- ℃ 11 تركيا
- 24 ديسمبر 2024
أي مرتبة صنفت "إسرائيل"؟ 1.98 مليون مستوطن تحت خط الفقر
أي مرتبة صنفت "إسرائيل"؟ 1.98 مليون مستوطن تحت خط الفقر
- 21 ديسمبر 2024, 10:16:19 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
إعداد:سنا كجك
أوردت الكاتبة الإسرائيلية غال غباي في صحيفة هآرتس العبرية عن الفقر في الكيان العبري والمشاكل الاقتصادية التي تواجهه في مقال بعنوان:
"إسرائيل" تأتي في المرتبة الثانية في معدل الفقر في دول الـ OECD مع نحو مليوني فقير" حيث سلطت الضوء على:تقرير الفقر السنوي لتلخيص سنة 2023 الذي نشرته أمس مؤسسة التأمين الوطني يشير الى أن ابعاد الفقر في إسرائيل لم تتسع رغم تعقيد الوضع الاقتصادي – الاجتماعي وتأثير الحرب القاسي على الاقتصاد.
التقرير ينسب ذلك الى خطوات الكبح التي اتخذتها الحكومة، مثل المنح الخاصة، التي أدت حتى الى تقليص صغير في ابعاد الفقر. ولكن هذه الابعاد ما زالت مرتفعة بشكل خاص مقارنة مع دول الـ OECD: في إسرائيل يعيش 1.98 مليون شخص تحت خط الفقر، بينهم 158 ألف مواطن قديم و872 ألف طفل فقير، الذين يشكلون 27.9 في المئة من اجمالي الأطفال في إسرائيل.
من بيانات التقرير يتبين أن الأطفال هم 44 في المئة من بين الفقراء، رغم أن نسبتهم في السكان 32.5 في المئة.
التقرير يقسم معدلات الفقر الى مجموعات: على رأس المجموعة السكانية الفقيرة يقف المجتمع العربي (نسبة فقر تبلغ 38.4 في المئة)، المجتمع الحريدي (33 في المئة). ويتضح أيضا أن نصف الأطفال العرب والحريديين هم فقراء وأن العائلات التي يوجد فيها أربعة أطفال هي 41.5 في المئة من بين العائلات الفقيرة. المجموعات السكانية التي فيها عمق الفقر (الفجوة بين معدل الدخل وخط الفقر) مرتفع بشكل خاص هي العائلات التي لا تعمل رغم أنها في سن العمل – 63.4 في المئة، أو شباب حتى جيل 29 سنة – 47.2 في المئة.
من ناحية الجغرافيا فان التقرير يشير الى لواء القدس ولواء الشمال ولواء الجنوب كمن توجد فيها نسبة فقر اعلى من المتوسط.
في هذه المناطق بلغت نسبة الفقر للعائلات 36.2 في المئة، و22.5 في المئة، و22.6 في المئة على التوالي. في المقابل، في لواء تل ابيب ولواء الوسط معدل الفقر أدنى من المتوسط. ويتبين من التقرير أنه في 2023 ارتفعت الأسعار 4.2 في المئة، الامر الذي يضر بالأساس الطبقات الفقيرة: 9.7 في المئة من العائلات تنازلت عن العلاج بسبب الصعوبات الاقتصادية، 5 في المئة تنازلت عن وجبة ساخنة على الأقل مرة كل يومين.
تأثير الحرب
التقرير فحص أيضا تأثير الحرب على الفقر. وقد جاء فيه بأنها اضرت بالاقتصاد بشكل مباشر أو غير مباشر. نمو الاقتصاد تباطأ بشكل واضح: من 6.5 في المئة في 2022 الى 2 في المئة فقط في 2023.
المتضررون الرئيسيون من الحرب هم المستقلون. وكدليل على ذلك فان معدل الفقر في العائلات التي يقف على رأسها شخص مستقل ارتفع من 13.3 في المئة الى 13.8 في المئة، مقابل استقرار أو هبوط ضئيل في مجموعات أخرى. هذا الرقم يشير الى أنه لا تكفي مساعدات الحكومة من اجل الحفاظ على استقرار المستقلين، الذين في أوقات الازمة يكونون الأكثر تعرضا للإصابة بشكل خاص.
يظهر في التقرير أيضا بأن الحرب أضرت بالشباب الذين اضطروا الى ترك أماكن عملهم لصالح الخدمة في الاحتياط أو بسبب اغلاق مكان العمل في ظل الحرب. الحرب اضرت بالفروع التجارية والخدمات، مثل السياحة والتمريض، التي تضررت بسبب اغلاق المصالح التجارية والانخفاض الحاد في الطلب.
عائلات مع أولاد، أمهات أحادية الوالدين وفقراء “مخضرمين”، جميعهم تضرروا بسبب المداخيل التي تضاءلت، والنفقات التي ارتفعت أيضا بسبب النفقات على الامن الشخصي، وعلاج الأطفال الذين تم اخلاءهم، والتكيف مع وضع الازمة الجديد. المنح التي قدمتها الدولة، من بينها منح سكن للمخلين، وتشجيع وحث، وضرائب مباشرة – ساعدت في تخفيف الضرر، لكن حسب التقرير لم تنجح في تعويض معظم السكان الذين تضرروا.
كبح حكومي
من بيانات التقرير يتبين أن معدل الفقر العام بلغ 20.7 في المئة في اعقاب دفعات أرسلتها الحكومة. بدون هذه المساعدات التي أدت الى كبح زيادة الفقر فان معدل الفقر كان سيكون 31.1 في المئة. في 2023 حدثت زيادة تبلغ 15.2 في المئة في المدفوعات الحكومية، بالأساس على شكل منح أعطيت ردا على اضرار الحرب.
تدخل الحكومة قلص معدل الفقر للفرد 33.5 في المئة، وللعائلات 41.2 في المئة، وإن كانت نسبة التدخل في اطار سياسة تقليص الفقر في إسرائيل 35 في المئة، ما زالت اقل من المتوسط في دول الـ OECD ، التي نسبة اسهامها المتوسط في تقليص الفقر هي 58 في المئة. الاستنتاج الذي يظهر في التقرير هو أن حجم الفقر في إسرائيل هو من الأعلى في الدول المتقدمة. ومن اجل تأكيد ذلك فان إسرائيل تأتي بعد كوستريكا في معدل الفقر للفرد، وفقر الأطفال. وضع الفقر في أوساط المواطنين المخضرمين افضل بقليل. إسرائيل تصنف فوق المتوسط، لكنها ما زالت مصنفة بعد دول مثل سويسرا، اليابان، استراليا وامريكا.
التقرير فحص ما هي درجة تاثير المخصصات على تقليص ابعاد الفقر ووجد أن المخصصات التي تعطى للمواطنين القدامى هي الأكثر جدوى في معدل تقليص الفقر في أوساط من يحصلون عليها، 64.8 في المئة. بعدها مخصصات العجز، 56.2 في المئة. في المقابل، ضمان الدخل قلص معدل الفقر في أوساط المستفيدين فقط 16.4 في المئة.
في أوساط جميع المستفيدين من مخصصات التقاعد فان معدل الفقر مرتفع بشكل خاص في العائلات التي تحصل على دعم ضمان الدخل والنفقات، 52.5 في المئة، و37.9 في المئة على التوالي.
التقرير يشير أيضا الى ارتفاع الدخل الصافي في جميع المستويات مقارنة مع العام 2022. ولكن نسبة الزيادة تقل كلما ارتفعنا من العشرية الأولى (الدنيا)، ارتفع فيها الدخل، 10 في المئة، الى العشرية العاشرة (العشرية العليا) التي ارتفع فيها الدخل 0.8 في المئة. حسب مؤشر جيني لعدم التساوي في المداخيل فان عدم المساواة في إسرائيل مرتفع مقارنة مع الدول المتقدمة حسب عدة مقاييس. مع ذلك هناك دول فيها عدم المساواة اعلى – منها ليطا، الولايات المتحدة، المكسيك، تركيا، التشيلي وكوستريكا.
وزير العمل يوآف بنتسور (شاس) قال ردا على التقرير: “في عهدي كوزير للعمل ارتفعت نسبة التشغيل في الاقتصاد، وسجل ارتفاع أيضا في متوسط الاجر – هذان رقمان مهمان يضمنان الخروج من الفقر. في المقابل، نحن نرى أن سياسة اقتصادية – اجتماعية رحيمة ومساعدة الضعفاء في المجتمع تؤدي الى تحسن كبير في الوضع الاقتصادي لمجموعات سكانية مختلفة في إسرائيل.
في هذه السنة الفقراء اصبحوا اقل فقرا، وسجل تحسن أيضا في شدة الفقر”.
مدير عام منظمة “قلب مفتوح” ايلي كوهين، قال: “تقرير الفقر الذي صدر اليوم هو فقط المقدمة الترويجية لتقرير السنة القادمة هناك سنرى الصورة الحقيقية لتأثير سنة الحرب على مواطني إسرائيل، وانهيار الطبقة الوسطى لدينا في “قلب مفتوح” تراكمت بيانات مدهشة عن ارتفاع يبلغ 23 في المئة في طلبات المساعدة خلال العام.