- ℃ 11 تركيا
- 9 نوفمبر 2024
مترجم| عاموس هرئيل: "السنوار" يتلاعب بالمفاوضات.. وإسرائيل تخطط للمعركة المقبلة
مترجم| عاموس هرئيل: "السنوار" يتلاعب بالمفاوضات.. وإسرائيل تخطط للمعركة المقبلة
- 26 نوفمبر 2023, 5:06:05 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
حذر المحلل العسكري بصحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل، من تلاعب زعيم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة، يحيى السنوار، بقيادات الاحتلال في جولات المفاوضات بينهم، ووصفه بأنه "من الصعب الاعتماد على وعوده".
وقال "هرئيل" في مقال له بـ"هآرتس"، اليوم الأحد، إنه من الواضح تماماً أن لدى "السنوار" هدفين من المفاوضات: إطالة أمد وقف إطلاق النار، على أمل عدم تجدُّد القتال، والتسبب بالأذى النفسي للجمهور الإسرائيلي.
وأوضح "هرئيل" أن التهديدات التي أطلقها بالأمس، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، باغتيال كبار مسؤولي "حماس"، هي هدف ثانوي للمعركة، وأن تحقيقه قد يستغرق أعواماً، بعد انتهاء الحرب الحالية.
وكان نتنياهو، قد عقد مؤتمرا صحفيا، أمس، مع وزير الدفاع يوآف غالانت والوزير بني غانتس، شرح فيه الاعتبارات التي أدت إلى تأييد الصفقة التي من المفترض، في إطارها، استعادة 50 مخطوفاً من النساء والأولاد.
نتنياهو يورط قطر
وأشار "هرئيل" إلى أن نتنياهو ربما يتسبب في أزمة لدولة قطر، ذلك أن رئيس الحكومة الإسرائيلية سبق وقال في الماضي إن هذه المهمة أُوكلت إلى الموساد.
ونوّه "هرئيل" أن قطر، التي تستضيف عدداً من كبار قادة "حماس"، هي الوسيطة المركزية في الصفقة. ويثير توقيت هذا الكلام تساؤلات في وقت وجود رئيس الموساد ديفيد برنيع ومنسق شؤون الأسرى والمفقودين نيتسان ألون في الدوحة، من أجل تنفيذ الصفقة.
وأضاف: «في الأمس، نشرت الواشنطن بوست تحقيقاً، جاء فيه أن الإدارة الأمريكية تأمل أن يؤدي وقف إطلاق النار المتعلق بالصفقة (مدته 4 أيام قابلة للتمديد إلى يوم إضافي في مقابل كل عشرة مخطوفين إضافيين تُطلقهم "حماس")، بالتدريج، إلى طريق للخروج من الحرب. ديفيد أغناتيوس، المحلل الأمني في الصحيفة، كتب أن المشاركين في الصفقة يعرفون صيغة المفاوضات "الأكثر في مقابل الأكثر"».
وذكر المحلل العسكري لـ"هآرتس" أن مصدرا رفيع المستوى قال لأغناتيوس إنه لا توجد حدود زمنية لوقف إطلاق النار، إذا استمرت "حماس" في إطلاق كل المخطوفين، وبينهم الجنود. وقال المصدر إن "حماس" نفسها تحتفظ بـ50 امرأة وطفلاً، ويمكن أن يُضاف إلى هذا العدد 20 آخرين.
واستدرك "هرئيل" قائلا إن المصدر لم يتحدث عن مصير 30 مخطوفاً آخرين موجودين في القائمة، الذين طلبت إسرائيل إطلاق سراحهم أولاً، والموجودين لدى الجهاد الإسلامي وتنظيمات صغيرة و"عصابات إجرامية" وفق تعبيره.
تغير الموقف الإسرائيلي
وتطرق عاموس هرئيل إلى تغير الموقف الإسرائيلي من إبرام صفقة جزئية، وأسباب هذا التغيرـ ولفت إلى أن المجلس الحربي ورؤساء المؤسسة الأمنية غيّروا آراءهم بشأن صفقة جزئية في بداية الأسبوع الحالي.
وتابع: "فجر يوم الأربعاء، صوّتت الحكومة مع الموافقة على الصفقة. ويعود التغيُّر إلى موقف الجمهور الإسرائيلي الذي يبدو أن صرخة عائلات المخطوفين أثارت تعاطفاً كبيراً في أوساطه، ومن دون التخفيف قليلاً من معاناة هذه العائلات، سيكون من الصعب تجنيد التأييد للخطوة العسكرية".
ويشكك "هرئيل" في مقاله بالنتائج الإيجابية المتوقعة لإبرام صفقة الأسرى الجزئية واستعادة 50 أسيرا إسرائيليا من النساء والأطفال. ويرجع تشكيكه إلى أنه حتى مع الصفقة، سيظل هناك تفريقا بين العائلا، مضيفا: "ستفرّق حماس بين العائلات، وسيبقى الآباء في الأسر، بالإضافة إلى أشخاص قُتلوا في إسرائيل، وخُطفت جثثهم، أو أشخاص ماتوا في الأسر".
ويزعم المحلل العسكري أن موقف الجمهور الإسرائيلي سيصبح أكثر صلابةً في مطالبته بحرب لا هوادة فيها ضد "حماس"، بشرط ان تضح الصور، خاصة في ظل عدم معرفة أوضاع المخطوفين في ظل الفوضى التي تسود غزة، وكيف يجري التعامل معهم.
وربط "هرئيل" بين هذا الاحتمال، وبين تصريحات الثلاثي نتنياهو - غالانت وغانتس، والكلام الذي يقوله رئيس الأركان هرتسي هليفي. ففي حديث له مع قادة الألوية في الفرقة 36 في داخل قطاع غزة، أعلن هليفي: "سنواصل حتى النصر، وسنمضي قدماً، ونتقدم نحو مناطق أُخرى".
جيش الاحتلال يستعد
وأشار "هرئيل" إلى أنه قبل سريان وقف إطلاق النار، واصل الجيش الإسرائيلي تحرُّكه في شمال غزة، وفي مخيم اللاجئين جباليا، وحيّ الزيتون في شرقي مدينة غزة. ولم تدخل القوات بعد إلى حيّ الشجاعية، المعقل المركزي الأخير لـ"حماس" في المنطقة.
ولفت "هرئيل" إلى أن جيش الاحتلال أعاد هذا الصباح نشر قواته في شمال القطاع، كي يسمح لها بالدفاع عن نفسها بصورة جيدة خلال وقف إطلاق النار. منوها أن قسم من جنود الوحدات، سُمح له بالراحة في الجزء الإسرائيلي من السياج.
وأكد المحلل العسكري لـ"هآرتس" أن توقُّف القتال، سيسمح لجيش الاحتلال الإسرائيلي بتحضير خطوته الهجومية الجديدة في جنوب القطاع. مشددا على أنه حتى الآن، هناك إجماع في القيادتين السياسية والأمنية على عملية برية كبيرة هناك، وأنه بالاستناد إلى التقارير، فإن كبار قادة "حماس" موجودون في منطقة خانيونس.
وأوضح "هرئيل" أن مثل هذه العملية يمكن أن يستغرق شهوراً، وهي تواجه صعوبتين. الصعوبة الأولى، هناك تتركز كل القدرات العسكرية لـ"حماس"، والتي لم تتضرر. وثانياً، توجد في الجنوب كثافة سكانية كبيرة، نحو مليوني نسمة، بعد تقديرات بشأن بقاء أقل من 80 ألف فلسطيني في شمال القطاع.
وقلل "هرئيل" من نجاح خطة جيش الاحتلال للتعامل مع الصعوبة الثانية، قائلا: "يتحدث الجيش عن دفعهم إلى منطقة آمنة في داخل الجزء الجنوبي، لكن ليس واضحاً ما إذا كان هذا ممكناً".
سيناريو آخر
واختتم "هرئيل" مقاله بالحديث عن سيناريو آخر، هو أن تعرب الولايات المتحدة عن تأييدها للرد الإسرائيلي، وتتعامل مع وقف إطلاق النار كأمر موقت، يمكن أن يعود الجيش إلى العمل بعده.
واستدرك بالقول إن إدارة بايدن تتحفظ عن سير العملية العسكرية في جنوب القطاع - ولا تزال مصدومة من رفض نتنياهو الشديد مناقشة سيناريوهات اليوم التالي.
وأضاف: "بمرور الوقت، من المحتمل أن تكون النتيجة زيادة الضغط على إسرائيل لمنعها من القيام بعملية واسعة النطاق في جنوب القطاع. وما يراه الأمريكيون مختلف تماماً عن الخطة التي يعدّها الجيش الإسرائيلي. فالأمريكيون ينتظرون خفض عديد القوات الإسرائيلية في شمال القطاع، وإنشاء منطقة أمنية عازلة، يُمنع فيها إطلاق النار على طول الحدود، منعاً باتاً، وربما توغلات محدودة للجيش في شمال القطاع فقط".