- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
د. محمد دوير يكتب : مصر علي الطريق الخطر
د. محمد دوير يكتب : مصر علي الطريق الخطر
- 26 مارس 2021, 2:40:04 ص
- 829
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
المشهد المصري مربك فعلا.. ويفرض عليك وضع الكثير من علامات الاستفهام، فالأخبار كثيرة والمعلومات شحيحة للغاية، ولذلك تزداد حالة الحيرة، وتصبح كل تقييمات الوضع المصري احتمالات يحكم المسقبل فقط عليها ، أما الحاضر فهو بين يدي من لا نعرفهم.وذلك الحاضر يتمثل في :
1- النيل : يتعرض لخطر تاريخي نتيجة ابتعادنا عن أفريقيا، وعدم قدرتنا علي تأمين النيل عبر اقامة علاقة حقيقة وجادة مع بلدان الحوض،وتركنا الفرصة للآخرين للقيام بتلك المهة.
2- سيناء : تتتعرض لتفريغ غير مسبوق، رغم قيمتها التاريخية، وقدرها الاقتصادي العظيم.. تحولت مؤخرا الي ميدان حرب غامضة، بعد أن تركناها عقودا من الزمن بلا تنمية، وتعاملنا معها باعتبارها عبء جغرافي علي خريطة الدولة.
3- المشكلة الليبية : التي تفاقمت فجأة وخمدت فجأة، دون معرفة حقيقة حدود مستقبلنا مع ليبيا، التي تتواجد بها قوي خارجية تؤدي أدوارا علنية، وقوي داخلية يحمل بعضها موقفا من مصر، فهل لدينا تصور لمستقبل علاقتنا بدولة الجوار ؟
4- أزمة غاز المتوسط : التي دخلت في صراع اقليمي ، بني علي اساس هذا الصراع تحالفات، وتداخل مصالح، قد لا تستقر بصورة نهائية في المستقبل القريب، رغم التحولات الأخيرة.
5- أخيرا : قناة السويس، ولا أعرف لماذا لا أشعر بالارتياح تجاه ما يحدث ..الآن.
.. والملاحظ أن هذه القضايا تحاصر الدولة المصرية، أو تسعي لبتر أطرافها الطبيعية.. مؤكد أنني لا أتحدث عن نظرية المؤامرة..ولكنني أتساءل :
.. هل فقدت الدولة المصرية – كمؤسسات عريقة ، كدور وثقل فرضته عوامل كثيرة – فقدت قدرتها علي إدارة ملفات حيوية بقدر من الوضوح والشفافية والانجاز ؟
.. هل تفقد مصر – وربما فقدت فعلا – قيمتها الاقليمية، ؟
.. هل تتراجع الدولة المصرية – لأسباب اقتصادية واجتماعية وثقافية أيضا – عن نفوذها، ويتم اضعافها وتكبيلها، أو تسعي هي نتيجة سياستها ، عن البقاء كرقم في معادلة المنطقة ؟
.. ولكن.. السياسة المصرية خاضعة الي حد كبير وملتزمة بمعايير الخطوط العامة للسياسة الأمريكية ، وخاضعة وملتزمة الي حد كبير أيضا بما لا يعيق سياسة الكيان الصهيوني، وملتزمة الي حد كبير بفتح المجال للتوسع الاماراتي والسعودي في النفوذ السياسي والاقتصادي والثقافي والديني ..
ما الذي يحدث ؟
.. في اعتقادي أن مصر محاصرة أو تحاصر نفسها نحو تقزيم دورها، وتأزمها الداخلي، بمشكلات عميقة ومزمنة..
لقد مرت مصر خلال النصف قرن الأخير بالمرحلة الأولي وهي تجريف اقتصادها الوطني، وتشويه ملامح الشخصية المصرية من خلال سياسات الانفتاح والغزو والوهابي واحداث شرخ مزمن في جدار الوحدة الوطنية.. ويبدو أننا ندخل الآن المرحلة الثانية من قطع أذرع الدولة المصرية أو تأميم قواها الطبيعية .. يبدو ذلك .. وحينئذ فنحن مطالبون بتحولات جذرية في مواقفنا من كل شيء ..
وأرجو أن يكون كل ما قلته مجرد أوهام...