- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
حكايات عم حسن : القط السيامى
حكايات عم حسن : القط السيامى
- 26 مارس 2021, 2:51:29 ص
- 1143
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كان عمى يسكن في الشقة المقابلة لنا فى الطابق الثانى من بيت جدى، لدَّى أولاد عمى قط سيامى جميل لا يخرج خارج شقة عمى كثيرًا، أولاد عمى الصغار يحبون القط السيامى ويلهون معه، أنا لا اُجيد التعامل مع القطط برغم حبى للحيوانات وخبرتى الأكثر وسنى الأكبر ولكنى لم أتعودها مثلهم وأراها وحوش صغيرة مفترسة.
في الممر الفاصل بين الشقتين يمشى قط أولاد عمى السيامى منتفخًا متثاقلًا مغرورًا
ولا يلتفت لوجودى ومرورى أمامه وأتحاشى أنا الاقتراب منه.
ذات مساء امتدت سهرتى مع الأصدقاء وعدت متأخرًا قبيل الفجر وعندما دخلت من باب منزلنا الحديدى لاحظت وجود القط السيامى على درجات السلم وعندما شرعت في الصعود هالنى ما رأيت عدد هائل من القطط السيامية تشبه قط أولاد عمى تحتل درجات ونافذة السلم لدرجة جعلتنى لا استطيع الصعود أصابنى الهلع وحاولت فض جمعهم دون جدوى، لم تتحرك القطط من مكانها وبدأت فى المواء وتعالت أصواتها
خرجت سريعًا من باب المنزل الحديدى واغلقته خلفى.
ذهبت للمقهى الكبير القريب من الميدان الذى لايغلق أبوابه أمام الساهرين والعابرين
وجلست التقط أنفاسى وأسترجع المشهد مذهولًا.
استرعى وجودى انتباه النادل واندهش من حالة ذهولى وجلوسى على المقهى فى هذا الوقت المتأخر كان يعرفنى جيدًا حاول أن يستدرجنى للحديث معه ولكنى لم أستجب لمحاولته، وعند شروق الشمس قررت العودة حملت معى بعض الأحجار واستجمعت شجاعتى ورباطة جأشى، فتحت الباب الحديدى وصعدت درجات السلم، لم أجد شيئًا
أكملت صعودى لأجد قط أولاد عمى السيامى يرقد على باب شقة عمى مفترشًا بساطًا من فراء الاضحية وعلى غير عادته انتبه لوجودى ونظر لى ساخرًا ثم أكمل رقاده.