اسماعيل جمعه الريماوي يكتب:بعد عام على الطوفان- نتنياهو بين نشوة الانتصار..و حقيقة الهزيمة

profile
  • clock 3 أكتوبر 2024, 1:03:41 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في دقائق معدودة، جرف مطر الصواريخ الايرانية الذي انهمر الثلاثاء، على اهم المراكز العسكرية والاستخباراتية في الكيان الاسرائيلي، كل "الانجازات" التي كان يعتقد رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو، انه حققها خلال الاشهر القليلة الماضية، ضد محور المقاومة، والتي تمثلت بالاغتيالات الجبانة لقادة المحور و تفجيرات البيجر و الضربات التي وجهت للمقاومة سوآءا  في قطاع غزة أو جنوب لبنان ، و قد ادخلته تلك الجرائم في نشوة، دفعته الى ان يتوج نفسه "ملكا" على منطقة الشرق الاوسط، يقرر مصيرها كيفما شاء معلنا عن خطة  تغيير وجه المنطقة ، فاذا به يظهر على حجمه الحقيقي ضئيلا وصعلوكا، رغم كل  الدعم والنفخ الامريكي والغربي له ولكيانه.


مطر الصواريخ الايرانية، الذي انهمر على جميع جغرافيا فلسطين المحتلة، خاصة على ثلاث قواعد عسكرية واستخباراتية، شاركت في جرائم اغتيال الشهداء اسماعيل هنية والسيد حسن نصرالله وعباس نيلفروشان وباقي قادة محور المقاومة، كان قد انهمر قبل ذلك ، على المخطط الامريكي الاسرائيلي، المدعوم من الدول الغربية وبعض الدول العربية، والرامي الى دفن روح المقاومة للمحتل الاسرائيلي في نفوس شعوب المنطقة، عبر القضاء على حزب الله وحماس والجهاد وباقي فصائل المقاومة في فلسطين المحتلة، و انصار الله في اليمن وفصائل المقاومة في العراق وسوريا، وكذلك عبر العمل على تفكيك الوحدة بين هذه الساحات. فجاءت ليلة الصواريخ الايرانية، لتعيد التأكيد على صلابة الوحدة بين هذه الساحات، وتعزز من روح المقاومة والمقاومين من عملية نوعية في تل ابيب حدثت في نفس التوقيت و ضربة من حزب الله ترد الصاع صاعين لمن تجرؤا على توغل بضعت أمتار في ارض الجنوب ، وتُفشل المخطط الامريكي الاسرائيلي، وتجعل هذا الثنائي المشؤوم، يلعق مرارة الهزيمة.


200 صاروخ بالستي وفرط صوتي ايراني نزلت مرة واحدة على مراكز الاجرام الاسرائيلي، فأصابت 90 بالمائة منها اهدافها وبدقة، ودفعت المستوطنين في جميع انحاء فلسطين المحتلة، الى الملاجئ، الامر الذي كشف عن فشل استخباراتي امريكي اسرائيلي، وفشل عسكري فاضح، بعد ان فشلت كل منظومات الدفاع الجوي الامريكية والاسرائيلية والفرنسية والبريطانية، في الحيلولة دون وصول الصواريخ الى اهدافها.
المهم في عدد الهجوم الصاروخي الايراني، الذي جاء ردا على سلسلة كبيرة من الاعتداءات الاسرائيلية على السيادة الايرانية، وعلى الحاضنة الشعبية لمحور المقاومة، وعلى قادة المحور لتؤكد على الوقوف في وجه التوحش الاسرائيلي، المدعوم امريكيا وغربيا، مهما كانت النتائج. 
 

و رغم ان التصريحات الاولية للمسؤولين الامريكيين وفي الكيان الاسرائيلي، حول ليلة الصواريخ الايرانية، توحي ان هناك تراجعا في مواقفهم. فالامريكيون اعلنوا ان "الهجوم لا يستدعي الرد"، والاسرائيليون قالوا انه "فشل"، وانهم سيردون "في التوقيت والمكان المناسبين". تصريحات تتناقض مع حجم الصور والافلام التي تم تناقلها على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي اظهرت ان الهجوم الايراني، كان غير مسبوق فهو اكبر هجوم يستهدف الكيان، منذ زرعه في قلب المنطقة وحتى اليوم. ولكن رغم ذلك، فان الاصابع لا زالت على الزناد، 
فلا اعتقد ان الرد سيتأخر كثيرا، في حال تجرأت "اسرائيل"، بدعم امريكا، على استهداف ايران أو قوى المقاومة ، فقد توالت تصريحات كبار القادة العسكريين في ايران، خلال الساعات القليلة الماضية، والتي اكدت جميعها على ان الرد سيكون ساحقا ، على ان ايران "تمتلك القدرة على مهاجمة البنى التحتية الاقتصادية للكيان لكنها اقتصرته بالهجوم على قواعده العسكرية .
في حين يتفق جميع المراقبين على ان الهجوم الصاروخي الايراني على الكيان المحتل ، وضع الحلف الأميركي الإسرائيلي أمام خيارين، الرد وتحمل تبعات التصعيد المفتوح، أو تقبل حقيقة أن معادلات الردع ليست بين أيديهم . وان محور المقاومة، رغم خسارته قامات شامخة كالشهيد السيد حسن نصرالله، والشهيد اسماعيل هنية، والشهيد عباس نيلفروشان ورفاقهم ، قد استعاد في ليلة مطر الصواريخ الايرانية، زمام المبادرة، بعد ان لطم نتنياهو على وجهه، ونتف ريشه المنفوش، ليرى حجمه الحقيقي ويكف عن غطرسته، بعد ان ظن ان الساحة خلت له ليفسد فيها ويسفك الدماء.

التعليقات (0)