًا جادًا. بل إن الصحفي الذي ساعدني كشف أن مسلحًا نازيًا محليًا يعرف مكان عملي. ومع ذلك، لم يهتم أحد. لأن هذا الشخص مفيد للسلطة، وسيتم "تفعيله" لاحقًا إن اقتضت الحاجة."
تشابه التاريخ بين الأمس النازي واليوم الأمريكي
يستحضر زلنِك ذاكرة جده وجدته، اللاجئين من النازية، ليقارن بين صعود الفاشية حينها، وما يراه اليوم في أمريكا.
"أتذكر قصة جدي أوتو، الذي هرب من النمسا عام 1938 بعد "ليلة البلور"، عندما هاجمت الميليشيات النازية منازل اليهود ومعابدهم، واعتقلت 30 ألف يهودي. اليوم، نعيش أجواء مشابهة، مع نفس الخطاب العدائي، ونفس شيطنة المختلفين."
ويضيف: "عندما تولى النازيون السلطة، لم يعينوا الأكفأ بل الأوفى، تمامًا كما يحدث الآن. منطق "العمل لأجل القائد" هو ما أدى إلى الحل النهائي – إبادة اليهود. اليوم، نرى أمريكا تكرر النمط ذاته."
إلى الـFBI: التاريخ سيحكم عليكم
يختم زلنِك رسالته بعبارة تحذيرية:
"قبل أن تعتقلوني، اسألوا أنفسكم: هل ستُذكرون في كتب التاريخ كمن وقف في وجه الفاشية، أم كمن سهّل صعودها؟ حتى لو لم تُحاسَبوا الآن، فالتاريخ لن يرحم."
حرية التعبير تُخنق... حتى إن كنت يهوديًا
قصة زلنِك تكشف التناقض الصارخ في خطاب السلطة الأمريكية: فبينما تدّعي الدفاع عن اليهود، تعتقل من يرفض الجرائم الإسرائيلية، حتى لو كان يهوديًا عاش اضطهاد النازية في ذاكرته العائلية.
اليوم، لا يحتاج الفلسطيني إلى جواز سفر ليُجرَّم، ولا يحتاج المدافع عنهم إلى أن يكون عربيًا ليُستهدف.
الجارديان .. تقرير مترجم








.jpg)