من صحافة العدو

هآرتس: إلى متى يسكت العالم وهو يرى "إسرائيل" تفخر بسياسة تجويع أكثر من مليوني إنسان؟

profile
  • clock 20 أبريل 2025, 12:20:29 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
إلى متى يسكت العالم وهو يرى "إسرائيل" تفخر بسياسة تجويع أكثر من مليوني إنسان؟

هآرتس -  أسرة التحرير

الأربعاء، قال وزير الحرب الصهيوني يسرائيل كاتس إنه يتطلع لإنتاج بنية تحتية لاستئناف ضخ المساعدات والغذاء لقطاع غزة. وفي غضون دقائق، تعرض للهجوم من كل صوب بما في ذلك من جانب الوزير بن غفير، والنائب افيغدور ليبرمان، وآخرون. وحتى هيئة عائلات المخطوفين هاجمت كاتس في أن وعد فتح “بوابات الجحيم” على غزة لم يتحقق. أما كاتس فسارع للإيضاح بأنه لم يقصد استئناف المساعدات في الزمن القريب، بل في المستقبل.

هكذا، برعاية حكومة الترهات الإسرائيلية وإدارة ترامب، تطبعت سياسة تجويع أكثر من مليوني إنسان. بينما السنة الأولى من الحرب كانت “إسرائيل” الرسمية لا تزال تدعي بين الحين والآخر بأن الحرب ليست ضد المدنيين في غزة، وأنها تعمل على توريد احتياجاتهم الأساسية. ولكن في الأشهر الأخيرة، أصبح التجويع سياسة معلنة وسبباً للفخار. تقوم هذه السياسة على أساس خطاب شعبوي وكاذب حول العلاقة بين مساعدات لسكان القطاع وقدرة القتال لدى حماس. والنتيجة جريمة إنسانية متدحرجة.

منذ أكثر من ستة أسابيع لم تدخل أي إرسالية غذاء أو دواء أو خيام أو أي مساعدة أخرى إلى القطاع. الثمن لا يدفعه مسلحو حماس، بل مئات آلاف الأطفال والأمهات والشيوخ والفقراء. فحسب استطلاع أجرته منظمات إنسانية في القطاع، أدخل إلى المستشفيات في آذار وحده 5696 طفلاً عانوا من سوء تغذية خطير. برنامج الغذاء العالمي اضطر لغلق كل المخابز التي شغلها في القطاع، وبات ومعظم السكان يعتمدون على وجبة واحدة في اليوم توفرها مطابخ تشغلها الأمم المتحدة. الغالبية الساحقة من سكان القطاع لا قدرة لها على الوصول إلى منتجات غذائية طازجة، بما فيها اللحوم، ومنتجات الحليب والبيض والخضار والفواكه.

ينضم الجوع إلى نقص في المياه النقية، وسكن الخيام، وانهيار شبكات المجاري وجمع النفايات، وتدمير الجهاز الصحي وغيره. كلها مسببات خطورة متراكمة. فالأطباء يبلغون بأن أغلبية السكان تعاني من نقص خطير في السعرات الحرارية والبروتينات والفيتامينات. خبراء إسرائيليون في التغذية يصفون “ضرراً لا رجعة فيه على نمو الأطفال العقلي وأذى لقدرة إنتاج وجودة حليب الأم”. دوليون خبراء في الوفيات حذروا من تفشي الأوبئة والأمراض الجماعية في القطاع، والأمم المتحدة وصفت الوضع الإنساني في غزة بأنه الأخطر منذ بداية الحرب.

إن المعاناة والموت اللذين تتسبب بهما سياسة التجويع في غزة لا يدفعان قدماً بأي من أهداف الحرب. فموت الأطفال بسوء التغذية والأمراض لن يؤدي إلى تحرير المخطوفين أو إلى تقويض حماس. على “إسرائيل” ضخ المساعدات إلى القطاع فوراً، وعلى دول العالم الضغط على “إسرائيل” بكل وسيلة لإجبارها على ذلك.

المصادر

هآرتس

التعليقات (0)