تفوق استخباراتي ومرونة ميدانية

رامي أبو زبيدة: الشعبان الفلسطيني واليمني يردان العدوان بثبات.. ونزع السلاح مستحيلًا

profile
  • clock 21 أبريل 2025, 8:33:40 م
  • eye 494
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
د. رامي أبو زبيدة رئيس تحرير موقع 180 تحقيقات أثناء حديثه لقناة المسيرة

قال الدكتور رامي أبو زبيدة رئيس تحرير موقع 180 تحقيقات ، إن المطالبة بـ"نزع سلاح حماس" أو المقاومة الفلسطينية عمومًا تصطدم بجدار من الواقع المعقّد، والتاريخ العميق، والحقوق المهدورة. فهل يمكن بالفعل أن يتخلى شعب محتل عن آخر أدواته للدفاع عن نفسه؟ وهل يُطلب من الغريق أن يترك خشبة نجاته؟

 

لماذا يعتبر نزع سلاح المقاومة الفلسطينية طلبًا مستحيلًا؟

 

الدكتور رامي أبو زبيدة رئيس تحرير موقع 180 تحقيقات

 

وقال أبو زبيدة في حديث إعلامي لقناة المسيرة إنه من المهم أن نبدأ من جذور الحقيقة فالسلاح لم يظهر في فراغ، بل هو نتيجة لعقود من القمع والاحتلال، وليس سببًا في حد ذاته. فهو رد فعل مباشر على القتل والتدمير و سلب الأراضي والاستيطان و هدم المنازل واقتحام المدن و الاعتقالات والجدران ونقاط التفتيش و الحصار الطويل على غزة و تدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية.

 

وتابع في تصريحاته أنه في ظل هذا الواقع، يصبح حمل السلاح بالنسبة للفلسطيني بمثابة درع للبقاء، وصوت يرفض المحو والطمس، وليس مجرد خيار عنيف أو موقف أيديولوجي.

 

"كسر السيف".. عملية المقاومة التي زلزلت منظومة الأمن الإسرائيلي

 

الدكتور رامي أبو زبيدة رئيس تحرير موقع 180 تحقيقات

 

وأكد أن عملية "كسر السيف" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية لم تكن  مجرّد ردّ عسكري تقليدي، بل كانت ضربة نوعية أصابت منظومة الأمن الإسرائيلية في مقتل، وأكدت من جديد أن المقاومة لا تزال تمتلك زمام المبادرة والقدرة على التخطيط والاختراق.

 

تفوق استخباراتي ومرونة ميدانية

 

وقال إن العملية أظهرت تطورًا لافتًا في قدرات المقاومة، ليس فقط في الجانب العسكري، وإنما أيضًا في العمل الاستخباراتي والمعلوماتي. إذ نجحت في الوصول إلى أهداف محصّنة، وتجاوزت خطوط الرصد والرقابة المعقدة التي يعتمدها الاحتلال في مدنه ومستوطناته.

 

وهذا بحد ذاته يشير إلى ثغرات أمنية خطيرة لدى الاحتلال، وإلى تصاعد مستوى التنسيق والتكنولوجيا لدى فصائل المقاومة.

 

الصمود.. فلسفة تتجاوز البقاء

 

وأكد أن الصمود في غزّة لا يُقاس بعدد الأيام أو حجم الدمار، بل يُقاس بـاستمرار الفعل المقاوم، وبقدرة الشعب على فرض حضوره رغم كل محاولات العزل والتهميش وفي هذا السياق، يبرز الصمود الفلسطيني كجزء من منظومة مقاومة إقليمية أشمل، يتداخل فيها البُعد السياسي بالاستراتيجي، ويتشارك فيها الفلسطيني مع حلفائه في اليمن ولبنان وغيرهم، ما يعزز مفهوم "وحدة الساحات" التي تتشكل شيئًا فشيئًا.

الدكتور رامي أبو زبيدة رئيس تحرير موقع 180 تحقيقات

 

الربط بين غزة وصنعاء.. مقاومة واحدة ومصير مشترك

 

ولم تعد المعادلة محصورة في رقعة جغرافية واحدة. فكما تواجه غزّة العدوان الصهيوني بثبات، تقف صنعاء والضفة وبيروت أيضًا في خندق المواجهة، مؤكدين أن الصراع لم يعد محليًا فقط، بل بات جزءًا من مواجهة كبرى تشمل مشاريع السيطرة والهيمنة في المنطقة و من فلسطين إلى اليمن، يتجلى المشهد: مقاومة لا تساوم، وعدوٌّ لم يعد يشعر بالأمان حتى خلف جدرانه الذكية.

 

 

يذكر أن كسر السيف أكثر من مجرد اسم فاختيار اسم العملية "كسر السيف" لم يكن عبثيًا. فالرسالة واضحة: أن سيف الاحتلال الذي لطالما هدّد به شعوب المنطقة، يمكن كسره أن إرادة المقاومة أقوى من ترسانة العدو وأن الاحتلال مهما تحصّن، يظل هشًّا أمام من يمتلك الإيمان بالقضية والعدالة التاريخية.

الدكتور رامي أبو زبيدة رئيس تحرير موقع 180 تحقيقات

 

المقاومة تُبدع والاحتلال يرتبك

 

عملية "كسر السيف" ليست مجرد حدث عسكري، بل نقطة تحول في التفكير الاستراتيجي للمقاومة الفلسطينية، وإشارة على أن المعركة دخلت مرحلة جديدة عنوانها:

"الردع المتبادل" لا الهيمنة من طرف واحد. وفي ظل التقدم المتواصل على صعيد الإرادة والوعي والتكتيك، بات واضحًا أن ما تخشاه "إسرائيل" اليوم ليس فقط الصواريخ، بل الفكر المقاوم الذي يكسر المعادلات بذكاء وشجاعة.

 

 

من يحمي الفلسطيني إذا ألقى سلاحه؟

 

وفي مقال سابق قال أبو زبيده أنه في ظل غياب حماية دولية فاعلة، وتفوق عسكري ساحق للاحتلال، يصبح السؤال الأساسي: "من سيحميني إذا نزعوا سلاحي؟" عندما يُطرد الجار من أرضه، ويُهدم بيت الأخ أمام عينيك، فلا يمكنك أن تقبل بالسكوت. فالسلاح هنا ليس فقط وسيلة للدفاع، بل هو رمز للكرامة الوطنية، وأداة ضغط سياسية تُبقي حلم الدولة والحرية على قيد الحياة.

 

معادلة المقاومة: دفاع + صمود + ورقة ضغط

 

وقال إن المقاومة المسلحة تُشكّل جزءًا أصيلًا من الصراع العادل ضد الاحتلال، وهي:

أداة دفاعية في وجه التهديدات المستمرة

رمز للصمود الوطني والكرامة الجماعية

ورقة ضغط سياسية على طاولة أي تفاوض حقيقي

والتاريخ، كما سنرى، حافل بشواهد على أهمية الاحتفاظ بهذه الورقة حتى تحقيق الأهداف الكبرى.

 

فما هو الحل إذًا؟

 

وأكد أن الحل لا يكمن في الضغط على الضحية لترك سلاحها، بل في إزالة أسباب الصراع. أي إنهاء الاحتلال و رفع الحصار عن غزة و منح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة و تأمين دولة مستقلة قابلة للحياة، حين يشعر الفلسطيني بأنه يعيش بحرية وعدالة، وعندما تتوفّر له الحماية الدولية الحقيقية، عندها فقط يمكن مناقشة مستقبل بدون سلاح و المطالبة بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية تحت الاحتلال ليست واقعية، بل تُغفل حقيقة الصراع، وتتجاهل دروس التاريخ. فطالما بقي الاحتلال، ستبقى المقاومة، ويبقى السلاح وسيلة للبقاء، حتى إشعارٍ آخر تُكتب فيه نهاية الظلم، وتُفتح فيه أبواب الحرية.

التعليقات (0)