هآرتس: لا تقعوا في "وهم" الإنجاز العسكري.. نحن بعيدون عن هزيمة الأعداء

profile
  • clock 4 أكتوبر 2024, 11:09:22 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

هآرتس - مقال: عوزي برعام

نتنياهو يتعافى، يمكن الاختلاف حول هذا الأمر على المدى البعيد، لكن الآن هذه هي صورة الوضع. حسب رأيي، من أجل النضال ضد خطره المتزايد يجب الاعتراف بالحقائق الموجودة الآن أمامنا بعد تصفية حسن نصر الله. من المحظور نسيان أن نتنياهو قال، إن من لا يفهم بالقوة فسيفهم بمزيد من القوة. وهكذا فإن «حزب الله» فهم ذلك بالصورة الأكثر قسوة.

يُعتبر الإضرار الكبير بقوة «حزب الله» العسكرية إنجازاً يجب عدم التعامل معه بتشكك. الحزب هو عدو أيديولوجي يريد محو إسرائيل، حسن نصر الله نفسه كان ممثل هذا التهديد عندما وقف على رأس منظمة عسكرية، لم نتمكن من هزيمتها، من هنا فإن نتنياهو مسموح له التصفيق عن الأيام العشرة الفظيعة بالنسبة للتنظيم ومستوطني إسرائيل الذين يمكنهم تنفس الصعداء.

لكن من المحظور الوقوع في الوهم بأننا في الطريق لهزيمة كل الأعداء الذين هم من الإسلاميين المتعصبين، ولا يتأثرون بتغيير مؤقت في ميزان القوى، من السهل علينا التصرف كمن يشاهدون سراباً في الصحراء، يضمن الهدوء والأمان، ولكن كلما اقتربت منه يبتعد عنك.

لا يوجد سراب في الأمور السياسية، عزز نتنياهو قوته البرلمانية عند انضمام جدعون ساعر للحكومة المتعفنة، ولكن هذا ليس فيه أي تعزيز سياسي، لأن المقاعد المعدومة التي يجنيها ساعر من خلال سلوكه المتعرج لن تشكل أي إسهام حقيقي.

الاستطلاعات التي نشرت بعد النجاح العسكري تشير إلى أن «الليكود»، كحزب، يزيد من قوته فقط على حساب الشركاء المتطرفين، سموتريتش وبن غفير. هذا ليس غريبا، لأن ماي غولان وشلومو كرعي يمثلانهم بشكل صحيح في «الليكود».

مصير الـ 101 مخطوف ليس فقط صراعاً مع قيادة منغلقة القلب تجاه عائلات الاسرى، بل هذا صراع بين روح الكيان الأخلاقية وبين روح الإيمان التي تبحث عن الدعم في أوساط الذين يعملون على المس بالقيم الأساسية التي مكنتنا من العيش معا.

إن ما يحدث في الساحة العسكرية سيؤثر على الوضع في الساحة السياسية، من الواضح أن الإدارة الأميركية تخشى الحرب الشاملة، فهي لا تريدها في الأوقات العادية، وبالأحرى في فترة الانتخابات. ولكن إذا قام نتنياهو بخيانة كلمة الإدارة الأميركية فإن دونالد ترامب يمكن أن يصوره نمراً من ورق، ويدفع بالولايات المتحدة إلى الحرب الشاملة.

من يتم تصويره نمرا من ورق أمام الولايات المتحدة فإنه قد يجد نفسه أمام إدارة تقدر على محاسبة إسرائيل على كل الأكاذيب أثناء الحرب، أيضا فوز ترامب فلا يبشر باستعداد الإدارة الأميركية للتجند من اجل اتخاذ قرارات عسكرية، الولايات المتحدة هي الدولة العظمى الوحيدة التي تقف إلى جانب اسرائيل، ولا يوجد لها بديل آخر، لذلك يجب عليها أن تعتبر التعاون معها مصلحة عليا لدولة إسرائيل.

لن يغير أي إنجاز سياسي وضعنا الموضوعي، يحتاج الوضع الاقتصادي إلى وزير مالية حقيقي وليس وزير مالية يؤمن بأن اليسار العالمي أعلن الحرب علينا، وأن شركة التصنيف الائتماني «موديز» هي ممثلته المباشرة.

نأمل بتسوية إقليمية مع الدول العربية المعتدلة، وعلى رأسها السعودية، هذا لا يعتبر أملا عبثياً، بل يحتاج إلى تغيير شامل في موقف إسرائيل بشأن القضية الفلسطينية.

التعليقات (0)