محمد كامل خضري يكتب : يا ترى أنت فين يأ أحمد

profile
  • clock 15 يونيو 2021, 3:10:17 ص
  • eye 1180
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كانت علاقتى بالبنوك علاقة مبنية على الإحترام المتبادل ...صباح الخير ياجارى إنت فى حالك وأنا فى حالى ...كنت أقرأ يفط البنوك وأنا رايح المدرسة ودرست البنوك والمصارف فى إعدادى تبع دروس الرياضة وهذا مبلغ علمى عنها وليس أكثر...إلى أن تكرمت المدرسة فى أولى ثانوي وأعطتنى شهادة إستثمار مجموعة ج بجنيه تكريما لتفوقى فى إمتحانات نص السنة...حاولت أن أستردها من البنك قالوا لى لازم تجيب والدك أنت قاصر ...ورغم إلحاحى والدى كبر دماغه لإنه كان لازم يوم أجازة من الشغل  إلى أن تركنا أسوان فى سنة 73 وضاعت الشهادة وسط كركبة العزال ومرت الأيام وبعد التخرج من الجامعة وقبل سفرى للخليج طلبت من صديق كان يعمل فى البنك الأهلى أن أفتح حسابا حتى أحول عليه مرتبى المنتظر وطبعا لم يتم لى ذلك لأنه يجب أن يكون هناك رصيد محدد لبدء فتح حساب والحمد لله كنت أيامها على الجنط ومرت الأيام وأصبحت مصر كلها مميكنة وعامل النظافة لديه كارت ATM لصرف راتبه من ماكينة مباشرة دون الحاجة للصراف ولا لتعطيل يوم أو إتنين شغل لأن الموظف راح يقبض !

وبالأمس خرجت لأصرف مبلغا من معاشى من البنك الكائن فى أحد شوارع مصر الجديدة التى كانت زمان جميلة وهادئة وخضراء وتدريجيا إنهارت ووصلت  لحالة التصحر  اللى إحنا فيها وذلك لزوم مصاريف العيشة وماشابه من الحواشى ...لاحظت أنه فى نفس المبنى وملاصق للبنك حاجة جديدة و شيك بمدخل رخام وأبواب قزاز  من المكتوب عليها إدفع مكيف الهواء ولها سلم داخلى والدور الثانى كله قزاز واللى فوق شايف الشارع واللى فى الشارع شايف اللى فوق حاجة كدة بانوراما ...وأنا راكن بجسدى على عربية من المركونين فى الشارع فى إنتظار دورى فى المكنة قلت لنفسى يمكن شركة سياحة أو مكتب شركة طيران دولية ...وخاصة إن الموظفين كلهم  رجالة وستات بدل كاملة ويونيفورم موحد ...رفعت رأسى لفوق وقريت الإسم المكتوب بشياكة  كوافير"....."معرفش ليه على طول إفتكرت أحمد الحلاق !

 كنا مجموعة من التعساء منثورين على صفوف المرحلة الإعدادية كنا جيران وأبناء حتة واحدة ولكن لحظات السعادة  هى التى كانت تجمعنا  وقفة الناصية الليلية وروحة السيما و لعب الكورة الشراب ...وكان أبرز أفراد الشلة على الذى حصل على دبلوم معلمين وأصبح مدرس إبتدائي والوحيد بيننا  اللى كان بيشجع الترسانة وإبن أخته أحمد اللى خد دبلوم تجارة بعدها ...وكان أبوه حلاق ...صاحب صالون صغير تدخله يتلم عليك الدبان فيعطيك مهواية خوص صناعة يدوية لتهشه بها وتقلب بها الهواء فى تلك البلاد الحارة أنا لم أكن من زبائن صالونه لإنى دخلته مرة فجعل رأسى ميدان لمعركة دموية...ثم كوانى بالشبة حتى يخفى آثار فعلته فإشتعلت رأسى نارا بعد الحلاقة وكانت هى المرة ولم أتنيها(أجعل له زيارة تانية)

أحمد فى نهاية شهر رمضان من كل عام كان يختفى ويهجرنا ولايلعب معنا والسر فى ذلك أنه كان بيجيب كرسى خشب من اللى بيتطبقوا ويتفردوا ويحشره فى ركنة فى  دكان أبيه ويحلق للعيال الصغيرة بقرش ماشى بتلات تعريفة ماشى ويظل مشغولا حتى صباح ليلة العيد...ماهو موسم بقى وهو الوحيد فينا اللى كان دايما معاه فلوس ...لأنه كان فى الأجازات برضو كان بيحط نفس الكرسى لكن كان بيشتغل ساعات أقل ولم يكن أحمد يسلم من ألسنتنا نحن المفلسين ولم نكن نناديه إلا بيا حلاق ...إلعب ياحلاق باصى ياحلاق....شوت ياحلاق...وإعتاد هو على ذلك كما إعتدنا نحن ...إعتاد على سلاطة ألسنتنا ...وكان بيروح يلعب معانا ولما كنا مش بنلاقيه فى البيت نعدى عليه فى الدكان ...يكون فى إيده عيل يخلص عليه ويمشى معانا ...كان مستواه فى الحلاقة حاجة كدة نص نص طبعا إبتداها بالتدريب   فى روس اليتامى 

الموضوع كان سهل وبسيط يطلع من الدكان على الملعب  لأنه كان بيربط جلابيته حوالين وسطه ويحط الشبشب يعمل بيه جون وحافى وهات يالعب وهكذا كنا نفعل ...

المهم  جاء دورى فى الماكينة وإستلمت الفلوس رويت لإبنتى مارأيت قالت لى إنت اللى مش  عايش يابابا وإعتزلت بدرى...ده المبلغ اللى أنت سحبته وكنت عايزنى أروح معاك علشان أحرسك يعادل رقم مكتوب على تكت بنطلون أو بلوزة موجود فى فاترينة محل فى ميدان روكسى أو محل فى وسط البلد  أو يساوى فاتورة دخولك للكوافير الرجالى اللى أنت شفته والمجاور للبنك بدون تبس !

   ياه بقى الكوافير زميل أحمد الحلاق بقت رأسه برأس البنك !

   سرحت وفكرت لو بنتى جالها عريس وهى خريجة أحد كليات القمة ... طبيب أو مهندس  أو صابر الحلاق رجل الأعمال صاحب البانوراما أيهما أختار !

.والله دى حيرة ...ياترى أنت فين ياأحمد وأخبارك وأخبار أولادك...ده كان صاحبى وحبيبى وزميل ملعب يامين يدلنى عليه  !

التعليقات (0)