- ℃ 11 تركيا
- 24 ديسمبر 2024
معن بشور يكتب:اليرموك
شكراً لأهالي حوض اليرموك في جنوب سورية لأنهم بتظاهرتهم الاحتجاجية على الاحتلال الصهيوني لأرضهم مستغلاً الظروف التي مرت بها سورية، لم يؤكدوا فقط عن أصالة شعبنا العربي في سورية الذي يدرك اليوم، كما دوماً، ان تمسكه بالحرية والمشاركة والعدالة لا تعني أبداً تجاهله لواجبه في مقاومة المحتل، أياً كان، وفي السعي لاستقلاله الوطني الذي كان أمثولة في الكفاح من اجل نيله على مدى عقود وعقود،
بل أيضاً لأنهم بافتتاح مسيرة مقاومة الاحتلال الصهيوني من جديد في سورية قد ذكّر الأمة كلها أن "اليرموك " هو اسم واحدة من اشهر معارك الفتح العربي الاسلامي في سنوات الدعوة الأولى، وأن قائد تلك المعركة خالد بن الوليد هو صاحب القول الشهير يوم عزله الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) "نحن نقاتل من اجل رب عمر وليس من اجل عمر" ليؤكد ان قتاله كان من اجل رسالة خالدة لا من اجل موقع أو منصب أو زعامة .
هكذا كانت سورية في ثوراتها ضد كل مستعمر أو محتل ، وهكذا كانت يوم الانفصال الذي حاول الأجنبي من خلال حكمه عام 1961-1962 أن يحلّ الجيش السوري، فاصر الشعب على التمسك بجيشه، بل نجح في تحويله الى واحد من أهم جيوش المنطقة وأقواها مما استدعى الصهاينة ان يشنوا عليه أكثر من الف غارة استهدفت مقدراته العسكرية البرية والبحرية والجوية ، دون أن يدركوا ان الشعوب الحيّة قادرة ان تعيد بناء قواها اذا لم ينجح اعداؤها في كسر ارادتها.
فليجتمع السوريون اليوم، كما دائماً، حول مقارعة الاحتلال، أياً كان اسمه، لتعود سورية قلب العروبة النابض.