- ℃ 11 تركيا
- 7 نوفمبر 2024
محمد عبدالمجيد يكتب : جرائم هذا الرجل!
محمد عبدالمجيد يكتب : جرائم هذا الرجل!
- 24 مايو 2021, 9:27:34 ص
- 883
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سألني: ما هي الجريمة الأفدح التي تريد محاكمة الرئيس السيسي عليها؟
قلت: المعتقلون الشباب بدون محاكمة!
قال: ثم ماذا؟
قلت: تغيير الدستور ليستمر رئيسا مدى الحياة!
قال: ثم ماذا؟
قلت: التنازل عن الجزيرين، تيران وصنافير، رغم أنف الشعب والجيش!
قال: ثم ماذا؟
قلت: كتم أنفاس مخدوميه من الرعية التي جاءت به ليخدمها ففهمها ليخدموه!
قال: ثم ماذا؟
قلت: التصرف بحماقة في قضية سدّ النهضة كما فعل مبارك وطنطاوي ومرسي وعدلي منصور، فكلهم متواطئون!
قال: ثم ماذا؟
قلت: الفشل في القضاء على حزمة صغيرة من الارهابيين في سيناء، رغم وعده بالقضاء عليهم في ثلاثة اشهر!
قال: ثم ماذا؟
قلت: جعل كل مصري يخاف من خياله ومن أخيه وأبيه وزميله وجاره!
قال: ثم ماذا؟
قلت: الإطاحة بأي مصري يرشح نفسه ضده، فهو الأول والآخر!
قال: ثم ماذا؟
قلت: الاستهانة بمشاعر المصريين علنا وجهرًا ووقاحة بقوله بأنه سيبني قصورا واستراحات بأموالهم وسيظل يبني لنفسه!
قال: ثم ماذا؟
قلت: الغرور والغطرسة والخيلاء وظنه بجهله أنه طبيب الفلاسفة والفهّيم الوحيد في أرض الكنانة!
قال: ثم ماذا؟
قلت: برلمان تشريعي من القردة (سلام للبيه!) تصفق لأي اقتراح من القصر!
قال: ثم ماذا؟
قلت: رئيس للبرلمان أجهل من دابة ومهمته تبرير جهليات الرئيس!
قال: ثم ماذا؟
قلت الإيحاء للقضاء المصري بتبرئة أكبر لصوص العصر، حسني مبارك المخلوع حتى لا تكون لدى المصارف العالمية حجة لحجز الأموال المنهوبة، وبعد وفاته تضطر المصارف الغربية لاعادة الأموال المنوبة إلى أبنائه اللصوص الأصغر.
قال: ثم ماذا؟
قلت: إخراج الجيش في جنازة حرامي نهب الشعب ثلاثين عاما!
قال: ثم ماذا؟
قلت: صناعة أسوأ، وأحقر، وأجهل، وأعبط، وأهبل، وأتفه، وأسخف إعلام مصري منذ خمسة آلاف عام!
قال: ثم ماذا؟
قلت: جعل مصر معروفة ومشهورة في عهده بأنها دولة حكومة متسوّلة، لا مبدأ لحاكمها، ولا مشروع قومي ووطني، ومن يدفع أكثر تقف مصر معه!
قال: ثم ماذا؟
قلت: فتح أبواب مصر لسلفيين ومتخلفين وجهلة وأصحاب حكايات صبيانية لتخدير الشباب دينيا!
قال: ثم ماذا؟
قلت: جعل معركته الأولى والوحيدة ضد جماعة الاخوان المسلمين رغم أنها متطرفة وحالمة بالحُكم، لكن التطرف والغباء ليس مقتصرا عليها!
قال: ثم ماذا؟
قلت: الاستمرار في حشد أجهل قضاة على مَرّ التاريخ، يحكمون ظُلما، ولا يعرفون القراءة إلا قليلا، ويتميزون بقسوة شديدة ضد الشرفاء، وبتبرئة كل ولاد الكلب اللصوص!
قال: ثم ماذا؟
قلت: عسكرة الدولة وجعل جيشها من البزنسيين، وجنرالاته أصحاب النسبة المئوية في مشروعات الطُرق والكباري والعقارات!
قال: ثم ماذا؟
قلت: تقليل كل فرص النجاح أمام الأكاديميين والمثقفين والعلماء والإعلاميين والمستنيرين كلما نقص مديحهم للرئيس!
قال: ثم ماذا؟
قلت: عداء شديد وكراهية بغيضة لشباب ثورة 25 يناير بعد أن قتل فلولُ مبارك والمجلس العسكري الطنطاوي أكثر من 800 زهرة مصرية كانت مصر تأمل فيها، وفقأ عيون المئات، عقابا لهم لكي لا يكرر الشعب غضبه على الطواغيت!
قال: ثم ماذا؟
قلت: جعل كل أرض مصرية ومياه وجُزُر وقضايا ومواقف وحروب خارجية لصالح من يدفع أكثر!
قال: ثم ماذا؟
قلت: قوانين الطواريء وتجديدها، ومنع أي مصريين للاحتجاج أو عدم الرضا أو انتقاد الحكومة، فهي علاقة بين سيد و.. عبيد!
قال: ثم ماذا؟
قلت: كذب أكثر البيانات الحكومية في القروض والأمراض والأوبئة والكوارث!
قال: ثم ماذا؟
قلت: احتقاره للمصريين في المجالس والمؤتمرات والأحاديث ورفض مواجهتهم، واصطحاب قَرَدة من الإعلاميين معه في سفرياته للتصفيق له والتهليل لحماقاته!
قال: ثم ماذا؟
قلت: قائمة المترقب وصولهم لأرض الوطن والتي تحتوي على عشرات الآلاف من المهاجرين والغائبين والهاربين من أجهزة استخباراته!
قال: ثم ماذا؟
قلت: الانحياز غير الوطني أو القومي أو العادل في كل الأزمات والحروب التي تحدث لدى أشقائنا، فيقف مع من يدفع له ثمن مواقفه، ويجيّش أبناء أبطال العبور كأنهم مرتزقة بدلا من عدم الوقوف مع أي طرف، أو لعب دور المصالحة!
قال: ثم ماذا؟
قلت: أنه أقسم بعدم تكرار احتجاجات يناير في حياته، فعلى الشعب أن يقبل الذُل والمهانة كما صمت طوال ثلاثين عاما في حُكم مبارك!
قال: ثم ماذا؟
قلت: صناعة المواطن الواشي والمتعاون والمرشد والخادم لأجهزة الأمن ، فأصبح المصريون جواسيس على المصريين، وكل مواطن أو مغترب يخاف من ابن بلده!
قال: ثم ماذا؟
قلت: أنا أحتاج إلى مئة ساعة مستمرة أعدّد لك فيها جرائم هذا الرجل، لكن المشكلة أن المصريين خائفون إلى درجة الانكماش والذعر، وأنهم سعداء بعدة طُرُق ومبانٍ وكباري، حتى لو مسح الرئيس حقوق الفرد وكرامته ووضع مئة مليون مواطن تحت حذائه!
قال: ثم ماذا؟
قلت: لعلك لم تقتنع أو ترتعد أو تغضب أو تنتفض أو تستيقظ أو تبكي أو تضع جبهتك على الأرض وتمسحها بتراب مصر؛ أليس كذلك؟
قال: هل لديك البديل للسيد الرئيس؟ ألا يكفي أنه قضى على الاخوان المسلمين حتى لو شربنا المُرّ من يديه؟ قال: حتى لو غضبت لكرامتي فهل لديك مصري واحد سيدافع عني إنْ أدخلتْ الشرطة العصا في فتحة شرجي كما حدثت عشرات المرات في عهد مبارك؟ ثم قال: أنا لا أخاف من السيسي وجهازه الأمني أكثر من خوفي من ابن بلدي المصري فهو الذي سيشي بي لدى السلطة ظنا منه أنه سينجو بحياته!
ثم أردف قائلا: إنه قدرنا وعلينا قبوله، إنه سيدنا ونحن عبيده، إنه مولانا وعلينا طاعته، إنه مُعلمنا ونحن تلاميذه، إنه عملاقنا ونحن أقزامه، إنه أسدنا ونحن فئرانه، إنه طبيبنا ونحن مرضاه، إنه يملكنا ونحن راضون، إنه أشجعنا رغم ضعفه ونحن أخوف منه رغم قوتنا. إنه اشترانا وعلينا أن نوافق على بيعه إيانا رغم أنفنا.
قال: هل تستطيع أن تجمع مصريين على هذا الحوار ولو كانوا مقتنعين بكل كلمة فيه؟
قلت: لا!
قال: هل تستطيع أن تضمن لي ألسنة المصريين الذين سيعترضون على هذا الحوار، وأنهم سيتصرفون ويردون بمنطق ووطنية ومحبة أبناء البلد وغير الخائفين؟
قلت: أتمنى ذلك!
قال: أظن أنك لا تعرف المصريين جيدا، على الأقل مصريو السنوات السبع الأخيرة.
تركته وانصرفت، وأنا ألطُم وجهي!