عماد الصابر يكتب : بل هم أضل من النعام سبيلا

profile
عماد الصابر كاتب صحفي وشاعر مصري
  • clock 27 مارس 2021, 2:05:38 م
  • eye 995
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

الفارق الكبير بيننا وبين أي دولة في العالم المتحضر وقت حدوث الكوارث أن لديهم إعلاما حرا يكشف ويفضح المخطئ ويقدم للرأي العام كل الحقائق حول ما حدث .. لكننا لا نمتلك هذا الإعلام قصدا للتعمية والتضليل ولمنح البشر ذوي العقول البلاستيك فرصة اتهام من يكشف الكواليس والأسرار بتهمة التشهير بهم ..

"جتكم القرف اتكسفوا علي دمكم قرفتونا"، ثم لا يكتفون بهذا بل يوجهون التهم جزافا ليس لأن الآخر صدق وفضحهم لا بل لأن هذا الآخر أظهر قرونهم وعراها، والأنكي أنهم يشيرون بتهم يلتقطها أصحاب القرون لربط حدث مواكب لفضحه من صحفي أو حتي مواطن شهد وقال، فمثلا يخرج المذيع التافه ليقول: "هل من قبيل المصادفة أن تذيع قناة الجزيرة الحادث مباشر بعد حدوثه بعشر دقائق؟" ليظهر مخ عجل أبيس وهو ينعر بصوت أنكر من صوت الحمير متهما هذه القناة بالمشاركة أو ربما بالضلوع في الحادث لإظهار مصر بمظهر العاجز!!، رغم أن هذا المنطق التآمري ينطبق أيضا علي ما حدث في قناة السويس ويجعل الدولة المصرية لدي البعض في محل اتهام بقتل مواطنيها للتغطية علي كارثة السفينة التي أغلقت مجري القناة وهو أكبر مظهر لعجز دولة بحجم مصر أمام خسائر توقف القناة فيما السفن تتجه للطريق القديم عبر رأس الرجاء الصالح، وبينما روسيا تروج لطريق بحر الشمالن وكلا الأمرين ينبئ بكارثة تحول التجارة العالمية عبر دورب ومسالك أخري غير القناة !!

هكذا دون أن يفكر هذا العجل .. ومن أين له بالتفكير.. أو ملاحظة أن القنوات المحترمة دوما تبحث وتتحري وتتجه لمصدر يمتلك الصورة أولا ثم يستطيع نقلها وما أكثر الأجهزة التي تمتلك القدرة علي هذا في أيدي الناس جميعا .. وأن هذه القنوات لديها مراسلون في كل الدنيا، وتستطيع دون استئذان أحد أن تنشر وتنقل الحدث، لا أن تنتظر الأوامر من سامسونج أو حَامِلِه لتنتقل بمعداتها وما أثقلها لنقل الحدث من وجهة نظر شاشة مرسل الأمر عبر السامسونج أو الآي فون، وهي نفس وجهة النظر التي وزعها علي "قرون البقر" فوق منصات السوشيال ميديا لتقف وتروج لإشارات الاتهامات المفبركة لكل حقيقة صدرت أملا في غسل الوجة القذر لمسئول يتكبر علي الاعتراف بأن هناك تقصيرا ليس من عامل المزلقان كما درج العرف أوالسائق الغلبان، يتكبر فلا يعترف أن هناك خللا ما فيما تم استيراده من قطارات جاءت مجاملة لبلد أو لرئيس بلد له من الكلمة الثقيلة علي رأس مثيله في بلد الاستيراد ويستطيع تثبيته في كرسيه أو عزله بعد غسله وشطفه وفضحه أمام العالم .. هل تذكرون الرافال أو الميسترال؟ وكيف جاءت ولم اشترتها مصر؟ هذا هو الواقع وهذا هو السبب الحقيقي .. فنحن اشترينا معدات دون أن تتم تهيئة الظروف لعملها، اشترينا قطارات لا تستطيع القضبان تحملها، ولم نجدد الإشارات بل أننا اشترينا أجهزة بملايين لاتزال قيد التخزين وربما لا تصلح حيث شراؤها تم بنفس منطق الرافال والجرارات التي منذ أن أتت والحوادث تقع، كما أننا لم

نطور المزلقانات، فيما ظل السائقون غير مدربين علي السيطرة عليها الجرارات الجديدة، فبدأت حوادثها بحريق محطة مصر ثم تدرجت لتصل إلي طهطا..أكرر أم تكفي هذه الكلمات ؟ ربما تكفي فيلتقطها أحد يحب هذا البلد فيقف وقفة صدق مع النفس ويقرر أن يجاهر بالاعتراف بالخطأ ويتحمل المسئولية كاملة بدلا من دفن الرؤوس في الرمال كالنعام ظنا أنه يختبئ هن أعين البعض بينما الحقيقة أن العالم كله يري مؤخرته وقد تعرت وبات أكثر من النعام خيبة وأضل سبيلا

التعليقات (0)