-
℃ 11 تركيا
-
6 مارس 2025
"بلد لم يسمع به أحد من قبل".. غضب واحتجاجات وانتقادات بعد تصريحات ترامب عن ليسوتو
"بلد لم يسمع به أحد من قبل".. غضب واحتجاجات وانتقادات بعد تصريحات ترامب عن ليسوتو
-
6 مارس 2025, 12:23:03 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
علم ليسوتو يرفرف قرب مبنى البرلمان في العاصمة ماسيرو (الفرنسية)
في خطوة أثارت موجة واسعة من الغضب، برر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أول أمس الثلاثاء، خلال خطابه أمام الكونجرس الأمريكي التخفيضات الكبيرة في المساعدات الخارجية التي تقدمها الولايات المتحدة.
وأثناء حديثه ضرب ترامب مثالا بليسوتو، واصفا إياها بأنها "بلد لم يسمع به أحد من قبل"، وزعم أن هذا البلد يحصل على 8 ملايين دولار للترويج لقضايا التحول الجنسي.
هذه التصريحات -التي جاءت في سياق تبريره السياسات المالية الجديدة- أثارت استياء واسعا في ليسوتو، إذ اعتُبرت مسيئة ومهينة، سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي.
حكومة ليسوتو ترد
وأعربت حكومة ليسوتو عن "صدمتها الشديدة" إزاء تصريحات ترامب، مؤكدة أن مثل هذه التصريحات تعكس جهلا كبيرا بالواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للبلاد.
ونقلت إذاعة فرنسا الدولية عن مسؤول حكومي وصفه تصريحات ترامب بأنها "مهينة وغير مسؤولة"، مشددا على أن ليسوتو "ليست دولة تعتمد على الصدقات، بل تسعى إلى بناء شراكات عادلة تقوم على الاحترام المتبادل".

منظر لماسيرو عاصمة ليسوتو (الفرنسية)
وأضاف المتحدث أن العلاقات بين ليسوتو والولايات المتحدة مبنية على أسس دبلوماسية متينة، وأن تصريحات ترامب "لا تمثل سوى رأي فردي غير ملزم للحكومة الأمريكية الحالية".
كما أشار إلى أن الولايات المتحدة ظلت شريكا إستراتيجيا في مجالات الصحة والتعليم والتنمية، وأن "المساعدات الأمريكية كانت دائما محل تقدير، لكنها لم تكن يوما عامل إذلال كما يحاول البعض تصويرها".
احتجاجات شعبية
ولم يقتصر الغضب على الحكومة فقط، بل امتد إلى الشارع، إذ خرج مئات المواطنين في العاصمة ماسيرو للتعبير عن رفضهم تصريحات ترامب.
ووفقا لمصادر محلية، شهدت الاحتجاجات مشاركة واسعة من مختلف الفئات، رافعين لافتات تدعو واشنطن إلى "احترام سيادة ليسوتو وعدم التعامل معها بعقلية الهيمنة".
كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تضامن مع ليسوتو، إذ عبر مستخدمون من مختلف أنحاء العالم عن دعمهم البلاد في وجه ما وصفوه بـ"التعالي الأمريكي".
غضب في الكونجرس
وعلى الصعيد السياسي داخل الولايات المتحدة، أثارت تصريحات ترامب استياء واسعا في الأوساط السياسية، إذ أشار تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" إلى أن العديد من أعضاء الكونجرس -بمن فيهم جمهوريون وديمقراطيون- انتقدوا بشدة تصريحات الرئيس ترامب.

ترامب متحدثا أمام الكونغرس (رويترز)
ووصف أحد أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين تصريحات ترامب بأنها "غير مسؤولة وقد تضر بالعلاقات الأمريكية الأفريقية"، مشيرا إلى أن المساعدات المقدمة لليسوتو ليست مجرد "تبرعات بلا فائدة"، بل جزء من إستراتيجية أمريكية لدعم الاستقرار والتنمية في القارة الأفريقية.
وأضاف السيناتور أن مثل هذه التصريحات قد تؤثر سلبا على صورة الولايات المتحدة على المستوى الدولي، خاصة في ظل سعيها إلى تعزيز نفوذها في أفريقيا في مواجهة التوسع الاقتصادي والسياسي لدول مثل الصين وروسيا.
انتقادات دولية
وإلى جانب ردود الفعل الأمريكية شهدت الساحة الدولية إدانات واسعة لتصريحات ترامب، إذ ذكرت صحيفة "الغارديان" أن العديد من المنظمات الحقوقية والدولية انتقدت ما وصفته بـ"الخطاب التحريضي"، محذرة من أن مثل هذه التصريحات قد تشجع على تصاعد التمييز والعنف ضد الفئات الهشة في ليسوتو.
كما أعرب الاتحاد الأفريقي عن قلقه إزاء التداعيات المحتملة لهذه التصريحات، مشيرا إلى أن مثل هذه المواقف قد تؤدي إلى تراجع الثقة في الشراكات الأمريكية مع الدول الأفريقية، مما يفتح المجال أمام قوى أخرى لتعزيز نفوذها في القارة.
هل تؤثر التصريحات على العلاقات الأمريكية الأفريقية؟
على الرغم من الجدل الواسع فإن بعض المحللين يرون أن العلاقات بين الولايات المتحدة وليسوتو لن تتأثر بشكل جوهري، خاصة أن الإدارة الأمريكية الحالية لم تصدر أي موقف رسمي يتبنى تصريحات ترامب.
ومع ذلك، يشير مراقبون إلى أن هذه التصريحات قد تدفع الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ خطوات لاحتواء الأزمة، مثل التأكيد على التزامها بدعم ليسوتو وتقديم ضمانات بأن السياسات الأمريكية تجاه القارة الأفريقية لن تتأثر بالمواقف الفردية لبعض الشخصيات السياسية.
وبالنظر إلى التوترات السابقة التي أثارها ترامب خلال فترات رئاسته -خاصة فيما يتعلق بعلاقاته مع الدول الأفريقية- فإن هذا الجدل الجديد قد يكون بمثابة تذكير للعواصم الأفريقية بضرورة تنويع شراكاتها وعدم الاعتماد حصريا على واشنطن، خاصة في ظل التنافس الدولي المتزايد على النفوذ في القارة.






