- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
هلال نصّار يكتب : التكنولوجيا الحديثة ما بين الغزو الفكري والانحراف السلوكي وآثارهما على الجيل
هلال نصّار يكتب : التكنولوجيا الحديثة ما بين الغزو الفكري والانحراف السلوكي وآثارهما على الجيل
- 27 فبراير 2022, 12:46:19 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
إن الجيل المسلم الصاعد يعد سبباً لتأخر الأمة أو تقدمها، في المجتمعات العربية والإسلامية بسبب دخول تيارات ثقافية غربية تعمل على هدم المجتمع وطمس الأخلاق الحميدة والإدمان على الأفلام الهابطة وتفشي ظواهر الانحراف السلوكي كمتعاطي المخدرات أو ممارسة أعمال مخلة بالقانون من شأنها الإطاحة بمستقبل الأمة هل تساءلتم كيف يحدث كل هذا وما هي الأسباب؟
فمن الأسباب المؤدية إلى ضياع الجيل وهزيمة الشباب أو المراهقين هي الفراغ، وهنا نستحضر حديث رسول الله ﷺ عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال: "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحةُ، والفراغُ" وقال الشاعر: إن الشباب والفراغ مفسدة للمرء أي مفسـدة، والحل لهذه المشكلة هي الحذر وعدم الخوف أو الإحراج من قبل الآباء لطرح هذه الأفكار وأمرهم بتجنبها وأيضا من الحلول التي تساهم في تجنب أن يكون الجيل ضحية لـ الغزو الفكري هي قراءة الكتب التاريخية مثل كتاب (مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ)،
فعندما يجد هذا الجيل الصاعد أن هناك عظماء في هذه الأمة يعلم أن الإسلام دين البطولة والعز، هذا الكتاب الرائع الذي إذا قرأه كل مراهق وشاب مسلم تكون حينها الأمة مدركة بتاريخها المصنوع من الذهب، وبالتالي يُصنع مستقبل مشع يُرفع فيه رايات الإسلام المجيدة وتكون كلمة الله هي العليا.
لماذا نحن المستهدفون؟
قد يلجأ الغزاة إلى التعمّق في أمة ما يستهدفونها، ودراسة تاريخهم وحاضرهم واكتشاف نقاط الضعف واستغلالها ومواطن القوة والعمل على إضعافها وزعزعتها بالاعتماد على وسائل غير مباشرة، ذلك السبب الرئيس وراء مهاجمة الغرب واستهدافهم للجيل المسلم هو أن العقل في فترة المراهقة يتأثر في أي شيء فإذا رأى شيء يقنعه من الممكن أن يقتنع بهذه الأفكار وضمن الطرق التي يغزو بها الغرب هو السلاح الذي يهدم ويبني دول بلا سفك للدماء وهو الغزو الفكري والذي يعد من أبشع وسائل الغزو، هذا الغزو يبني ويهدم أمم و يُشير إلى أنّه تطلّع أمّة ما إلى محاولة بسط نفوذها وسيطرتها على أمّة أخرى والاستيلاء عليها للتحكم بها وتوجيهها نحو طريق معين، يُعّد الغزو الفكري أكثر خطورةً وأعمق تأثيراً من الغزو العسكري وذلك نظراً لتركيزه على استهداف سلوك وعقيدة الفرد وأفكاره وأخلاقه،
وبالتالي ضياع أمته بأسرها نتيجة انتقال عدوى الغزو الفكري بطريقةٍ واسعة وذلك لاعتبارها ذات تأثير قوي جداً، حيث يبدأ بالتفشّي بجسم الأمة المستهدفة شيئاً فشيئاً دون الشعور بذلك، فيبدأ بتحقيق مبتغاه وأهدافه، فيقع الأفراد ضحية هذا الغزو وينقادون له ولأفكاره لتحقيق أهدافه المنشودة وبذلك تصبح الأمة مسيطر عليها فكرياً، ومن الجدير ذكره أنّ الغزو الفكري يُدمّر البنية التحتية لسلوكيات الأفراد في أمة ما، ويُشار إلى أنّه يستهدف غالباً الأمم المسلمة سعياً لتحقيق انسلاخها عن عقيدتها وطريق الحقّ ودثر الهوية الإسلامية وتشويهها،
من خلال تلبية شهوات الإنسان، واستباحة كل ما هو ممنوع ومحرّم، وإقناعه بالتدريج بالتخلّي عن أخلاقه وعاداته وتقاليده تحت بند الحضارة والحرية الشخصية لتمجيد اللغات اللاتينية وإضعاف اللغة العربية، والرغبة بإرجاع الشعوب المسلمة إلى زمن الجاهلية، إجبار غير مباشر لضياع الجيل واعدام دور التعليم بوضع كتب المستشرقين بيدي الطلبة، والقضاء على تاريخ الإسلام وعظماءها، وتهميش جهود العلماء المسلمين العرب.
• الغزو الصليبي: قام الصليبيين باتباع أساليب معيّنة من خلال الدراسات والاجتماعات الخاصة التي تؤثّر بشكل مباشر على عقل الشباب المسلم والسيطرة عليهم وإفساد الأفكار الراسخة واستبدالها بأخرى زائفة.
• الغزو الصهيوني: يسعى بنو صهيون إلى القضاء على المسلمين ونشر الزعزعة في نفوسهم وإثارة الفتن بين المجتمعات المسلمة، فيُركّزون بالدرجة الأولى على الأخلاق والعقيدة.
• الغزو الشيوعي الإلحادي: تمكّن هذا النوع من الغزو الفكري من السيطرة على ذوي النفوس الضعيفة وأصحاب الإيمان الضعيف أيضاً وذلك نتيجة سوء التربية والجهل المتفشي.
توصيات في مجال العلاقات الأسرية:
يعد الإنترنت مثل الأدوات الإعلامية الأخرى سلاح ذو حدين، يمكن أن يكون مفيداً جداً إذا عرفنا كيف نستغله أحسن استغلال، وهو في نفس الوقت أداة تخريب للنفوس والأرواح عن طريق المواقع التافهة والهابطة التي لا تجدي بشيء من المراقبة، أو بشيء من التوجيه والإرشاد والتوضيح، لذا يمكن أن نحافظ على مجتمعنا وأبناؤنا من شرورها من خلال تعزيز الحوار الودي بين الآباء و الأبناء، ورفع مستوى الوعي والإدراك لدى الأطفال تجاه ما يمكن أن يصلهم من محتوى غير لائق، وتوعية الأطفال بأهمية عدم إعطاء معلومات شخصية أو بيانات حقيقية أو أرقام هواتفهم وعناوينهم أو حتى عنوان البريد الإلكتروني لأي أحد على الشبكة العنكبوتية دون إذن ذويهم، ومن هنا كان من الضروري أن تواكب التشريعات المختلفة هذا التطور الملحوظ في الجرائم المعلوماتية ؛ فالمواجهة التشريعية ضرورية للتعامل من خلال قواعد قانونية غير تقليدية لهذا الإجرام غير التقليدي، كذلك مواجهة التعامل بشكل عصري ومتقدم مع الجرائم المختلفة التي يأتي في مقدمتها بناء ونشر برامج فيروسات الحاسب الآلي والدخول غير المشروع علي الشبكات، والتحايل علي نظم المعالجة الآلية للبيانات وإتلاف البرامج وتزوير المستندات المعالجة الكترونياً.
التكنولوجيا الجديدة والقانون الدولي الإنساني، أسفرت التطورات التكنولوجية عن ظهور وسائل وأساليب جديدة، ما آثار تحديات إنسانية وقانونية، ومن المهم جدًا عند تطوير أو حيازة سلاح أو وسيلة أو أسلوب من أساليب الحرب لأي دولة أن تقيّم هذه الأساليب للقانون الدولي الإنساني، غير أن تطبيق قواعد قانونية موجودة مسبقًا على تكنولوجيا جديدة قد يثير التساؤل حول مدى كفاية وضوح هذه القواعد، في ضوء الخصائص المميزة لتلك التكنولوجيا، والأثر الإنساني الذي يمكن التكهن به.
الخلاصة: باتت مواقع التواصل الاجتماعي أحد أهم وسائل جمع المعلومات لدى الأجهزة الاستخبارية للاحتلال الصهيوني، كما تسعى مخابرات العدو بشكل مستمر لتغيير أساليبها المستخدمة في إسقاط واستدراج المواطنين، حيث أفادت جميع المؤشرات والمعطيات بأن الوعود الوهمية عبر الشبكة العنكبوتية هي أكاذيب ووعود وهمية، تفضي إلى الإسقاط في حبائل المخابرات دون حصول الشخص الموعود على أية مكتسبات أو تسهيلات، فمن هنا كُن مستعداً ومسلحا بالوعي، فأمامك أعداء ينتظرون منك لحظة ضعف لاسقاطك في وحل الخيانة أو سرقة بياناتك عبر الحاسوب وابتزازك لاسترجاعها، لذا يجب الحذر من نشر معلومات عبرها، قد تشير إلى طبيعة عملك أو ما قد يسبب لك ضرر مادي أو معنوي لاحقاً ويجب التحلي بالوعي الأمني اللازم لكشف وإفشال تلك الأساليب.
رسالتي ليست مناهضة للتكنولوجيا، وإنما هي مؤيدة للتحاور ومؤيدة للروح الإنسانية وعلينا إعادة تقييم ثقافتنا السائدة التي تطالب بكل ما هو أكثر وأفضل وأسرع، كما نحتاج إلى تأكيد أهمية ما نحتاج إليه من أجل تفكيرنا وتطورنا وتحسين علاقاتنا بأطفالنا ومجتمعاتنا وشركاء حياتنا.