-
℃ 11 تركيا
-
31 مارس 2025
هآرتس: لا تتطوعوا لحرب سياسية خادعة
هآرتس: لا تتطوعوا لحرب سياسية خادعة
-
28 مارس 2025, 9:11:40 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
هآرتس - آساف اغمون وأوري عراد
الطيار الحربي الون غور، الذي أثبت الشجاعة بمئات الطلعات العملياتية، قام بعمل مدني شجاع عندما قرر عدم التطوع في الاحتياط. لو كنا مكانه لكنا نريد التصديق بأننا سنتصرف بنفس الطريقة. إن ما يمليه علينا ضميرنا لم يكن ليسمح لنا مواصلة القتال في حرب خادعة، غير شرعية تماما، التي يرفرف علم أسود فوقها.
حرب 7 أكتوبر بدأت كحرب لا توجد أكثر عدالة منها. هي جاءت كرد ضروري على عملية لا مثيل لها. وأهدافها – تدمير سلطة حماس وإعادة المخطوفين – كانت أهدافا مناسبة. ولكن من اللحظة التي تم فيها استخدام الجيش ليس من أجل هذه الأهداف، بل من أجل تحقيق أهداف سياسية واضحة، الحرب فقدت الشرعية وأصبحت حرب خادعة.
سيكون هناك من سيتساءلون لماذا يتم استدعاءنا الآن؟ بعد كل ذلك، منذ بضعة أشهر، كانت الاعتبارات السياسية متداخلة في إدارة الحرب. وهم سيشيرون إلى أن الصفقات الخاصة بإعادة الرهائن تم احباطها من قبل نتنياهو الذي امتنع هو نفسه عن مناقشة قضية اليوم التالي، والذي فعل كل ما في استطاعته لإطالة مدة الحرب للحفاظ على حكمه. وسيكون هناك من يشيرون إلى حجم التدمير والتخريب في غزة وقتل عشرات آلاف الأشخاص غير المشاركين، بما في ذلك الكثير من النساء والأطفال، كسبب أخلاقي لرفض استمرار الحرب. هذه بالفعل أمور خطيرة. ورغم ذلك فانه يصعب حتى الآن رؤية بشكل قاطع أن الحرب غير شرعية بشكل واضح.
لكن من اللحظة التي قرر فيها “الحاكم الأعلى” افشال أي تفاوض على المرحلة الثانية في اتفاق وقف اطلاق النار، وأمر بعدم إخلاء محور فيلادلفيا، مع الخرق الواضح لالتزام "إسرائيل" ومواصلة التخلي عن المخطوفين وتركهم لمصيرهم، فانه لم يبق في قلبنا أي شك. هذا هو الخط الفاصل. الآن كشفت بصورة لا يمكن نفيها الأهداف الحقيقية لاستئناف الحرب: إعادة بن غفير إلى الحكومة من اجل المصادقة على الميزانية، وضمان بقاء الائتلاف لفترة طويلة. الآن لا يمكن اعتبار الحرب إلا حرب خادعة وغير شرعية.
وحتى لو كانت عملية عسكرية معينة يمكن أن تظهر مبررة من ناحية تكتيكية، فانه على المستوى الاستراتيجي فان الحرب التي هدفها ضمان بقاء الحكم هي حرب يرفرف فوقها علم اسود. جهات رفيعة في مكتب رئيس الحكومة نتنياهو، يحاولون بيع للجمهور بأنه فقط الضغط العسكري هو الذي سيعيد المخطوفين على خلفية رفض حماس لمواصلة الصفقة. هذا الأمر يشبه من يقتل والديه ويطلب الرحمة من المحكمة بالقول: أنا يتيم.
في هذا المثال من قتل الصفقة هو نتنياهو. إضافة إلى ذلك الادعاء بأن الضغط العسكري سيعيد المخطوفين تبين أنه ذريعة كاذبة، ومحاولة تكرارها هي ببساطة أمر غبي. الـ 41 مخطوفا الذين قتلوا أثناء تواجدهم في الأسر هم شهادة تثير القشعريرة وعار إلى الأبد على جبين من يدعون هذا الادعاء الكاذب.










