-
℃ 11 تركيا
-
21 أبريل 2025
معاريف: مصر توجه رسالة تهديدية غير مسبوقة لإسرائيل
الإعلام العبري يواصل تحريضه ضد القاهرة
معاريف: مصر توجه رسالة تهديدية غير مسبوقة لإسرائيل
-
21 أبريل 2025, 4:40:19 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
جزء من مناورة "نسور الحضارة 2025" المشتركة بين الجيشين المصري والصيني
يواصل الإعلام العبري التحريض ضد مصر، عبر تهويل أي تحرك عسكري أو سياسي مصري لا يتماشى مع الرؤية الإسرائيلية، خصوصًا في ظل موقف القاهرة الصارم الرافض لتهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية تقريرًا يحذر من "تدهور" العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، بعد الكشف عن مناورات عسكرية جوية مشتركة بين مصر والصين للمرة الأولى.
لأول مرة: مناورات جوية مصرية صينية
بحسب ما أفادت به معاريف، فإن الجيش المصري أطلق لأول مرة في تاريخه مناورات جوية مشتركة مع الجيش الصيني، شاركت فيها طائرات قتالية حديثة ومعدات جوية متقدمة قرب الحدود مع الكيان الإسرائيلي. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المناورة تُعد تطورًا غير مسبوق ومقلق من وجهة النظر الإسرائيلية.
وبحسب وزارة الدفاع الصينية، فقد شاركت في المناورة مقاتلات J-10C التابعة لسلاح الجو الصيني، وطائرات التزود بالوقود جواً YU-20، وطائرات الإنذار المبكر KJ-500، إلى جانب عشرات الطائرات الأخرى.
وأوضح خبير عسكري صيني لصحيفة "غلوبال تايمز" أن هذه الطائرات تشكل العمود الفقري لسلاح الجو الصيني، في إشارة إلى أهمية المناورة ومستوى التنسيق مع الجيش المصري.
إعلان رسمي مصري: "نسور الحضارة – 2025"
من جانبها، أعلنت القوات المسلحة المصرية رسميًا عن انطلاق فعاليات التدريب الجوي المصري الصيني المشترك تحت مسمى "نسور الحضارة – 2025"، وأكد المتحدث العسكري أن التدريب يتم على مدار عدة أيام في إحدى القواعد الجوية المصرية، بمشاركة عدد من الطائرات المقاتلة متعددة المهام من مختلف الطرازات.
وأوضح البيان المصري أن التدريب يتضمن تنفيذ محاضرات نظرية وعملية لتوحيد المفاهيم القتالية بين الجانبين، إضافة إلى طلعات جوية مشتركة، والتدريب على أعمال التخطيط وإدارة القتال الجوي، بهدف تبادل الخبرات وتطوير المهارات القتالية. ولفت البيان إلى أن هذا التدريب يأتي في إطار تعزيز علاقات التعاون العسكري بين القوات المسلحة المصرية والصينية.
تحركات مصرية وقلق إسرائيلي
إلى جانب المناورة، سلطت معاريف الضوء على ما وصفته بـ"القلق الإسرائيلي المتصاعد" من الحشود العسكرية المصرية في سيناء خلال الأسابيع الماضية. وذكرت الصحيفة أن إسرائيل تراقب بقلق تزايد القوات المصرية شرق قناة السويس، وذهبت بعض الأصوات في تل أبيب إلى حد الادعاء بأن هذه التحركات قد تشكل "انتهاكًا لاتفاقية السلام" الموقعة عام 1979.
وتربط الصحيفة هذه التحركات بالمخاوف المصرية من محاولة سكان غزة التسلل إلى الأراضي المصرية في حال اشتدت الحرب، أو في حال تعرض القطاع لعملية تهجير قسري، وهو ما ترفضه القاهرة بشكل قاطع.
رسائل سياسية وعسكرية من القاهرة
ورغم أن القاهرة لم تُعلق مباشرة على المخاوف الإسرائيلية، فإن إعلان المناورة المشتركة مع الصين يمثل رسالة سياسية وعسكرية واضحة. فبموازاة الرفض المعلن لأي محاولة لفرض واقع جديد على حدودها، تقوم مصر بإعادة ترتيب أوراقها الاستراتيجية وتعزيز شراكاتها الدولية، خصوصًا مع قوة عسكرية صاعدة كالصين.
أما التصريحات الصينية، فقد أكدت أن الهدف من المناورة هو "تعزيز الروابط العسكرية ورفع كفاءة القوات المصرية"، مع الإشارة إلى أن الجيش المصري بحاجة إلى تحديث جزء من قدراته، رغم عملية التحديث الموسعة التي شهدها في السنوات الأخيرة على صعيد التسليح، والبنية التحتية، والتدريب.
ارتباك في "تل أبيب"
يبدو أن التحركات المصرية الأخيرة، مدعومة بشراكات دولية جديدة، وفي مقدمتها الشراكة مع الصين، تُربك حسابات تل أبيب، خصوصًا مع اتساع رقعة الرفض العربي والدولي لأي مشروع إسرائيلي لتهجير الفلسطينيين. وفي حين تمضي القاهرة بهدوء في خطواتها العسكرية والدبلوماسية، يواصل الإعلام العبري التصعيد والتحريض، عاكسًا مأزقًا داخليًا في فهم التحولات الإقليمية التي لم تعد تتقبل الغطرسة الإسرائيلية أو مخططاتها.
في المقابل، تؤكد مصر أن جميع تحركاتها العسكرية، بما في ذلك التدريبات المشتركة، هي جزء من حقها السيادي في تعزيز دفاعاتها وتبادل الخبرات، دون استهداف أي طرف. كما ترفض أي محاولات لربط هذه الأنشطة بموقفها الثابت من رفض تهجير الفلسطينيين أو التخلي عن دورها التاريخي في الدفاع عن القضية الفلسطينية.









