- ℃ 11 تركيا
- 4 نوفمبر 2024
ميدل إيست آي: لماذا ستفشل استراتيجية الاغتيالات الإسرائيلية ضد إيران؟
ميدل إيست آي: لماذا ستفشل استراتيجية الاغتيالات الإسرائيلية ضد إيران؟
- 18 يونيو 2022, 4:42:18 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مع استعراض طهران صورة مضللة عن منظومة الأمن والمخابرات الإيرانية، تستمر إسرائيل على أرض الواقع في اغتيال العلماء والمهندسين والمسؤولين الإيرانيين في قطاع الأمن القومي في البلاد.
ولا تكشف الهجمات والاغتيالات الأخيرة فقط أن إسرائيل قررت التصرف من جانب واحد ضد العلماء والمواقع النووية الإيرانية، ولكن أيضًا ضد أولئك الذين يعملون في مجالات أخرى مثل برامج الطائرات المسيرة والصواريخ.
وقد يكون كل هذا جزءًا من استراتيجية "الموت بألف طعنة" التي قدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالي بينيت" للرئيس الأمريكي "جو بايدن" العام الماضي.
ولا تعلن إسرائيل رسميا مسؤوليتها عن الهجمات ضد الأهداف الإيرانية، ويبدو أنها تسعى إلى الحفاظ على صورة غامضة عن العمليات الاستخباراتية على الأراضي الإيرانية عبر بروباجاندا وسائل التواصل الاجتماعي.
ومن غير المحتمل أن تؤدي هذه العمليات إلى اضطرابات كبيرة في الخطط والمشاريع الطموحة لجهاز الدفاع الإيراني.
وتشترك إيران في الحدود البرية أو المائية مع أكثر من 10 دول، وتمتد الحدود المشتركة لآلاف الكيلومترات؛ مما يجعلها قابلة للاختراق من قبل العملاء الذين ترعاهم الدول الأجنبية.
إن قيادة حرس الحدود الإيرانية -وهو قسم فرعي لقوة إنفاذ القانون في البلاد المكلفة بمراقبة وحماية حدود البلاد- ليست مجهزة تجهيزا جيدا أو مدربة جيدا للتعامل مع مسائل الأمن القومي بنفس القدر الذي عليه وكالات الاستخبارات في البلاد. وهذا هو السبب في أن المرشد الأعلى "علي خامنئي" قرر مؤخرا إعادة هيكلة "قوة إنفاذ القانون" بما يمنحها دورا استخباراتيا أقوى.
موطن الهشاشة
لا تطبق الحكومة الإيرانية بروتوكولات وقائية على جميع العلماء والمهندسين والفنيين المرتبطين ببرامجها الدفاعية؛ بسبب الأعداد الكبيرة من الأشخاص العاملين في مثل هذه المناصب. ويعمل العديدون من هؤلاء في القطاع المدني أو الجامعات.
لذلك لا يتطلب الأمر تخطيطا استثنائيا أو معدات خاصة لتتبع مثل هذه الأهداف في اللحظة المناسبة. وإذا كانت المخابرات الإيرانية تستخدم بروتوكولات وقائية بحق الأشخاص الذين يعملون في هذه المناصب، لم تكن إسرائيل لتتمكن من تنفيذ ضربات متعددة في إطار زمني قصير بهذه السهولة.
لكن بالرغم أن إسرائيل قد اغتالت شخصيات بارزة - مثل "محسن فخري زاده" و"حسن طهراني مقدم" وهما العقلان المدبران لبرامج إيران النووية والصاروخية على التوالي - وساعدت في اغتيال الولايات المتحدة للجنرال "قاسم سليماني"، إلا إن استراتيجية الدفاع في إيران لا تعتمد على أفراد.
فقد أنشأت الجامعات الإيرانية الكبرى مراكز تنمية تهتم بجمع وتنظيم وأرشفة المعارف التي تمتلكها النخبة العلمية في البلاد، ولا يمكن تعطيل هذه العملية عبر اغتيالات الأفراد أو تخريب المرافق.
عواقب استمرار الاغتيالات
ما تفعله هجمات إسرائيل إذن هو أنها فقط تعزز اقتناع القيادة الإيرانية بأن استراتيجيتها لبناء القوة فعالة، وتستحق المزيد من الرعاية السياسية والمالية. علاوة على ذلك، فإن الاغتيالات المستمرة للعلماء والنخب الإيرانية تمنح الدولة ذريعة أكثر وضوحًا لتعبئة الغضب الشعبي ضد إسرائيل.
وعلى مدار العقود الأربعة الماضية، نجحت وكالات الاستخبارات الإيرانية في تحييد تهديدات لا تعد ولا تحصى ضد البلاد، ولكن لا تزال هناك نقاط ضعف حرجة حيث تقوم إسرائيل بتوسيع تواجدها الاستخباراتي عبر حدود إيران تحت ستار "القرى الذكية" في أذربيجان أو "الشراكات الاقتصادية" مع كردستان العراقية.
ويشير نمط عمليات إسرائيل داخل إيران إلى أنها استغلت البروتوكولات الوقائية الفضفاضة، وسعت خلف أهداف معزولة نسبي؛ لتجنب ترك بصمات وبالتالي تقليل إمكانية الانخراط مع الاستخبارات الإيرانية.
وفي حين أن إيران يمكنها إعادة بناء المواقع المخربة، إلا إن استخراج المستندات السرية يمكن أن يجلب الكثير من العواقب؛ فمن خلال الحصول على "الأرشيف النووي" في عام 2018، علمت إسرائيل الكثير عن المنشآت النووية لإيران، مما ساعد في عمليات التخريب.
ومع ذلك ففي أحسن الأحوال تعتبر عمليات الاغتيال والتخريب بمثابة "خدوش" وليس "طعنات" لبرامج الأمن والدفاع الإيرانية التي تشكل العمود الفقري لعقيدة الأمن القومي الإيرانية، وتشمل العديد من مجموعات البحث والعلماء والفنيين وخطوط الإنتاج والترسانات التي يحيط بكثير منها ستار السرية.
وفي حين أن الهجمات العرضية قد تؤدي إلى أضرار في السمعة وبعض التكاليف المؤقتة، إلا أنها لا تستطيع إعاقة المنظومة الإيرانية الشاملة والمعقدة على المدى الطويل.
المصدر | فاردين افتخاري/ ميدل إيست آي