يديعوت أحرونوت: بلا كوابح الصراع يعود الى الشارع

profile
  • clock 25 مارس 2025, 9:28:27 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
نتنياهو

يديعوت أحرونوت - ناحوم برنياع

كان مكتظا أمس في ميدان هبيما وفي الشوارع المجاورة. لم يكن فرح في المظاهرة رغم الطبل والزمر؛ ولئن كان غضب فقد كان مكظوما. لكن كان امتثال مكثف للنواة الصلبة، خطوة بداية لسلسلة اعمال احتجاج يومية، راديكالية اكثر وراديكالية أقل.

ان استئناف المظاهرات الكبرى هو بشرى طيبة لكل من يخشى على وجود "إسرائيل" كدولة حرة. والمقارنة بين "إسرائيل" والولايات المتحدة يجب أن يملأنا بالفخار. ففي أمريكا يتولى رئيس يتآمر على الدستور وعلى اللعبة الديمقراطية. نصف أمريكا ترد بقلق لكن حاليا احد لا يخرج الى الشوارع. اما عندنا فالشوارع آخذة بالامتلاء.

حكومة "إسرائيل" الحالية ورئيسها اكتسبا باستحقاق كل المظاهرات ضدهما، تلك التي كانت وتلك التي ستأتي. يمكن حتى القول ان هذا هو الامر الوحيد الذي اكتسباه باستحقاق. لكن ها هي الشوكة: المظاهرات تكون فاعلة فقط عندما تكون مؤلمة للحكام. اذا لم يكن ألم فلا يكون خوف، لا يكون لجام، لا تكون كوابح.

نتنياهو اليوم، كما يخيل، محرر من الألم. هذا ليس نتنياهو 2011، الذي بحث من تحت الأرض عن حل يهديء احتجاج روتشيلد الذي قلب العالم من أجل نبأ إيجابي في موقع “واللا”، لم ينم في الليل بسبب هبوط 1 في المئة في الاستطلاعات. هو رجل آخر: ما يشعر به الإسرائيليون صغير عليه. هو واثق بانه مع نصف الشعب يعرف كيف يتدبر حاله؛ اما النصف الثاني فهو يمقته. هم جزء من مؤامرة خبيثة تسعى لتصفيته.

لا سبيل لايلامه لان كل ما يؤلم رؤساء الوزراء لم يعد يؤلمه. هو ينظر الى عشرات الاف المتظاهرين الذين يهتفون “احتقارا” حين يرون صورته على الشاشة وهذا لا يؤلمه. ان يأتي مئات الالاف للتظاهر ضده – هذا أيضا لا يؤلمه؛ ان يعلن اضراب عام في الاقتصاد يكلف مئات الملايين – هذا لا يجعله يتراجع. المال لا يؤلمه – طالما كان هذا مال الدولة؛ قرارات محكمة العدل العليا كانت ذات مرة تؤلمه. في اللحظة التي اعلن فيها انه لن ينفذ قرارات محكمة العدل العليا انقضى الألم.

اخفاق 7 أكتوبر لا يؤلمه: فقد اقنع نفسه بان هذا هو اخفاق الاخرين: مصير المخطوفين وعائلاتهم لا يؤلمه: هو ألم الاخرين. المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قال في نهاية الأسبوع ان نتنياهو لا يرى أولوية في تحرير المخطوفين. وأضاف نصف احتجاج: نتنياهو يعمل هكذا بخلاف الرأي العام في إسرائيل. ويتكوف لا يفهم انه في عالم نتنياهو الجديد الرأي العام هو موضوع هامشي.

نتنياهو تحرر من الألم في ضوء ما يحصل في المطلة، في الغلاف، في الجيش، في الشباك، في جهاز القضاء، لا يؤلمه: مثل ترامب اقنع نفسه بان كل من يتبوأ وظيفة هو دولة عميقة، كلهم ضده. يجب اقالتهم، الثأر منهم وليس اشفاء آلامهم.

التحرر من الألم هو قوة. هو يسمح للحكومة بان تدفع قدما بانقلابها النظامي في ذروة الحرب وان تستغل الحرب كي تسكت المعارضة وتسرع الانقلاب. هكذا تصرف موسوليني في إيطاليا بنجاح لا بأس به. هكذا تصرف فرانكو في اسبانيا. نتنياهو، كما درج على القول، يعرف التاريخ.

لبيد وغولان، الخاطبان المركزيان في المظاهرة في هبيما، دعيا الى العصيان. كل بطريقته. لم يشرحا كيف يتم هذا، ماذا نقول بالضبط لموظف تقدير الضريبة، للشرطي، للقائد في الجيش. منذ اليوم يوجد في جيش الاحتياط رفض هاديء، بشكل عام لاعتبارات شخصية وضغط اقتصادي وعائلي لكن أيضا بسبب تملص الحريديم والحرب التي لا نهاية لها. فهل هذا يؤلم نتنياهو وحكومته؟ حاليا لا. هم يعملون وكأن المقاتلين هم مقدرات غير محدودة. للسعوديين يوجد نفط، لحكومتنا يوجد جنود.

نتنياهو تعلم من ترامب قوة الاصبع في العين: اذا كان نصف الإسرائيليين يتألمون لاقالة المستشارة القانونية للحكومة، فان النصف الثاني سعيد لان يروهم في ألمهم. اقالة المستشارة تستهدف تحرير الحكومة من إمرة القضاء. الأغراض هو العلاوة. هو ينجح على نحو رائع على القاعدة. افقأ لنا عينا واحدة، يطلب البيبيون. اذا فقأت للطرف الآخر العينين ستجعلنا سعداء.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)