- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
نبيل السهلي يكتب: صورة الفدائي الفلسطيني بين اليوم والأمس
نبيل السهلي يكتب: صورة الفدائي الفلسطيني بين اليوم والأمس
- 25 أبريل 2023, 2:47:01 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية في الأول من كانون ثاني /يناير 1965 وعلى امتداد مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني المستمرة كان للفدائي الفلسطيني ولايزال رمزية خاصة في وجدان الشعب الفلسطيني في داخل فلسطين التاريخية والمهاجر القريبة والبعيدة.
والفدائيون الفلسطينيون مجموعات عسكرية فلسطينية سعت وتسعى لتحرير فلسطين وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم فلسطين وهو أمر مشروع كفلته كافة الشرائع الدولية.
تحولات المشهد
ثمة عوامل موضوعية دفعت إلى تغيير ساحات المواجهة المباشرة مع المحتل الصهيوني، وقد انطلقت العمليات الفدائية من الأردن ولبنان بعد انطلاقة الثورة الفلسطينية ووصل عدد العمليات في اليوم الواحد ضد جيش الاحتلال والمستوطنات الصهيونية إلى أكثر من خمسين عملية في نهاية عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ، حيث كانت تتسابق كافة الفصائل الفلسطينية الى مقارعة المحتل وبقوة ، وبعد ذلك وخاصة بعد خروج الثورة الفلسطينية من بيروت صيف عام 1982.
أصبحت المواجهة على الساحة الفلسطينية نفسها من خلال وسائل مختلفة ، لكن صورة الفدائي بقيت راسخة ومتجذرة في وجدان الشعب الفلسطيني الذي يصل تعداده في داخل فلسطين التاريخية والمهاجر القريبة والبعيدة إلى (13) مليون ومائة ألف فلسطيني .
لقد توحدت المجموعات الفدائية الفلسطينية تحت راية مظلة منظمة التحرير الفلسطينية بعد حرب حزيران /يونيو 1967 ، وعلى الرغم من هذا الاتحاد إلا أن كل فصيل فلسطيني احتفظ بقوات خاصة مسلحة مستقلة مثل قوات العاصفة لحركة فتح التي أعلنت عن انطلاقة الثورة الفلسطينية في الفاتح من عام 1965 والقيام بأول عملية فدائية ، وهي نفق عيلبون في تاريخ 31\12\1964 ، حيث قامت بها مجموعة من فدائيي العاصفة عبر تفجير نفق عيلبون.
وقد أدت العملية إلى إصابة جنديين إسرائيليين وتدمير نفق عيلبون واستشهد مقاتل فلسطيني وهو أحمد موسى سلامة.
وقد ترسخت صورة الفدائي الفلسطيني في أعماق وجدان وعقل كل فلسطيني بكونه نفض عن الشعب الفلسطيني غبار النكبة الكبرى في عام 1948 ليتحول اللاجئ إلى مقاوم وتصبح قضيته سياسية بامتياز وليست إنسانية فقط وتعكس خلال مضامينها الحرية والعدالة وحق العودة إلى الوطن الفلسطيني السليب .
فدائيون حتى النصر
العنوان مستوحى من فيلم عرض خلال السبعينيات من القرن المنصرم وتدور أحداثه حول مجموعة من الفدائيين الفلسطينيين، قررت القيام بعملية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية، وكاد أن ينكشف أمر العملية، لكنها نجحت وبدقة في نهاية المطاف.
ومع تغير ساحات المواجهة مع المحتل الصهيوني وانتشار ثورة المعلومات بشكل متسارع ، بات كل فلسطيني أينما حل وارتحل فدائيا يحمل راية التحرير وكنس المحتل من جنبات وحنايا الوطن الفلسطيني وفي كل بيت علم فلسطيني، فضلاً عن ذلك باتت هناك “سلطة خامسة” تمّ استخدامها بشكل ناجع من قبل الشباب الفدائي الفلسطيني المتجدد والعربي والمناصرين للقضية الفلسطينية؛ حيث طغت بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة، على السلطة الرابعة وخاصة الفضائيات منها؛ إنها وسائل التواصل الاجتماعي ؛ عبر استخدام الشبكة العنكبوتية؛ ومن أهمها، الفيسبوك، وتيك توك، وتويتر، وموقعا الإنستغرام واليوتيوب.
مواقع التواصل
وقد أتاحت تلك الوسائل من خلال الوسم (الهاشتاغ)، ارتفاع وتيرة التفاعل والتواصل بين الفدائيين الشباب من الفلسطينيين والمناصرين من مستخدمي مواقع التواصل بشكل كبير وشاسع خلال هبّات الأقصى المستمرة ومفاعيلها ، من خلال وضع علامة الهاشتاغ قبل جملة محددة ، مثل ( انقذوا الأقصى من المحتل )، لتصبح موضع نقاش مفتوح في فضاءات مفتوحة.
وقد نجح الشباب الفلسطيني الفدائي ومناصروهم إلى حد كبير في نشر المعلومات، والصور، ومقاطع الفيديو، ورسوم كاريكاتورية وتمثيل مقاطع ساخرة من المحتل الصهيوني، وإظهار الجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني؛ من تهجير واعتقال وتطهير عرقي في الداخل الفلسطيني والضفة الغربية بما فيها القدس وأحياؤها المختلفة؛ إضافة إلى قتل الأطفال الفلسطينيين، وتدمير الطيران والمدفعية الإسرائيلية لعدد كبير من المباني السكنية فوق رؤوس ساكنيها في قطاع غزة خلال السنوات الأخيرة، في وقت اتبعت شبكات التواصل معايير مزدوجة وغير منصفة لنشر المحتوى الفلسطيني وتعميمه، لكنها لم تفلح في ذلك، نظراً لاتساع نطاق المناصرين العرب والأجانب للقضية الفلسطينية، عبر استخدام تطبيقات جديدة لنشر المحتوى للفدائي الفلسطيني الذي يقاوم على جبهة إعلامية هامة ووصوله إلى الملايين من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، ولترتفع وتيرة الانحياز الشعبي نسبياً إلى جانب الحق الفلسطيني في عدد كبير من دول العالم، ولتتضح صورة إسرائيل شيئاً فشيئاً كدولة أبارتهايد وعنصرية وفاشية، وبهذا تكتمل دوائر القوة بين الفدائي المشتبك بشكل مباشروالفدائي الذي يقاوم على جبهات العلم والمعرفة والفن بأنواعه المختلة وكذلك على جبهة السلطة الخامسة (فدائيون حتى النصر).