تكبير الخط تصغير الخط

أطلق المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرًا تحذيرًا شديد اللهجة بشأن تدهور أوضاع المفقودين في قطاع غزة، نتيجة الحرب المستمرة التي يشنّها الاحتلال الصهيوني، مؤكدًا أن الواقع الإنساني يزداد مأساوية يومًا بعد يوم، في ظل الحصار والتدمير الواسع وغياب الإمكانيات اللازمة للبحث والإنقاذ.

جثث تحت الركام ومئات الأطفال في عداد المفقودين

وقال المركز في بيان صدر عنه إن الحرب تسببت في دمار واسع النطاق، أدى إلى دفن أعداد كبيرة من الضحايا تحت أنقاض المباني المدمرة، دون توفر أي إمكانيات مناسبة لانتشالهم، خاصة مع استمرار القصف ومنع دخول المعدات الثقيلة.

وأكد المركز أنه يتابع يوميًا تقارير ميدانية تشير إلى تزايد أعداد المفقودين، وعلى وجه الخصوص الأطفال، الذين فُقد أثرهم إثر استهداف منازلهم بالقصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي. وأضاف أن بعض المناطق المنكوبة لم تصلها حتى الآن أي فرق إنقاذ، ما يفاقم من الكارثة.

الحصار يعيق جهود الإنقاذ والبحث

وحذر المركز من أن استمرار الحصار الصهيوني المشدد، ومنع دخول الفرق المختصة والمعدات الفنية الثقيلة، يحول دون تنفيذ عمليات البحث والإنقاذ بالشكل المطلوب، مؤكدًا أن هذا الوضع يستوجب تدخلاً دوليًا فاعلًا وفوريًا لإجبار الاحتلال على الكشف عن مصير المفقودين، أو على الأقل تسهيل وصول الطواقم الطبية والإنسانية.

آلاف الملفات ما زالت مفتوحة

وأشار المركز إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أغلقت ملفات 4,000 حالة فقط، بينما لا تزال آلاف الحالات الأخرى مفتوحة ومجهولة المصير، في ظل غياب الشفافية، وتردي الأوضاع الميدانية والإنسانية.

دعوة لتحمّل المسؤولية الدولية

وانتقد المركز بشدة ما وصفه بـ"صمت المجتمع الدولي" و"تخاذل المؤسسات الإنسانية ذات الصلة"، محذرًا من أن هذا الصمت قد يرقى إلى درجة التواطؤ مع سياسات الاحتلال. وطالب منظمات مثل اليونيسف والصليب الأحمر بتحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية تجاه الضحايا، لا سيما الأطفال والنساء.

عملية إنسانية دولية عاجلة

وفي ختام بيانه، دعا المركز إلى إطلاق عملية إنسانية دولية شاملة وفورية، تهدف إلى الوصول الآمن لمناطق القصف، وانتشال الجثث، والكشف عن المفقودين، وتقديم الدعم الفني واللوجستي للفرق المحلية، في ظل عجز الإمكانيات وارتفاع أعداد الضحايا بشكل يومي.