مجدي الحداد يكتب: ما حجم الذريعة التي تحتاجها أمريكا لغزو روسيا ؟

profile
مجدي الحداد كاتب ومحلل سياسي
  • clock 17 أكتوبر 2022, 9:10:44 ص
  • eye 540
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تعزيز التواجد العسكري الغربي في أوكرانيا يطرح شكوكا كثيفة ، و مشروعة ، حول الإدعاء ب" دعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي " . 
و حيث قد بدا ظاهرا الآن أن الأمر قد تعدى الدعم أو الردع ، إلى هدفين رئيسيين؛  أحدهما متوسط الأجل و الآخر طويل الأجل . 
ففي الأجل المتوسط  يهدف التحالف الغربي ، و باختصار إلى تفكيك الاتحاد الروسي ، و خاصة تلك الدول التي تم ضمها عنوة ، و منذ الامبراطورية الروسية ، و استمرت على هذا الحال حتى بعد الثورة البلشفية ، ومرورا بالاتحاد السوفيتي السابق ، وحتى الآن ، وخاصة جمهوريات داغستان ، و أنجوشيا،  والشيشان ، و توفا ، و غيرهم - و سوف يتم ذلك بنفس الطريقة  تقريبا التي تم بها تفكيك الاتحاد السوفيتي السابق .
و سوف يستمر الحصار الغربي إذن على روسيا ، وقد يزداد حتى إحاكاما و صعوبة و قسوة ، حتى و لو عانى  العالم كله جراء ذلك ، من أجل هذا الغرض . مما سيزيد السخط  الخارجي على بوتين و نظامه من ناحية ، و كذا ارتفاع حدة السخط الروسي الداخلي  من ناحية ثانية على ذات النظام . ما ينقلنا إلى الهدف البعيد المدى مباشرة ، و هو إمكانية غزو روسيا ذاتها ، وبعد أن تستنفد كافة قواها العسكرية و المالية و الاقتصادية ، و حتى الصناعية ، جراء هذا الحصار . والذي سوف يزداد  شراسة و عدوانية يوما بعد يوم ، و كلما لاح في الأفق ما يشير إلى مزيد من الضعف ، أو حتى الانهيار الداخلي ، تماما كما حدث من حصار  قاس للعراق قبل غزوه في 2003 .
ولكن إذا احتاجت الولايات المتحدة إلى ذريعة بحجم تفجير برجي التجارة العالمية في نيويورك في 11/9/2001 لغزو العراق ، فما حجم التفجير على مستوى الولايات المتحدة ، أو العالم ، أو الاثنين معا ، التي تحتاجه الولايات المتحدة كذريعة لحشد العالم  من أجل غزو روسيا ؟!
لا أعتقد ، وفي هذه الحالة ، ليس أقل من أن تكون الذريعة بحجم حرب عالمية ثالثة !


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)