- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
يلمان زين العابدين اوغلو يكتب: السياسة الخارجية التركية تجاه العراق في ظل وزير الخارجية الجديد هاكان فيدان
يلمان زين العابدين اوغلو يكتب: السياسة الخارجية التركية تجاه العراق في ظل وزير الخارجية الجديد هاكان فيدان
- 15 أغسطس 2023, 2:37:07 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
منذ عام ٢٠١٧ وخلال تعامله مع الملف العراقي واختياره التنظيم المناسب لكل ملف من ملفات التي تخص المكونات السياسية العراقية الشائكة وتسخير خبرته السياسية والاستخبارية في انشاء بروتوكولات مع صناع القرار العراقي ومن ثم تخطيطه في وضع المنهجيات الدبلوماسية لبناء القواعد الدبلوماسية الثابتة في المشهد السياسي العراقي وذلك لترسيم خارطة الطريق السياسة التركية في العراق يقتضي على هاكان فيدان وزير الخارجية التركي الجديد اجتياز التغيرات والتحديات الجديدة في صياغة السياسة التركية تجاه العراق .بعد فوز الرئيس اردوغان في الانتخابات مايو ٢٠٢٣ اكتسبت السياسة التركية القدرة على التطور في مختلف الميادين السياسية ، الامنية.الاقتصادية والثقافية وذلك في سياق دبلوماسية هاكان فيدان الذي يمتاز بخبرته في تقنية السياسة والاستخبارات وتحديد عناصر استراتيجية تركيا تجاه العراق .ان استراتيجية تركيا تجاه العراق التي تضم ملفا معقدا قد حددت فيها الاهداف المركزية تقع في مقدمتها الامن الجيوسياسي وضمان الامن الاقتصادي.ان الشؤون التركية في العراق منذ ٢٠٠٣ قد تناوبت في ادارتها مختلف الموسسات التركيةإبتداء من الموسسة العسكرية ومرورا بالخارجية التركية وانتهاء بجهاز المخابرات التركية .ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قد احكم عملية صنع القرار بين يديه منذ عام ٢٠١٧ عندما تولى هاكان فيدان بصفته رئيسا لجهاز المخابرات التركية ملف الشؤون الخارجية للجمهورية التركية مما اهله بتعين فيدان وزيرا للخارجية التركية .وهنا سوال يطرح نفسه ماذا سيكون دور رئيس جهاز المخابرات الجديد الدكتور ابراهيم قالن ؟هل سيكون التعامل مع الملف العراقي مشتركا بين جهاز المخابرات والخارجية التركية ام بالتنسيق بين المؤسستين ؟وهنا لابد من ذكر ولايمكن ان نمر مرور الكرام بدون ذكر من ان خلال السنوات الماضية اشرف فيدان على مختلف القنوات السياسية والاكثر حساسية تجاه العراق بصفته رئيس جهاز المخابرات ولعب دورا رائدا في صياغة سياسة الاستخبارات والامن التركي .
وبالتنظيم الاستخباراتي والعسكري حقق فيدان نتائج مثمرة في توجيه الضربات القاصمة لعناصر منظمة pkk مستهدفة قادة وفصائل متحالفة مع Pkk في سنجار ومخمور .كما تمكن هاكان فيدان من تأطير الاساليب الدبلوماسية والاستخباراتية في توطيد صلاته مع الجهات البيروقراطية في العراق .حيث بنى علاقات وثيقة مع السياسيين من السنة والاكرادو بعض القادة من الاحزاب الشيعية ، وعلى مايبدو انه اي هاكان فيدان تمكن خلال السنوات المنصرمة من تقوية علاقته مع رئيس الحشد الشعبي فالح فياض وقد التقى معه في احدى زياراته الى بغداد.ولكن مثلما ذكرت في المدخل الى هذا المقال يقتضي على وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اجتياز التغيرات والتحديات التي حدثت في العراق حيث ان حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قد تشكلت بالدعم واسناد الاطار التنسيقي الشيعي الذي تشكل في شهر اذار سنة ٢٠٢١ويتضمن في هيكليته إتلاف دولة القانون بزعامة. نوري المالكي ،تحالف الفتح بزعامة هادي العامري ،حركة العطاء وحزب الفضيلة بالاضافة الى تحالف قوى الدولة بزعامة عمار الحكيم وحيدر العبادي.واستنادا الى القياسات السياسية والدبلوماسية في نظريات علم السياسة التي لاتحتاج الى فرضيات بل هي بديهيات لاتحتاج الى برهان ،وهذه القياسات هي:
١-تمتين الاتصال السياسي
٢-توسيع المساحة. السياسية
٣-ضمان استمرارية الشركاء الرئيسيين لتحقيق التوازن في المصالح التركية - العراقية
٤-النظرة الشمولية الى الجوار العراقي ونسبة نفوذهم في الساحة العراقية مع الحفاظ على السيادة العراقية ..
وهنا يبرز جليا اهمية منطق ومنهج فلسفي للفيلسوف الالماني جورج هيجل (١٧٧٠-١٨٣٨) في ( الديالكتيك ) المشتق من اللفظاليوناني والذي يعني (التقاءالناس للمحاورة)،ولما كان الهدف الحوار هو الاقناع ولا اقناع بدون برهان واضح لذلك اعتبر الديالكتيك فن البرهان وكمنهج فلسفي يرى هيجل كل شي في حالة تغير وصيرورة .وانطلاقا من هذا المنهج الفلسفي الواقعي يقتضي على وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الذي بني مهارته السياسية في فن السياسة والاستخبارات اعادة التفكير في الشأن العراقي بشكل شمولي لان هذه العملية تجمع بين الفكرة والسياسة .وبدوره يتمكن الرئيس التركي اردوغان اعادة التفكير في عددمن القضايا المختلفة والتحول الى سياسات اكثر تركيزا وفتح افاق سياسية مع الاحزاب الشيعية المتنفذة في السلطه لموازنة المصالح التركية .كما ان تنويع شبكات العلاقات التركية في العراق واعادة تأسيس المفاوضات مع صناع القرار في السلطه تؤدي الى التوسع في السياسة التركية وكبح تهديد منظمة PKK الارهابية في العراق ضد تركيا .واما في الملف الكردي فان تركيا تربطها علاقات جيدة مع حزب الديمقراطي الكردستاني في حين كانت علاقة تركيا مع حزب الاتحاد الوطني. الكردستاني المقرب من ايران ، متوترة منذ فترة طويلة وكان هذا واضحا في اعقاب هجوم المسيرات التركية في ابريل ٢٠٢٣ بالقرب من مطار السليمانية والذي استهدف قافلة من العسكريين تضمنت شخصيات في قوات سوريا الدمقراطية والمتحالفة مع منظمة Pkk الارهابية .في اعقاب هذا الهجوم قام بعض المسؤولين في الحكومة التركية بزيارة السليمانية لتهدئة الامور وشكلت هذه الزيارة تحولا محوريا في السياسة التركية في شمال العراق .وحسب النظريات السياسية تقتضي على السياسة التركية ان تمتاز بالتوازن في علاقتها مع الحزبيين الكرديين في شمال العراق.لان تحقيق هذا التوازن في علاقتهامع الحزبيين الكرديين تجلب لتركيا ربحا سياسيا، اولا: العلاقة الحسنة بين بغداد وانقره .ثانيا كبح تهديد pkk الارهابية .وعلى ما يبدو ستكون اهداف هاكان فيدان على المدى القريب والبعيد منع تدهور الاستقرار الكردي الداخلي والقضاء على المنظمة الارهابية في شمال العراق .فان الدور التركي يكون كوسيط وعامل استقرار في الاقليم وسيكون اكثر اهمية من اي وقت مضى.واما في تحقيق التوازن في المعادلة السياسة السنية، فان تركيا بحثت سابقا في بناء علاقات سنية-سنية وتشجيع المكونات السنية في الانضمام الى العملية السياسية في العراق بما في ذلك انتخابات اكتوبر ٢٠٢١عندما عقد هاكان فيدان بصفته رئيس المخابرات التركية اجتماعات مختلفة في تشكيل تحالف السيادة السني حيث تمكنت تركيا من اقناع خميس الخنجر ( رئيس تحالف العزم ) ومحمد الحلبوسي زعيم حزب التقدم بتشكيل تحالف السيادة والذي اصبح جزءا من ادارة الدولة .ولكن هناك مخاوف تركية من حدوث الانقسامات داخل البيت السني ولكن براعة هاكان فيدان السياسية والدبلوماسية ستكون في الحفاظ على الوضع السني الراهن لعرقلة حدوث بعض الانقسامات وعلى سبيل المثال انباء تحدثت عن ابعاد الحلبوسي من رئاسة البرلمان وعلى الرغم من ان الحلبوسي قد يكون ليس بالضرورة اقرب حليف لانقره .ولكن استقالته قد تؤدي الى تعطيل السياسة التركية في العراق ولهذا سيكون محط تركيز فيدان هو الحفاظ على الجهد السني الموحد .ومن بين مهماته الدبلوماسية والسياسية تجاه الملف السني سيعمل هاكان فيدان في تقوية المكونات السنية في الفترة تسبق الانتخابات المحلية ومن المقرر اجراؤها في ديسمبر ٢٠٢٣.وعلى ضوء المنطق السياسي يمكننا القول بان تركيا حريصة على الاستثمار الاقتصادي في العراق عامة وفي المناطق السنية خاصة .ولكن على تركيا اختيار شركائها الكفوئين في السياسة لتحقيق الاستثمار الاقتصادي .