"أكره إنقاذ أوروبا مجددًا".. تسريبات "سيجنال" تكشف نظرة فريق ترامب الصادمة للحلفاء

profile
  • clock 25 مارس 2025, 12:32:57 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث إلى الصحافة في البيت الأبيض بحضور فريق إدارته (أرشيف)

في تطور جديد يتعلق بتسريبات محادثات فريق الأمن القومي لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الضربة العسكرية المحتملة ضد اليمن، نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية تقريرًا كشفت فيه عن رسائل مسربة بين نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، ووزير الدفاع، بيت هيجسيث. وأوضحت الصحيفة أن هذه الرسائل، التي وصلت عن طريق الخطأ إلى الصحافي جيفري جولدبرج، رئيس تحرير مجلة "ذي أتلانتيك"، عكست توجهات سلبية تجاه الحلفاء الأوروبيين، في سياق نقاشات حول التدخل العسكري، وأبرزت استياء إدارة ترامب من العبء الدفاعي الذي تتحمله الولايات المتحدة نيابة عن أوروبا.

كُشفت هذه التسريبات بعد أن أُضيف جولدبرج بالخطأ إلى مجموعة مراسلة عبر تطبيق "سيجنال"، حيث كان كبار المسؤولين الأمريكيين يناقشون تفاصيل خطة الغارات الجوية ضد اليمن.

ووفقًا لما أوردته "الجارديان"، أظهرت التسريبات أن جيه دي فانس كان متحفظًا حيال ضرورة تنفيذ الضربة الجوية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تجد نفسها مجددًا تقوم بما ينبغي أن يكون مسؤولية أوروبية لحماية مصالحها الأمنية، لا سيما فيما يخص تأمين حركة التجارة البحرية عبر قناة السويس. وقد أعرب فانس عن امتعاضه من موقف الحلفاء الأوروبيين، موضحًا أن 40% من تجارتهم تمر عبر القناة، في حين لا تعتمد الولايات المتحدة عليها إلا بنسبة لا تتجاوز 3%.

كما أظهرت التسريبات وجود خلافات داخل الإدارة الأمريكية بشأن طريقة التعامل مع الحلفاء الأوروبيين، إذ اعتبر فانس أن تنفيذ الضربة يتناقض مع السياسة التي يسعى ترامب إلى ترسيخها تجاه أوروبا، خصوصًا في وقت كان الرئيس يعمل على توجيه رسائل أكثر توازنًا إلى القارة الأوروبية، في ظل تصاعد المخاوف من تداعيات الضربة على أسعار النفط العالمية.

وأبرزت الصحيفة أن هذا الخلاف يعكس انقسامات واضحة داخل الإدارة، حيث تبنى فانس نهجًا أكثر تشددًا في التعامل مع الحلفاء الأوروبيين، ما يعكس تباينًا جوهريًا بين رؤيته وتوجهات ترامب فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية تجاه أوروبا والشرق الأوسط. وأضافت أن فانس، الذي يزداد نفوذه داخل دوائر صنع القرار، كان قد عيّن مستشاره للأمن القومي، آندي بيكر، لتمثيله في هذه النقاشات، بينما أشار هيجسيث إلى دور دان كالدويل، أحد أبرز الداعمين لنهج "ضبط النفس" في استخدام القوة العسكرية الأمريكية في الخارج، خاصة فيما يتعلق بحماية أوروبا من التهديدات، وفي مقدمتها روسيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن فانس اعتبر هذه الترتيبات غير متوافقة مع المبادئ الأمريكية، معبرًا عن إحباطه من سياسات إدارة ترامب التي لا تعكس، من وجهة نظره، توافقًا تامًا مع رؤيته حول التحالفات الدولية. وأظهرت التسريبات أن نائب الرئيس الأمريكي كان يعتقد أن الولايات المتحدة تضطلع بمسؤوليات يفترض أن يتحملها الأوروبيون أنفسهم. في المقابل، حاول بعض المسؤولين، مثل وزير الدفاع هيجسيث، تخفيف حدة التوتر، مؤكدين أن الضربة العسكرية المحتملة ضد اليمن ستشكل دعمًا للقيم الأمريكية الأساسية، مثل حماية حرية الملاحة الدولية.

غير أن فانس، بحسب ما كشفته التسريبات، لم يكن مقتنعًا بسهولة بمبررات التهدئة، حيث صرح بأنه "يكره إنقاذ أوروبا مجددًا"، وهو ما دفع هيجسيث إلى الإقرار بمشاركته ذات الموقف المتحفظ تجاه ما وصفه بـ"الانتهازية الأوروبية". وأثارت هذه التصريحات ردود فعل واسعة النطاق في الأوساط الأوروبية، وسط تصاعد المخاوف من وجود توجه أمريكي نحو توتير العلاقات مع الحلفاء الأوروبيين، في ظل تضارب المصالح بين الجانبين.

فانس "مثير المشاكل”

مع ازدياد القلق الأوروبي حيال التصريحات الصادرة عن فانس، والتي تثير تساؤلات حول التزام الولايات المتحدة بتحالفاتها التقليدية، تصاعدت حدة الانتقادات الموجهة لنائب الرئيس الأمريكي من قبل المسؤولين الأوروبيين. فقد وجهت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، اتهامًا مباشرًا لفانس بمحاولة "إثارة المشاكل" مع حلفاء واشنطن التقليديين، بينما رأى دبلوماسي أوروبي آخر أن موقفه يمثل تهديدًا جديًا للأمن الأوروبي.

وأشارت "الجارديان" إلى أن هذه التوترات تأتي في وقت تشهد فيه إدارة ترامب إعادة تقييم لعلاقاتها الدولية، وسط إشارات إلى احتمال توجهها نحو بناء تحالفات بديلة، مثل تعميق العلاقات مع الاقتصادات الخليجية، التي قد تصبح شريكًا استراتيجيًا بديلًا لأوروبا في المستقبل.

وخلص التقرير إلى أن سياسات إدارة ترامب تجاه أوروبا باتت أكثر وضوحًا في ظل هذه التحولات الجيوسياسية المتسارعة، ما يثير قلق القادة الأوروبيين حيال التداعيات المحتملة لهذه المتغيرات على الأمن والاستقرار الإقليمي.

التعليقات (0)