- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
مجدي الحداد يكتب: حول مناورات الدفاع الجوي 23
مجدي الحداد يكتب: حول مناورات الدفاع الجوي 23
- 12 يونيو 2023, 4:34:26 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لا يجب أن يمر خبر إجراء أكبر مناورات جوية للناتو اليوم في أوروبا - تحت مسمى مناورات الدفاع الجوي 23 ، والتي أرتبطت بشكل رئيس بضم روسيا للقرم في 2014 - هكذا مر الكرام .
و حيث شارك في تلك المناورة ، ولأول مرة في التاريخ حوتلي 220 طائرة قتالية ، بالاشتراك مع 10ألاف مقاتل ، مما تعد أهم و أخطر مناورات يجريها الناتو بصفة خاصة ، و أوربا بصفة عامة منذ 30 عاما ، وكما يقول الخبراء .
وقد يكون المخطط على المدى المتوسط - أو حتى القريب - وبعد إنهاك روسيا و ضعفها عسكريا و اقتصاديا ، هو تكرار نفس السيناريو مع صربيا إبان حرب البوسنة ، و عندما حاولت صربيا ضم كوسوفو بالقوة ، لولا تدخل الناتو وقصفه لصربيا ذاتها - وكذا الجبل الأسود - في الفترة من مارس 1994 حتى يونيو من نفس العام ، و إلى أن انسحبت القوات الصربية من كسوفو .
علما بأن الصرب قد استغاثوا بالروس إبان تلك الحرب بوصفهم أشقاء وأبناء عمومه لهم ، وحيث ينتمي كلاهما للعرق السلافي - إلا أن الروس لم يتدخلوا لأنهم يعلمون أنه لا قبل لهم بمواجهة أو تحدي الناتو . وقد تكرر نفس الخذلان الروسي مع حليفهم صدام حسين إبان حرب الخليج الأولى و الثانية . وكل ما فعلوه هو إرسال مبعوث لهم وهو يفجيني بريماكوف - و هو أكاديمي روسي من أصول صهيونية ، وكانت تربطه صداقه بصدام ، وعدد من القادة العراقيون ، عندما كان يعمل صحافيا و مندوبا لجربدة البرافدا في الشرق الأوسط ، صداقة و معرفة سابقة - ليقنع القيادة العراقية للاستجابة " لتلكيكات " بعثة الأمم المتحدة للتفتيش على أسلحة الدمار الشامل بالعراق ، و التي انتهت بقصف العراق ثم غزوة بناءا على تقرير - تبث تزويره و كذبه - بوجود دلائلا على وجود أسلحة دمار شامل بالعراق ، و هذا موضوع أخر .
إذن وبعد أن أُستدرج الروس إلى المستنقع الأوكراني ، فقد تم ، وبدهاء و خبث شديدين دراسة كل شيء ، و بدقة متناهية ، عن الجيش الروسي ، و كذا نوعية السلاح الذي يستخدمه ، وحتى الأغذية التي يتناولها الجنود الروس أثناء المعارك .
وبناء على مجريات الحرب في أوكرانيا ، ومدى تحقيق ، و تحقق ، أهداف الناتو من خلالها - ويبدو أنهم قد قطعوا شوطا كبير بالفعل في هذا الاتجاه - قد تبدأ المرحلة التالية ، أو الهدف الاستراتيجي الثاني من تلك الحرب .
أما الهدف الاستراتيجي الأول - والذي ينقسم بدوره إلى عدة أهداف فرعية ؛ وهي باختصار :
- إنهاك روسيا اقتصاديا وعسكريا . ويتزامن ذلك مع خنق اقتصادي دولي قاتل تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا .
- هزيمة روسيا بلا رحمة ، وسحقها سحقا في أوكرانيا .
- إهانة بوتن علنا ، و عمليا ، و عماليتيا ، أمام شعبه ، و العالم ، وكذا مناصريه وحلفائه ؛ داخل ، و خارج روسيا .
- محاولة تأجيج السخط الشعبي داخل روسبا على بوتين المستبد و نظامه - وبعد هزيمته في أوكرانيا - و الذي قاد روسيا إلى الإفلاسكما قادها إلى الهلاك .
وهنا فقط وبعد تعاظم السخط الشعبي ضد بوتين وسياساته ، يدخل الهدف الاستراتيجي الثانيحيز التنفيذ ؛ والذي ينقسم بدوره أيضا إلى عدة أهداف فرعية أخرى ، وهي :
- محاولة استفزاز بوتين ألى أقصى درجة - و بما انه ديكتاتور و مستبد ، ويعمل غالبا ، كما يتخذ قرارات مصيرية وخطرة منفردا ، و دون الرجوع لأية مؤسسة من مؤسسات الدولة ، تدفعه لارتكاب حماقة ما تكون سببا كافيا ، و مسوغا ، لتدخل الناتو عسكريا في روسيا ذاتها . وقد يبدأ ذلك بقصف البني التحتية العسكرية ، و الاستراتيجية ، الروسية داخل روسيا ، بذريعة إزاحة بوتين عن السلطة . وذلك بعد ضرب ، وقسم القوة الضاربة في روسيا من خلال حرب أو كرانيا ، و كما أسلفنا.
- بعد استجابة بوتين لمحاولات استفزازه ، فقد تكون تلك زريعة أخرى لإستصدار حكم من محكمة الجزاء الدولي لمثول بوتين أمامها ، و من ثم يحظر تواجده في أي دولة من دول العالم عضو في محكمة الجزاء - أو حتى غير عضو - بناء على مذكرة مسلمة للبوليس الدولي " الانتربول " ، من قبل المحكمة الدولية . و من المحتمل جدا هنا أن يتكرر معه نفس السيناريو الذي حدث مع مليسوفيتش وكراديتش .
- وهذا ينقلنا بعدئذ للسيناريو ، أو الهدف الأسوأ ، و هو تقسيم روسيا الاتحادية ذاتها ، و حيث هناك العديد - ما لم يكن كل - من الجمهوريات الروسية ، والتي تتشكل منها دولة الاتحاد الروسي ، تتوق إلى الاستقلال عن روسيا لإحساسها بالغبن حتى فيما يتعلق بتوزيع أو اقتسام الثروات الطبيعية ، والتي تتواجد بوفرة في تلك البلدان ، و تشعر شعوبها بأنهم لا يحصلون على نصيب عادل منها ...!