- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
اسماعيل الريماوي يكتب: الخطوة المقبلة خطة حسم الصراع مع الشعب الفلسطيني
اسماعيل الريماوي يكتب: الخطوة المقبلة خطة حسم الصراع مع الشعب الفلسطيني
- 12 يونيو 2023, 4:13:22 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بات واضحا أن الحكومة الإسرائيلية الحالية مقبلة ومعها أجندة سياسية تسعى لتحقيقها وبسرعة و بكل قوة، وهي حسم الصراع مع الشعب الفلسطيني.
ومن أبرز الأهداف الاستراتيجيّة لخطة «حسم الصراع» هذه، إعلان السيادة الإسرائيلية على كل الضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين منها بشكل ممنهج بمعدل 20 ألف شخص سنوياً حتى العام 2035، وإغراق الضفة الغربية بالمستوطنات والمستوطنين، وتفكيك السلطة الفلسطينية، وفرض القانون الإسرائيلي على كل مناطق الضفة الغربية، ومضاعفة الاستيطان بمعدل ثلاث مرات، وشطب نموذج الدولة الفلسطينية من الوعي والأرض.
وتهدف هذه الخطّة إلى اعتبار غرب نهر الأردن منطقة قومية يهودية. أما غير اليهود، فسيعيشون فيها كأفراد، وليس كقومية مستقلة، من خلال التنازل عن الحقوق القومية وقبول الحقوق كأفراد، ومن يرفض ذلك عليه أن يهاجر، ومن لا يقبل بذلك سيحسم الصراع معه عسكرياً، فيما يعترف سموتريتش في خطته بأن ما تحتاجه «إسرائيل» هو هزيمة الوعي والحلم والأمل عند الفلسطينيين.
تسعى «إسرائيل» من وراء تطبيق خطة الحسم بالقوّة لفرض سياسة الأمر الواقع على الفلسطينيين، والقبول بأحد الخيارات؛ إما القبول بالحل النهائي الذي تفرضه «إسرائيل» وإما طردهم وتهجيرهم، وفق المعطيات والرؤية الإسرائيلية.
ومن خلال خطة الحسم بالقوة توطيد «الحلم» الإسرائيلي ببناء كيانها على جميع الأراضي الفلسطينية، بما فيها الضفة الغربية، واستبدال سكانها الأصليين بمستوطنين يهود لتنفيذ مخطط الأبارتهايد، انطلاقاً من إدراكها أن الخطر الحقيقي الذي يواجهها في الصراع القائم هو الخطر الديموغرافي للفلسطينيين، الذي يشكل هاجساً كبيراً لها، وهو ما جعلها تتجه إلى خيار مواجهة هذا الخطر بسياسة العزل أو التهجير.
الحكومة الإسرائيلية الحالية مقبلة ومعها أجندة سياسية تسعى لتحقيقها وبسرعة وبكل قوة، وهي حسم الصراع مع الشعب الفلسطيني
وتكشف خطة الحسم هذه تفاصيل المعايير العنصرية والوحشية الفاشية الإسرائيلية في ظلّ استمرار مسلسل قتل الفلسطيني وتهجيره، من دون توقّف لأي اعتبارات مرتبطة بردّ فعل العالم تجاه تنفيذ الخطة. كيف لا وقد حددها سموتريتش بشكل صارخ وواضح، وهو الذي يتبنى الأجندة الأكثر عنصرية ضد الفلسطينيين، ويضعهم أمام خيارات ثلاثة:
إما أن يعيشوا في دولة يهودية.
وإما أن يهاجروا خارج فلسطين.
وإما أن يموتوا بالقتل الذي ينتظرهم.
ما سبل المواجهة عربياً وفلسطينياً؟
خطة الحسم وتوجهات سموتريتش، ومعه الائتلاف اليميني المتطرف، تجاه الشعب الفلسطيني ليست مسألة غرور سياسي للتباهي، بل تعدّ تصميماً وبداية مؤشر على تنفيذها.
في هذه الحالة، لن يكون أمام الفلسطينيين سوى مقاومتها، وبكل الأثمان، وتعزيز العمل المقاوم بكل أشكاله، بهدف إفشال مخطط «إسرائيل» القائم على محاولة تركيع الشعب الفلسطيني وقتل حلمه وتطلعاته بالحرية والانعتاق من الاحتلال.
وبات من الضروري عربياً وضع خطة عاجلة للتصدي بقوة لخطّة حسم الصراع التي تريد أن تفرض حلاً بإخضاع الشعب الفلسطيني الذي يعيش القتل والقهر للمشروع الصهيوني بأكمله، في وقت أصبح الأمن القومي العربي لبعض من الدول مهدداً أيضاً في حال المضي في تنفيذ هذه الخطة.
هذا الأمر يتوجب البحث في كيفية الوقوف بحزم لمواجهة مخططات سموتريتش وبن غفير ومن يصطف إلى جانبهم من الائتلاف الإسرائيلي المتطرف، بدلاً من عقد القمم الأمنية التي تدعو إلى التهدئة هناك أو هناك ومجاراة «إسرائيل» وتوفير غطاء لجرائمها بحق الشعب الفلسطيني.