- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
د.رائد الشرقي يكتب: مكافحة الفساد
يعد الفساد من أبرز التحديات التي تواجه العراق، إذ يؤثر سلبًا على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. لتحقيق الاستقرار والازدهار، فالعراق يحتاج إلى مكافحة الفساد وبناء مؤسسات شفافة ونزيهة تضمن المساءلة وتعزز ثقة المواطنين في الحكومة.
ويعد من أهم أسباب الفساد في العراق:
1. الضعف المؤسسي بحيث تفتقر العديد من المؤسسات العراقية إلى البنية التنظيمية والقانونية التي تعزز الشفافية والمساءلة، مما يسهل انتشار الفساد.
2. الفساد الإداري والمالي : فان سوء الإدارة والرقابة المالية يؤديان إلى إساءة استخدام الموارد العامة واختلاسها، مما يضر بالاقتصاد الوطني.
3. العوامل السياسية من الصراعات السياسية والطائفية تساهم في تعزيز الفساد، حيث يتم تعيين المسؤولين بناءً على الولاءات السياسية بدلاً من الكفاءة.
4. الثقافة المجتمعية ففي بعض الأحيان يمكن أن تسهم في قبول الفساد كجزء من الحياة اليومية، مما يعزز استمراريته.
أما عن تأثير الفساد على المجتمع العراقي
فانه يعيق التنمية الاقتصادية من خلال تقليص الاستثمارات الأجنبية والمحلية، وزيادة تكلفة الأعمال، وتقليل كفاءة الإنفاق العام.
ويؤدي الفساد إلى تدهور جودة الخدمات العامة مثل التعليم والصحة والبنية التحتية، مما يؤثر سلبًا على حياة المواطنين.
يقلل الفساد من ثقة المواطنين في الحكومة والمؤسسات العامة، مما يؤدي إلى انعدام الثقة والتعاون بين الشعب والدولة.
كما انه يؤثر في زيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء، حيث يتمتع الأثرياء بنفوذ أكبر للوصول إلى الموارد والخدمات، مما يزيد من التفاوت الاجتماعي.
يمكن للدولة اتباع عدة استراتيجيات لمكافحة الفساد وبناء مؤسسات شفافة
منها تعزيز الإطار القانوني والتنظيمية
يجب تحديث القوانين واللوائح المتعلقة بمكافحة الفساد لضمان فعاليتها، بالإضافة إلى تعزيز دور المؤسسات الرقابية والمحاسبية.
كما ينبغي تعزيز الشفافية في جميع جوانب العمل الحكومي، بما في ذلك إتاحة المعلومات المتعلقة بالموازنات والإنفاق العام للمواطنين، وتشجيع الإعلام الحر والمستقل للتحقيق في قضايا الفساد.
كما ينبغي تطوير القدرات المؤسسية وتوفير التدريب والدعم اللازمين للمسؤولين الحكوميين لتحسين قدراتهم على إدارة الموارد العامة بكفاءة ونزاهة.
وتعزيز دور المجتمع المدني فيجب تشجيع مشاركته في مكافحة الفساد من خلال دعم المنظمات غير الحكومية والجمعيات التي تعمل في هذا المجال، وتشجيع المواطنين على التبليغ عن حالات الفساد.
ويوجد لدينا أمثلة كثيرة على نجاح مكافحة الفساد فيمكن الاستفادة من التجارب الدولية الناجحة في مكافحة الفساد، مثل سنغافورة وهونغ كونغ، حيث تم تطبيق سياسات صارمة وتعزيز الشفافية والمساءلة.
وتفعيل المبادرات المحلية في العراق فلا يمكننا نسيان دور هيئة النزاهة الكبير والجبار بمحاربة الفساد وعلى رأسها القاضي حيدر حنون المحترم الذي يعمل بصمت للقضاء على الفساد وتطبيق عقوبات صارمة ورادعة على المتورطين في قضايا الفساد لضمان عدم تكرارها وارسال رسالة واضحة بأن الفساد لن يتم التسامح معه في العراق بالإضافة إلى إطلاق حملات توعية لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية.
مكافحة الفساد وبناء مؤسسات شفافة في العراق هي ضرورة ملحة لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة. من خلال تعزيز الإطار القانوني، وزيادة الشفافية والمساءلة، وتطوير القدرات المؤسسية، ودعم دور المجتمع المدني.
يمكن للعراق أن يخطو خطوات جدية نحو القضاء على الفساد وبناء مستقبل أفضل لمواطنيه.
التعليقات (0)
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
أربعاء, 25 ديسمبر 2024
إصابة قائد عسكري إسرائيلي في طولكرم ثلاثاء, 24 ديسمبر 2024
إيران تندد باعتراف إسرائيل "الوقح" باغتيال هنية ثلاثاء, 24 ديسمبر 2024
شهيد ومصابون في مخيم النصيرات الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام اثنين, 21 يونيو 2021
كيف تحول نشطاء وسياسو الربيع العربي إلى موظفين بإسطنبول سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج اقتباسات
اثنين, 12 فبراير 2024
"كثيرون حول السلطة قليلون حول الوطن".. قصة تجارب غاندي مع الحقيقة اثنين, 15 مايو 2023
انفراجة في حل أزمة سقف الدين في الولايات المتحدة أحد, 17 يوليو 2022
الدولة بيروكي تكتب.. الانقلاب المهزوم