رائد الشرقي يكتب: زواحف متبدلة في العراق تبديل الجلود في محاولة للبقاء

profile
د.رائد الشرقي كاتب وأكاديمي عراقي
  • clock 19 فبراير 2025, 10:32:31 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

على مدى عقدين من الزمن لعبت الميليشيات المسلحة دورًا رئيسيًا في المشهد العراقي متحولةً من فصائل مقاومة إلى أدوات فساد وسطوة على الدولة. هذه الجماعات التي انتفعت من الفوضى السياسية والأمنية جمعت ثروات طائلة من موارد العراق، سواء من خلال السيطرة على المؤسسات أو الاستيلاء على المشاريع أو الانخراط في التهريب والابتزاز.

اليوم ومع تزايد الضغط الخارجي والداخلي ووعي الشعب العام، تحاول هذه الميليشيات تغيير وجوهها عبر الدفع بشخصيات جديدة إلى المشهد السياسي، شخصيات تبدو أصغر سنًا وأكثر قبولًا لدى الشارع لكنها في الواقع ليست إلا امتدادًا لتلك الجماعات التي أفسدت البلاد. بعض هذه الوجوه احترقت سريعًا بسبب انكشاف ولائها وارتباطها بالماضي الفاسد، فيما ينتظر الآخرون دورهم في السقوط المحتوم.

ما يميز هذه الجماعات هو استغلالها للدين كغطاء لشرعنه أعمالها رغم أن كل منها يتبع دينًا يتناسب مع مصالحه الشخصية فالبعض يتعبد بالقتل والترهيب، والآخر بالسرقة ونهب المال العام، بينما يتاجر آخرون بالمخدرات والكحول، وكلهم يدّعون العمل تحت راية الإسلام، والإسلام منهم براء.

الشعب العراقي الذي عانى طويلًا من هذه الطبقة الفاسدة أصبح أكثر وعيًا بهذه الأساليب ولم تعد تنطلي عليه محاولات التجميل السياسي. لقد سئم العراقيون من الحكم الذي يرفع شعارات دينية بينما يغرق في الفساد ويدركون أن التغيير الحقيقي لن يأتي عبر تبديل الوجوه ، بل عبر اجتثاث المنظومة الفاسدة بأكملها.

إن محاولات إعادة تدوير الوجوه السياسية لن تغيّر من جوهر الفصائل التي أسهمت في دمار العراق فالتاريخ يسجل والشعب يتذكر والوقت كفيل بكشف المزيد من الحقائق. الميليشيات قد تغيّر جلودها، لكنها لن تغيّر حقيقتها والعراق الجديد لن يُبنى بيد من سرقه ودمره لعقدين من الزمن.

كلمات دليلية
التعليقات (0)