- ℃ 11 تركيا
- 24 يناير 2025
يلمان هاجر أوغلو يحاور رئيس الجبهة التركمانية العراقية الأسبق حول التطورات السياسية والعسكرية وتأثيرها على الشرق الأوسط
يلمان هاجر أوغلو يحاور رئيس الجبهة التركمانية العراقية الأسبق حول التطورات السياسية والعسكرية وتأثيرها على الشرق الأوسط
- 24 يناير 2025, 12:01:23 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
>> النظام السوري كان هشًا وسقط نتيجة مصالح القوى الدولية
>> الشعب التركماني في سوريا حافظ على وجوده رغم سياسة الإقصاء لأكثر من مئة عام
>> على القيادة السورية الجديدة توحيد المواطنين تحت مظلة الهوية الوطنية
>> أتراك سوريا ودولة سوريا باقيان، والحكومات المتعاقبة تتلاشى
>> تهميش التركمان في العراق بدأ منذ الحرب العالمية الأولى ولم يتوقف
>> التركمان في العراق هم ثالث أكبر مكون، ومع ذلك يعانون من الإقصاء
>> كنت أول رئيس للجبهة التركمانية يكمل دورته الرئاسية بنجاح
>> الجبهة التركمانية والأحزاب السياسية مكملة لبعضها البعض
>> السياسة التركمانية تحتاج إلى فكر موحد وأهداف مشتركة لتحقيق التقدم
>> أدعو إلى تشكيل اتحاد تركماني-تركي لتعزيز العمل السياسي والقومي
التطورات السياسية والعسكرية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، والتي عرضت أولى مشاهدها على مسارح حرب غزة على حساب حياة الفلسطينين في استشهاد آلاف من الأطفال والنساء والرجال وتدمير غزة عن بكرة أبيها، لتكون منطقة منكوبة خارجة عن الحياة، ومن ثم حرب لبنان والأحداث المتسارعة والعمليات العسكرية المتصارعةفي سوريا والتي كانت نتيجتها انهيار نظام بشار الأسد.
إن هذه المجريات السياسية والعسكرية المعدية قد تنتقل لتشمل الدول التي تجمعها حدود مشتركة. كما أن الزاوية الملفتة للنظر في هذه الدول هي أن تجمع في بنيتها الموارد البشرية مختلف الأعراق والمذاهب والطوائف.
ومن خلال نظرية التأثير والتأثر، تذهب هذه الأعراق والمذاهب والطوائف لتاخذ حصتها من هذه الأحداث السياسية، لفتح الستار عن هذه المشاهد لنرى تسلسل الأحداث إقليميا -عراقيا وتركمانيا- نلتقي مع الشخصية السياسية التركمانية ورئيس توركمن قارداشلق أوجاغي ومنظمة إغاثة التركمان المستقلة والرئيس الأسبق للجبهة التركمانية العراقية وصاحب كتاب "فكر الإنقاذ"، الأستاذ المحامي صنعان أحمد أغا.
وكان لموقع "180 تحقيقات 180" هذا الحوار معه:
كيف تقرأ الأحداث في سوريا وانهيار نظام بشار الأسد من حيث التأثيرات الإقليمية والدولية؟
سورية هي الأخرى من إحدى الدول التي تم رسم حدودها من قبل الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى، حال قيامهم بتقسيم جغرافية الإمبراطورية العثمانية إلى دول و إمارات صغيرة ذات مكونات مختلفة من حيث العرق والدين والمذهب والفكر السياسي، التي تكون خير وسيلة لتمرير سياسة إذلال القادة والحكام الموالين وغير الموالين لهم بكافة الطرق المخالفة لأبسط حقوق الإنسان وحق المواطنة، وذلك عن طريق الهيمنة الاقتصادية والعسكرية التي فرضوها على الدول والشعوب التي تعمل من أجل التحرر من بطش المحتل الذي جعل من الأمم المتحدة نادٍ لحماية مصالح القوى المتمتعة بحق الفيتو.
وخدمة لمصالحهم جعلوا بناء تلك الأنظمة التي أسسوها بناءً هشا، يتم إسقاطها كلما تتطلب مصالح تلك الدول التي أنشأتها وتتبنى حمايتها. النظام السوري لم يكن سوى دولة هشة من بين تلك الدول التي ألحقت بسابقتها بشكل متوالي ومدروس.
وبالنسبة إلى القادة الجدد في سوريا، عليهم العمل على توحيد جهود أصحاب الإرادة الحرة، تحت مظلة الهوية الوطنية من الذين يعملون من إجل إعلاء الوطن وروح المواطنة الصالحة لدى المواطنين على حد سواء دون تفرقة أو تميز بين كافة المواطنين المخلصين، بالشكل الذي يعيد الثقة المتبادلة بين الشعب والحكومة بشكل مدروس. وعندها يخطون الخطوة الأولى التي تمكنهم من خلق الأمر الواقع للنهوض مثلما قام بها شعب اليابان الذي أذهل العالم رغم إلقاء القنبلة الذرية عليهم. ونحن نرى بأن شعب سوريا والقيادة الوطنية الجديدة أهل لذلك فيما لو استمروا على النهج الوطني الذي يعلنون عنه، ويجعلون من الهوية الوطنية المظلة الحقيقية لجميع المواطنين على حد سواء دون تهميش أية طرف لصالح الطرف الآخر.
تعلمون بأن سوريا تحتضن -منذ عصور- الشعب التركماني.. فكيف يمكن للشعب التركماني في سوريا أن يكون ضمن المعادلة السياسية السورية؟
إذا تمكن القادة الجدد من إنقاذ أنفسهم والشعب السوري التي تغذى على سموم التعصب القومي الأعمى والتطرف الشوفيني الذي نال من وحدتهم الوطنية، وتشافوا من سموم العداء للشعب التركي وتركيا، التي زرعها الحلفاء المنتصرون قبل وخلال وبعد الحرب العالمية الأولى، فتحالف معهم الشريف حسين بن على ضد الإمبراطورية العثمانية والعنصر التركي عن طريق إثارة التعصب القومي، تحت غطاء وجوب إشغال العرب موقع الخلافة الإسلامية زورا وبهتانا على دستور الإسلام الذي هو "القرآن الكريم"، وبعد انتهاء مهمتة المشينة التي أنيط به من قبل الحلفاء تم نفيه إلى قبرص.
هناك فصائل تركمانية مسلحة شاركت مع هيئة تحرير الشام في المعارك الأخيرة، فهل تعتقد أن هناك قوى دولية تستطيع أن تهمش الشعب التركماني السوري في المعادلة السياسية؟
الشعب لا يموت، ورغم أن جميع الاجراءات المخالفة لحقوق الإنسان وحق المواطنة تم ممارستها بحق التركمان وبأبشع حالاتها في سوريا منذ أكثر من مائة سنة، فإن التركمان تمكنوا من الحفاط على لغتهم ووجودهم القومي والوطني.
وعلى القيادة الجديدة للحكومة السورية فتح صفحة وطنية صادقة توجب على الحكومة والشعب قبول التظلل بظلال الهوية الوطنية بالعدل والمساواة في المسيرة النضالية الجديدة في معالجة القوات المسلحة العاملة لإنقاذ الوطن للتركمان، مثلما يتم معالجة القوات المسلحة العائدة للقادة الجدد بالشكل الذي يوحد الجميع ضمن القوات المسلحة التي تمثل الوطن، ويكون ولائها للحكومة الوطنية التي يبنى عليها كيان الدولة الموحدة. وبعكس ذلك فأتراك سوريا ودولة سوريا باقيان، والحكومة تتلاشى كما تلاشت الحكومات السابقة. والكلام لمن يتعظ.
ننتقل إلى الشؤون التركمانية العراقية، جناب الرئيس، منذ 2003 هناك تهميش وإقصاء للشعب التركماني من المعادلة السياسية العراقية، ما هي الأسباب والعوامل؟
من المعلوم بأن ستراتيجية قوة التحالف المنتصرة في الحرب العالمية الأولى كانت -ولاتزال- يتم ممارستها من قبل القوى التي تغذت على سموم التعصب والتطرف المبني على تعميق العداء للشعب التركي أينما كان، ومنهم العراق.
وبذلك، أصبحنا نحن التركمان –أتراك العراق- عرضة لسياسة التهميش المبني على عرقلة النهوض الثقافي والاقتصادي والسياسي وعملية تفتيت التماسك الاجتماعي والتهميش المتعمد والمدروس، رغم امتداد وجودنا في العراق إلى عهد بني جلدتنا السومريين، كما نأتي من حيث الكثافة السكانية في المرتبة الثالثة على مستوى العراق والثانية على مستوى إقليم كوردستان العراق، لا لذنب اقترفناه بل لمجرد مشاركة أجدادنا في الحرب العالمية الأولى ضد قوى الحلفاء منذ أكثر من مائة عام. ولقد بينت ذلك في كثير من المقابلات المسموعة والمرئية والبيانات المعلنة والكتب التي كتبتها وآخرها كتاب "فكر الإنقاذ".
تعلمون حضرتكم بأن هناك شخصيات سياسية تركمانية بارزة في الساحة السياسية العراقية ومنذ التسعينيات من القرن الماضي. ما هي أسباب تغيب هذه الشخصيات عن الساحة السياسية التركمانية؟
السؤال المطروح أمر متعلق بالسادة الكرام المعنيين به، ومن المنطق والأصول الاجتماعي والسياسي أن يتم التباحث معهم حول ذلك. وبقدر تعلق الأمر -بوجهة نظري- فإن أبناء شعبي جميعا متفاعلين مع المبادئ المصيرية روحيا كل من موقعه، ومدافعين عن حقوقهم القومية والمبادئ الوطنية ولا يمكن اعتبار أي فرد منا مهمش في مسيرة النضال القومي.
كما أن رواد مسيرتنا النضالية كانوا ولايزالون الأم والأب اللذان علموننا اللغة والتراث الفولكلور والتاريخ الحقيقي وغير المشوه في الكنف العائلي جيلا بعد جيل، وما حاملو الراية القومية والسياسية سوى طلاب تعلموا على أيدي والديهم منذ الوهلة الأولى وبشكل عام. ونحن شعب متحد روحيا في مبدأ إثبات الوجود القومي المتحضر غير المتطرف، وبالشكل الذي يليق بشعبنا رغم الاختلاف الحاصل في وجهات النظر وطريقة العمل من أجل تحقيق الهدف المنشود. ألم ترى جذع الشجر يحمل مئات الأغصان وآلاف الأوراق وتثمر نفس الثمرة وإن تم تطعيمها مع غيرها.
منذ تأسيس الجبهة التركمانية العراقية، تولى عدد من السياسيين التركمان مهام رئاستها، وحضرتكم كنت من الرؤوساء البارزين في الجبهة التركمانية العراقية.. كيف تقيمون ثقلها السياسي عندما كانت مركزها في أربيل وبعد نقل الرئاسة إلى كركوك وحجم علاقة الجبهة التركمانية مع الحكومة المركزية في بغداد؟
بما أن الوضع السياسي المهيمن على الساحة العراقية عبارة عن صراع بين القوى الدولية والمحلية، اضطر الجميع للتفاعل مع الصراع من أجل بناء دولة مؤسسات تخدم الشعب والوطن. عليه، أصبح التركمان والجبهة التركمانية العراقية السفينة التي تبحث عن سبيل تصلها إلى مرفأ أمن بسلام بين الأمواج المتلاطمة.
كنت من بين الهيئة المؤسسة في تشكيل الجبهة التركمانية العراقية بصفة رئيس "توركمن قارداشلق أوجاغي" من بين تسعة أعضاء، ثلاثة منهم أتراك أربيل والستة الآخرين من أتراك كركوك، وسأتحفظ على عرض أسمائهم الكرام لعدم أخذ موافقتهم على ذلك.
وبعد إتمام الهيكلية وتسمية مسؤولي الدوائر، ارتأينا -نحن ممثلو "أوجاغ"- البقاء خارج مؤسسات الجبهة رغم استمرارية تقديم الدعم لهم باعتبارها أكبر مؤسسة قومية في الداخل والخارج.
وبحكم الصراع السياسي والدولي السائد على الساحة، تعرضت الجبهة إلى "مطبات" مثلها مثل باقي القوى السياسية إلى سنة 2000 م، التي انتخبت فيها خلال المؤتمر الثاني لموقع رئاسة الجبهة التركمانية العراقية واستمرت رئاستي إلى سنة 2003 م، ثم كان المؤتمر الثالث للجبهة، وعندها لم أقدم نفسي لرئاسة الجبهة مرة ثانية رغبة مني على أن يسود عرف تغير السلطة بشكل طوعي، مع العلم بأني كنت أول رئيس للجبهة يكمل سنوات الدورة الرئاسية، التي هي ثلاثة سنوات بين كل دورة. وكما شغلت موقع رئاسة توركمن أوجاغي، التي منحت أجازة تأسيسها بتاريخ 31 / 12 / 1974 إلى سنة 1996.
إن مسيرة الجبهة التركمانية العراقية و"توركمن قارداشلق أوجاغي" والحزب الوطني التركماني، الذين عملوا على الساحة السياسية معلوم بكافة تفاصيلها. وإني أمين على أن يكون أرشيفكم مكتظة بتفاصيل اللأجوبة للسؤال التي طرحتموها علينا حول الموضوع، باعتباركم الصحفي والإعلامي والباحث في شؤون التركمان والمتفاعل مع تفاصيل الأمور القومية والسياسية. ومن الأفضل أن تقوموا بجرد الأرشيف الذي لديكم وإجراء تقييم الصعود والنزول الذي تظهر بكل وضوح لسنوات الانتعاش والانكماش.
كيف تجدون النشاط السياسي للأحزاب السياسية التركمانية وعملها مع الجبهة التركمانية؟
جميع الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية التركمانية والجبهة التركمانية العراقية هم قوى مكملة لبعضهم الآخر، وأملي أن يتفاعلوا أكثر مما هم عليه الآن.
تعلمون بأن العمل السياسي يشمل الفكر والعمل التطبيقي للسياسة، كيف يمكن تطبيق ذلك على السياسة في الساحه التركمانية؟
جواب السؤال المطروح مبين في مبادئ "فكر الإنقاذ" والمتضن على: "كن من تكون وأينما تكون يكفي أن تكون مع المبادئ والأهداف".
ما هي مقترحاتكم لمستقبل السياسة التركمانية؟
تشكيل اتحاد باسم "الاتحاد التركماني – التركي" على غرار الاتحاد الأوربي.