التدخين ضار جدا بالصحه ولذيذ ورايق

profile
مهدي علي كاتب مصري
  • clock 7 مايو 2021, 1:28:40 ص
  • eye 1560
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كان والدى هو النموذج المثالى للمدخن فى نظرى كنت أتأمله وهو يدخن بمزيد من الإعجاب والتقدير ولسان حالى يقول انك لمتمكن
كان والدى يدخن البلمونت وظل يدخنها حتى توقف عن التدخين وكان ونحن صغار يدخن معدن ممتاز ذات العلبة المبططة وتفتح من الجانب كعلب السجائر المعدنيه
كان يلتقط السيجارة باصبعين ويضعها فى فمه ويشعل عود ألثقاب ويقربه بحرص من مقدمة السيجارة ويأخذ نفسا عميقا فتشتعل مقدمة السيجارة كجذوة حمراء متقده   فيهز يده مطفئ

عود ألثقاب ويلقيه على مهل ثم  يأخذ نفسا آخر من السيجارة وتبدء عضلات وجهه فى الأنبساط ويهيم فى دنياه مع  أنفاس سيجارته
كنت اجلس عن بعد اتامله واتعجل الزمن أن يمضى وأصبح رجلا مثله وادخن بالكيفيه التى يدخن بها
كان التدخين مسموح به فى أي مكان وعندما أشاهد تسجيلات لحفلات أم كلثوم  أتعجب كيف كانت تغنى  ودار سينما قصر النيل التى كانت تغنى على مسرحها

تتصاعد منه سحابات دخان  من سجائر الحاضرين وكانت اعلانات السجائر  تغطى لوحات الإعلانات بالشوارع وفى الصحف ودور السينما
فى بداية السبعينات بدء غزو السجائر الاجنبيه للسوق المصرى وظهرت الروثمان والدانهيل والكنت ودومورييه ومعها بدأت ولاعات السجائر
وكنا ونحن شباب نتباهى بعلبة السجائر  المارلبورو أو الروثمان أو الدانهيل  ومعها ولاعه رونسون وكنا حين يجلس أحدنا على المقهى

 أو فى العمل يضع علبة السجائر  وفوقها الولاعه  علامة التميز وبعد ذلك ظهرت الولاعات البلاستيكية وأشهرها بيك
ويوما بعد يوم أصبحت السيجارة وكوب الشاي أو فنجان القهوة من مفردات الحياه اليوميه وأذكر انى فى أوقات كثيره كنت أضع مقعدا بجوار النا
فذه

 واجلس  وكوب الشاى على افريز النافذه والسيجاره فى فمى وكتاب فى يدى اجلس هكذا بالساعات حتى أنهى على الكتاب واقضى على علبة سجائر  واحتسي عددا غير محدود من أكواب الشاى
وأذكر أن المبدع يوسف ادريس كان له قصه قصيره تتحدث عن عميد إحدى الكليات نظر من نافذة مكتبه فرأى فى الحديقه طالبه تأخذ ركنا من الحديقه وتشعل سيجاره  القصه كلها تصف كيف تدخن هذه الفتاه سيجارتها فى وصف راءع

كانت مشكلة المشاكل عند المدخنين الشرهين هى رمضان والصيام  أما بالنسبه لى كنت اتغلب على ذلك بأن ساعة الإفطار أتناول لقيمات سريعه ثم ابدء فى التدخين وغالبا كنت أشعل اول سيجاره بعود ألثقاب أو الولاعه

 وبعدذلك أشعل السيجارة من السيجارة  حتى اتشبع تماما وأبقى طيلة النهار لا أعانى من شيء ولا اشتاق للتدخين
وكنت حين أحس بانى أعانى من التدخين كنت أقول لنفسى من الغد لن ادخل لمدة شهر وكنت فعلا فى الصباح امتنع عن التدخين لمدة شهر كامل والعجيب اننى فى اليوم الواحد والثلاثون أعود للتدخين مجددا
غدا احكي لك كيف استطعت الاقلاع عن التخين


مرت أيام وسنوات وخرجت من مصر بدرجة مدخن فوق المتوسط وذهبت إلى النمسا فى فيينا وجدت عالم التدخين عالم مختلف تماما تحكمه قواعد وقوانين واعراف
فى فيينا السجائر  لاتباع فى اى مكان هناك محلات لبيع السجائر  والسيجار وكل أنواع التبغ ومستلزماته وغير مسموح بالبيع إلا فى هذه المحلات

ولهذه المحلات تراخيص لاتعطي إلا لمن يحمل كارنيه المحاربين القدامى أو من لديه نسبة عجز فوق 50% تقديرا لهم
وحين وصلت هناك فى نهاية السبعينات كانت السجائر متاحه لجميع الأعمار وشيء فشيئا بدء المنع لأقل من16عاما
المحلات كانت تغلق أبوابها فى السادسه مساءا وكل محل من محلات السجائر   يمتلك اوتوماتيك (ماكينة تشترى منها السجائر )

 فلا تجد اى مشكله فى شراء دخان فى اى وقت المشكله انك تجد كثيرا من الصغار يدخنون فجعلت الحكومه الأوتوماتيك لا يعمل إلا إذا ادخلت بطاقة اءتمان(كريديت كارد) للماكينه أولا قبل أن تضع النقود وبدونها لا يعمل الاوتوماتيك
والسجاءر هنا لاتزيد نسبه النيكوتين بها عن 0،10 وليس12 أو 15كما فى مصر وهنا أيضا يباع سجائر دخان نقى بدون إضافات عليه
المهم انطلقت فى عالم التدخين بشراهه حتى اننى كنت ادخن ثلاث علب مارلبورو أحمر يوميا وكان كريم ابنى الأكبر وهو عمره سنتان أجده أحيانا يجلس تحت الماءده ليلا فى الظلام وهو ممسكا بعلبة سجائري

ويخرج كل سيجاره ويسحقها  باصابعه الصغيره وانا وحظى قد أستطيع إنقاذ بعض السجائر  أو لا استطيع
وفى سن السادسه كان يكتب لى عدة أوراق كل ورقه بها عباره أما التدخين ضار بالصحه أو ممنوع التدخين أو احرص على صحتك ويضعها فى أماكن متفرقة فى المنزل كى تلفت انتباهى
كريم الآن جراح مخ واعصاب ولم يدخن فى حياته سيجاره واحده
المهم أن كوارث التدخين بدأت تظهر امامى فخالى أصيب بسرطان الصدر بالرغم انه كان قد أقلع عن التدخين قبلها بعشرين عاما  وتوفى أحد زملاء العمل   أيضا بالسرطان

 وبدأت أحس بالتعب من أقل مجهود وأصبح صدرى كأن فرقة آلات نفخ  تعزف بداخله فشحذت ارادتى ونويت الاقلاع وفعلا ظللت لمدة احدعشرة شهرا مقلع تماما  

 وبدأت أحس بالتحسن وبدء وزنى يزيد ولكن جاءت وفاة والدى كلطمة أطاحت بى ووجدت نفسى أعود ثانية إلى التدخين وبشراهه

 وظلت هكذا حتى أصبت بالتهاب رءوى  فذهبت إلى الطبيب وكان صديقا عزيزا فنصحني بأن أجرى أشعة على صدرى وذهبت إلى طبيب الأشعة 

وهو أيضا مصرى وحين أجرى الأشعة وشاهد الصور وجدت ملامح وجهه قد تغيرت بعض الشيء

 وقال لى انت طبعا تدخن قلت نعم قال كم سيجاره تقريبا قلت له حوالى ستون سيجاره فقال لى انا لن أستطيع أن أقل لك امتنع عن التدخين

 لانى أيضا ادخن ولكنى ساطلب منك أن لاتزيد عن خمس سجائر  يوميا قلت له لا استطيع قال إذن لا تزيد عن عشرة فى حالة النرفزه فقط 

قلت له لا أما أن ادخن كما اريد وأما لا ادخن قال لى هذا هو الانتحار بعينه قلت له هل من الممكن أن ادخن سيجاره الآن 

قال لامانع أشعلت سيجارة ورميت بالعلبة وكانت كامله فى سلة القمامة وقلت له هذه آخر سيجاره سادخنها وبعد ذلك لا للتدخين

 قال هل ستستطيع قلت سترى ومن يومها كان هذا فى العام1989اى منذ سبعة وعشرون عاما لم ادخن ولا حتى نفس واحد 

وكان هذا الطبيب كلما قابلنى يسألني هل لا زلت على العهد واجيبه بالايجاب   فيتعجب
والآن وانا ارى كثيرا من المدخنين يذبلون وتنسحب الحياه من أجسادهم ر ويدا رويدا حتى يحصد الموت أجسادهم

 أحمد الله على أنه الهمنى القرار الصائب  فى الوقت المناسب واعطانى القوه كى استمر فى القرار
أخيرا أستطيع أن أقول لك التدخين ضار جدا بالصحه ولاهو لذيذ ولا رايق


التعليقات (1)
Bertram Streich clock منذ سنتين

Provident voluptate et aliquam eum. Sed facilis voluptatem rerum omnis rerum. Eius iure sed hic laborum vitae veritatis quibusdam. Voluptas itaque eum rerum.