-
℃ 11 تركيا
-
1 أبريل 2025
إسماعيل جمعة الريماوي يكتب:يوم الارض في زمن الإبادة..حيث شعبنا متجذر في أرضه
يخلد الشعب الفلسطيني ذكرى يوم الأرض في جو من الآلام والحزن، بسبب القتل والدمار والتجويع الذي فرضته عليهم الحرب الأخيرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023،
إسماعيل جمعة الريماوي يكتب:يوم الارض في زمن الإبادة..حيث شعبنا متجذر في أرضه
-
29 مارس 2025, 3:01:12 م
-
486
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يوم الارض الفلسطيني
يخلد الشعب الفلسطيني ذكرى يوم الأرض في جو من الآلام والحزن، بسبب القتل والدمار والتجويع الذي فرضته عليهم الحرب الأخيرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في إصرار على المقاومة وثبات في الأرض في مواجهة آلة القتل الدموية الإسرائيلية هو خير شكل يمكن أن يخلّد به يوم الارض .
حيث يبقى يوم الأرض عنواناً وطنياً خالداً، ومحطة مشرفة في تاريخ شعبنا النضالي، يستلهم منه شعبنا في مسيرته المستمرة معالم الصمود والثبات والتضحية .
حيث تعود جذور يوم الأرض إلى عام 1975 حين أطلقت الحكومة الإسرائيلية خطة لتهويد منطقة الجليل، أطلقت عليها اسم "تطوير الجليل"، وشملت بناء تجمّعات سكنية يهودية على أراضٍ تعود إلى الفلسطينيين الذين كانوا يمثلون أغلبية في المنطقة.
وصدّقت الحكومة في 29 فبراير/شباط 1976 على قرار لمصادرة 21 ألف دونم من أراضٍ تعود ملكيتها إلى فلسطينيين في بلدات سخنين، وعرابة، ودير حنا، وعرب السواعد، وهو ما أغضب الأهالي ودفعهم إلى الانتفاض ضدّ قوات الاحتلال، على الرغم من إعلان السلطات الإسرائيلية حظر التجوال في تلك القرى منذ الساعة 5 مساء من يوم 29 مارس/آذار من ذلك العام، وهددت بإطلاق النار على المتظاهرين، معتبرة أن أي مظاهرة ستخرج فهي غير قانونية.
وفي وجه هذه القرارات انطلقت مسيرة شعبية في بلدة دير حنا، تعرضت للقمع الشديد من الشرطة، تلتها مظاهرة أخرى في بلدة عرّابة، وكان القمع أقوى، إذ استشهد خلالها فلسطيني فضلاً عن عشرات الجرحى، وأعلنت لجنة الدفاع عن الأراضي التي انبثقت عن لجان محلية فلسطينية إطلاق الإضراب الشامل في اليوم التالي الذي وافق 30 مارس/آذار، ولمدة يوم واحد فقط.
وأدى انتشار خبر استشهاد المتظاهر إلى اتساع دائرة المظاهرات والاحتجاج في كل المناطق العربية في اليوم التالي، وتركزت المواجهات في منطقتَي الجليل والمثلث، لا سيما قرى وبلدات عرابة ودير حنا وسخنين وكذلك صحراء النقب، وأفضت هذه المواجهات إلى استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة العشرات جرّاء قسوة رد الاحتلال الإسرائيلي.
ومنذ ذلك التاريخ يخلد يوم 30 مارس/آذار من كل عام يوماً لتشبت الشعب الفلسطيني بأرضه ودفاعه عنها، وأطلق عليه اسم "يوم الأرض" تعبيراً عن هذه الدلالة.
أن إحياء "ذكرى يوم الأرض" ليس مجرد سرد أحداث تاريخية، بل هو معركة جديدة في حرب متصلة لاستعادة الحقوق الفلسطينية.
ومنذ العام 1976 أصبح يوم الأرض يوماً وطنياً في حياة الشعب الفلسطيني، داخل فلسطين، وخارجها، وهي المناسبة التي تشهد تحركات شعبية فلسطينية عديدة تؤكد على وحدة شعبنا، وحقه في أرضه، رغم شراسة الهجمة الإسرائيلية.
حيث تحمل الذكرى هذا العام معان أكثر عمقًا وعظمة بفضل التضحيات الكبيرة الذي يقدّمها الشعب الفلسطيني، لا سيما أهلنا في غزة والذين يقدمون نموذجًا استثنائيًا، إن كان بالتضحية أو بالصمود وبالتصدّي لهذا العدو المتغطرس والوحشي والمجرم في مواجهة هذه الإبادة الجماعية حيث يؤكد شعبنا الفلسطيني تمسّكه بالأرض، وبحقّه في الحياة الحرة الكريمة.
حيث أن التاريخ يعيد نفسه بما قامت به إسرائيل آنذاك و الذي كان يستهدف بالأساس تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها وتهويدها لصالح اليهود على حساب سكانها الأصليين من الفلسطينيين و هو ما يحدث الان في قطاع غزة والضفة الغربية وما تحاول به إسرائيل من العمل على تهجير الفلسطينيين من أرضهم في سياسية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية و القضاء على ما تبقى من مقاومة في الشعب الفلسطيني وطعنها في الظهر وهو ما يسعى إليه الاحتلال ومن معه من متآمرين على المقاومة في ظل حرب الإبادة والتهجير و استمرار المراهنة على خيار التسوية الذي اثبت فشله.
ان المطلوب الان وفي ظل هذه المرحلة هو مزيد من الوحدة بين المقاومة وحاضنتها الشعبية على مختلف التوجهات ، وتشكيل جسم صلب يصعب كسره أو اختراقه يضم كل من يؤمن بالمقاومة طريقاً نحو تحقيق ما يسعى إليه الشعب الفلسطيني.









