- ℃ 11 تركيا
- 20 يناير 2025
"معاريف": التمسك بحروب لا تنتهي سيكلف مالا طائلا وسيخرب إسرائيل
"معاريف": التمسك بحروب لا تنتهي سيكلف مالا طائلا وسيخرب إسرائيل
- 20 يناير 2025, 10:25:20 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
المحلل السياسي ران أدليست - معاريف
لا توجد هناك بشرى وطنية، اقتصادية، عسكرية او سياسية في توصيات لجنة نيغل لميزانية الدفاع لحكومة إسرائيل. توجد وفرة من التهديدات القديمة، الحالية والجديدة، وتوصية لتمويل الاستعداد لها بمبلغ 133 مليار شيكل على مدى عقد إضافة الى ميزانية الدفاع الجارية التي ستكبر هي الأخرى.
في اللجنة يوجد رأس حربة من بضع معتمري الكيبا ممن اجندتهم العلنية والمعلنة قومية – الآهية اكثر مما هي اقتصادية – أمنية. واضح ان تسوية تحرير الكل مقابل الكل في غزة مثل تسويات أخرى في لبنان وفي سوريا، لن تسعر كعنصر في ميزانية الدفاع التي هي ميزانية حرب.
ليس لدي ادنى فكرة عن الاعداد التي يفترض أن تمثل المشاكل الأمنية لدولة إسرائيل، المشكلة هي ان ليس لدى أعضاء اللجنة أي فكرة أيضا. الرب لا يراهن بالقاء النرد، لكن في حينه البرت اينشتاين، وفي التفسير الحالي للجنة نيغل يوجد له (للرب وليس لاينشتاين وليعقوب نيغل) قرارات قاطعة تسمى فرائض. ويعلو كل هذه الفرائض فريضة بلاد إسرائيل الكاملة فيما يكون الملحق العملي هو ميزانية الدفاع وسلامة الحكومة.
المشكلة الأكثر حدة في مستوى رقم الحظ الفائز في مشروع اليانصيب للجنة نيغل هي الحرب ضد إيران. الرقم، أي ميزانية هذه الحرب غير قابل للتوقع. سواء في مستوى تاريخ تحققها ام في مستوى كلفتها الاقتصادية. سياسة الحكومة تجاه التهديدات في المديات الزمنية المنظورة للعيان هي استمرار القتال والحيازة لمناطق الضفة، القطاع، لبنان وسوريا. او بلغة البوق الكبير عميت سيغال: “توجد أماكن ستبقى فيها إسرائيل سنوات طويلة”. هذه فرضية عمل تتطابق والتقدير بان هذه الحكومة ستبقى سنوات طويلة.
بالتوازي، يوجد استمرار للزحف الاستيطاني العنيف في الضفة. في السنة الأخيرة أقيمت عشرات البؤر الاستيطانية غير القانونية التي تجبي اثمانا دموية. لقد ساء وضعنا لدرجة انه في لجنة نيغل حددوا الأردن كساحة ستؤثر على ميزانية الدفاع. فرضية العمل هي أننا ملزمون لان نقاتل ضد كل جار عربي ليس السلالة الهاشمية. هذا هو ذات التفكير الفزع الذي ساد في المنفى وافترض بان محمد الجولاني، الزعيم الحالي في سوريا هو تهديد فوري يفترض سيطرة على مجال امني في سوريا وتواصل المنازعات، الجديدة والقديمة.
يحتمل أن يكون الجولاني متطرفا خطيرا. في المدى المنظور، مدى الحياة الحقيقية وليس في ظل الصدمات النفسية والمخاوف، هذا النموذج يتخذ صورة من جاء ليبني دولة ويجدر بها أن نتصدى له برأس بارد وليس كجيران متحفزين بقبضة ملوحة. ناهيك عن القدرات العسكرية لجيش الجولاني في المدى المنظور.
السؤال هو هل يوجد لنا ما يكفي من الوقت كي تنظم حكومة اكثر عقلانية نفسها على صيغة هدوء ما. في هذه المرحلة تفعل الحكومة كل شيء وفي كل جبهة كي تفلت بان ليس هناك من يمكن الحديثه معه. الامل هو ان يكون في جهاز الامن مبادرة تنظيمية داخلية لادارة هادئة من التفاهمات من خلف ظهر الحكومة الحالية.
شهية عظيمة
في الحدود السورية، في الجيش الإسرائيلي يأملون في ان يذكرونا بود بحملة “الجيرة الطيبة” في 2016. أيد الجيش الإسرائيلي في حينه معالجة مئات الجرحى ووفر الوقود، المال والسلاح للثوار في الحرب الاهلية في سوريا ضد بشار الأسد. الحساب كان اننا اذا كنا نساعدهم ضد الأسد فاهم سيوافقون على سيادة إسرائيلية في الجولان. مثل كل فكرة يشارك فيها بنيامين نتنياهو، هذه الأخرى انهارت. الأسد عاد وسيطر على الثوار الذين دفعوا الثمن كما هو دارج للخاسرين في الشرق الأوسط. نتنياهو، بالمناسبة توجه في ولايته الأولى التي بدأت في 1996، الى القناة الدبلوماسية في محاولة للتوصل مع الأسد الاب الى تسوية لاقتسام الجولان. وهناك أيضا فشل. في نهاية 1999 انتصر اهود باراك على نتنياهو وفشل هو أيضا حين حاول التوصل الى تسوية. في الخلفية كانت أصوات الاحتجاج من جانب رئيس شعبة الاستخباران “امان” في حينه اوري سغي الذي ادعى انه كان ممكنا الوصول الى تسوية. في هذه الأيام فتحت من جديد لعبة إسرائيل – سوريا، وهذه المرة شهية متطرفي نتنياهو لإسرائيل الكبرى ليست اقل من شهية الأسد الاب لسوريا الكبرى.
الوضع لدى الجارة الشمالية الثانية، لبنان، يحتاج الى صيانة ونصيبا خاصا له في ميزانية الدفاع. بدلا من ابداء سخاء المنتصرين والعرض على لبنان وحزب الله والرئيس الجديد الذي انتخب لتوه تسوية ما، الجيش الإسرائيلي يسيطر على مناطق عاجلة تحت رعاية صدمة المذبحة في الغلاف ونزول سكان الجليل، وبتشجيع المستوطنين. هؤلاء يستخدمون الخراب اليهودي كدليل على عدالة طريقنا، لشدة فرح دانييلا فايس وشركائها وحزن عائلة غور كهاتي الذي قتل على مذبح الجنون الاستيطاني، هذه المرة في لبنان.
مثل غزة، سوريا والضفة المشتعلة لبنان وحزب الله أيضا هم تهديدات من شأنها أن تتحقق، وهذا منوط بالتأكيد بنا أيضا. كل الدول ذات الصلة بلبنان تريد أن تصل إسرائيل الى تسوية. روسيا، فرنسا، بريطانيا والولايات المتحدة وحتى السعودية. غير أن الحكومة تعيش في عصر النصر المطلق في مزاج الاحتلال، التدمير، الإبادة والضياع، بروح ذكرى ما فعل لك عملاق وامحو ذكر عملاق من تحت السماء.
عن عمق الفجوة بين المناهج لمعالجة الوضع يشهد حوار عرضي في برنامج سبت ما بين غيال شوريش، ضابطة استخبارات سابقة في الموساد ويارون بوسكيلا مقدم احتياط في لواء قتالي. اثنان برتبتين متوسطتين امنيا وهوة تفغر فاها بينهما.
شوريش: “علينا ان نخرج من التكتيك ونتحدث عن تسويات مع ايران وحزب الله”.
بوسكيلا: “انتِ ترين تسوية مع حزبه وايران؟ انتِ ترين واقعا كهذا؟”.
شوريش: “نعم، نعم”.
بوسكيلا: “يخيل لي انكِ لا تفهمين ما هما ايران وحزب الله. هؤلاء ليسوا جهات تريد التوصل معنا الى أي تسوية”.
هذا حوار طرشان، والفجوة في المفهوم الأمني هي جزء من الهوة السياسية والأيديولوجية في إسرائيل. بوسكيلا يشغل منصب مدير عام حركة البيبي أمنيين، وشوريش عضو في حركات الاحتجاج. افترض ان الموضوع المشترك الوحيد هو ميزانية امن كبيرة. هو كي يقاتل وهي كي تضمن السلام.
عودة إلى إيران، التي يفترض ان تكون حاضرة جدا في ميزانية لجنة نيغل. الجيش الإسرائيلي لن يخرج وحده الى حملة تصفية النووي الإيراني، باستثناء حالة يكون فيها ايفي ايتام، من أعضاء لجنة نيغل، وزير الدفاع وعوفر فينتر رئيس الا ركان. الأساس العملياتي هو تعاون إسرائيلي وأمريكي. معركة الوعي على الحاجة الى حرب وقائية هي “معلومات استخبارية” بان ايران على مسافة خطوة من القنبلة.
على حد فهمي، في نهاية اليوم ستكون للجمهورية الإسلامية (ستكون) للجمهورية الإسلامية قنبلة تنتج تهديدا نوويا إيرانيا – مثل العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي منذ الحرب الباردة. رهان نتنياهو هو أن يأمر دونالد ترامب الجيش الأمريكي بالارتباط بالجيش الإسرائيلي كي يشارك في الجهد. هذه الفكرة تقوم على أساس فرضية العمل بان ترامب هو “منا” وهو “معنا”. فرضية عمل لا تنشأ حتى في عقل ملانيا، زوجة ترامب. ربما لدى استورني دانييلز، لكن حتى عندها وعند ترامب هذه فكرة صحيحة لساعتها.
إجمالا، تنفيذ ميزانية دفاع ينشأ عن نوايا المستوى السياسي. النية اليوم هي “انتصار مطلق” في كل الجبهات ومع احتمال غير سيء لتخريب إسرائيل بالدم والنار وعواميد الدخان.
وبعدنا الطوفان.