تكبير الخط تصغير الخط

.. لأن القاتل لا يُقبل تعاطفه، وكل مسئول عما حدث هو قاتل، حتي لو لم يكن قتلا مع سبق الاصرار والترصد، فالإهمال شروع في قتل..

.. وضحايا قطار الصعيد ليسو هم القتلي الوحيدين في هذا البلد، نحن جميعا، وكل فقراء هذا الوطن ، مشروع قتلي: بالقطارات، في مراكب الصيد، بالطعام المسرطن، بالإهمال الطبي في مستشفيات تشبه القبور، بالماء الملوث، بالموت البطيء نتيجة انعدام أي أمل في العمل أو الحياة الكريمة..بالهجرة غير الشرعية، بحوادث الطرق، بغلاء أسعار الأدوية، ...الخ

.. نحن قتلي في انتظار موعد التنفيذ.. قال عنا رئيس الدولة أننا عبئا عليه، وقال عنا المسئولون في الدولة أننا لا نستحق رغيفا ولا دعما، وقال عنا رجال الأعمال  أننا سبب تخلف البلد لأننا كسالي.. 

.. نحن عبء عليهم، فالتخلص منا وقتلنا بطرق شتي ليس جريمة في عُرفهم .. ولديهم من التبريرات والحجج التفاهة ما يجعل ضمائرهم مستريحة، إن كانوا يملكون ضمائر..سيدفعون.. وينتهي الأمر، سيقتلون العدالة وينتهي الأمر، فقط عشرة آلاف جنيه لكل رقبة ذبحت جراء إهمالهم.. عشرة آلاف جنيه، بالنسبة لهم ثمن بسيط جدا يتم انفاق أضعافه يوميا في صالات القمار.. عشرة آلاف جنيه، تُدفع سمسرة لأبسط عملية تجارية بين تجار الشنطة..

البقاء لله..في من قضي نحبه.. وفي من ينتظر قضاء ربه