- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
لعبة المفاوضات الطريق إلى حريق القاهرة ١٩٥٢
لعبة المفاوضات الطريق إلى حريق القاهرة ١٩٥٢
- 15 مارس 2021, 5:16:24 ص
- 2937
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
إن التاريخ لم يذكر قط إن مفاوضات حررت شعباً احتل بالقوة والسلاح.
ففي أي مرحلة من مراحل التاريخ القديم والمعاصر تحرر بلداً عن طريق المفاوضات؟ إنه لمن غير المنطقي أن تحدد مصائر الأمم داخل غرفاً مغلقة واتفاقيات سرية مهما سموها مفاوضات سلام، اتفاقيات سلام فك الارتباط، المقاومة السلبية ...هكذا قال التاريخ.
احتلت انجلترا مصر عام 1882 ومن أهم أسباب بقاء الاحتلال لفترة طويلة هي المفاوضات؛ فمنذ تولي حكم الوفد علي يد سعد باشا زغلول في أوائل القرن العشرين 1915 وكان سعد باشا زغلول رئيساً للحكومة المصرية. انتهجت الحكومة سياسة المفاوضات، وحتى عندما قامت ثورة 1919 قامت لأجل الضغط على الإنجليز للجلوس على مائدة المفاوضات. وبعد أن نجحت الثورة جلست الحكومة المصرية على مائدة المفاوضات منذ عام 1919 حتى 1951، أي قرابة اثنتي وثلاثين عاماً فهل هذا نجاح؟ ... إنها مجرد مفاوضات ومعاهدات لم تثمر عن خروج الاحتلال.
إن المفاوضات لها دور هو أن تمنع احتلال، وأن تحل المشكلات قبل وقوعها، وإن وقعت البلاد في الاحتلال فما أخذ بالقوة يسترد بالقوة، إنه الكفاح المسلح جيش وفدائيون هكذا يكون الاستقلال.، وعندما نفي سعد زغلول قامت ثورة 1919 تصدى الإنجليز للثورة التي طالبت بعوة سعد زغلول بمنتهي العنف والقسوة. ومع ذلك بدأت دائرة المفاوضات من المحتل الإنجليزي؛ ليتحول كفاح مصر المسلح وكفاحه ضد الإنجليز إلى طاولة المفاوضات، التي لا تنتهي، والتي ما هي في الأساس إلا لعبة لكسب الوقت لصالح المحتل.
وقد وقع حزب الوفد المصري وعلي رأسه سعد باشا زغلول فريسة سهلة في خداع مؤامرة المفاوضات غير مدركين لأبعاد المؤامرة الإنجليزية. وانقسمت تلك المفاوضات إلى ثلاث مراحل استغرقت اثنين وثلاثين عاماً محققةً آمال وطموحات التخطيط الإنجليزي حيث إنها لم تحقق نتائج ملموسة ولم يخرج الإنجليز من أرض مصر. ودخلت لعبة المفاوضات مرحلتها الأولي:
المرحلة الأولي "من عام 1920 إلى عام 1922"
وانتهت بتصريح 28 فبراير 1922. والذي أعلن انتهاء الحماية الإنجليزية علي مصر. وإعلان استقلال البلاد ولكن مع تحفظات أربعة جعلت من الاستقلال وهماً. وهي:
- حق انجلترا في تأمين مواصلاتها في مصر " لتبرير بقاء الجيش البريطاني".
- حق انجلترا في الدفاع عن مصر.
- بقاء الامتيازات الأجنبية.
- حق انجلترا في التصرف في السودان وكان وراء هذا الحق مؤامرة كبرى وهدف للإنجليز.
ألا وهو ظهور دستور 1923 الذي تحكم به مصر علي نمط الدساتير الغربية مما يفقدها هويتها، ويجعلها تغيب عن فكرة الجامعة الإسلامية، ويجعل دستورها قائماً علي رفض تدخل للدين في حكم وحياة الناس,ودخلت لعبة المفاوضات في المرحلة الثانية.
المرحلة الثانية " من عام 1924 وحتى عام 1936"
وفي تلك الفترة نجحت الحيل الإنجليزية في إيقاع الحركة السياسية في مصر في براثن الخلافات الداخلية والشقاق بين الحكومة والملك من ناحية، وبين حكومة الوفد والأحزاب من ناحية أخرى.إلي أن جاء أحد الفدائيين الشرفاء ( لي ستال ) قائد عام الجيش المصري، مما جعل الإنجليز يدركون عدم فاعلية وجود سعد زغلول فأجبروه علي الاستقالة فتوفي حزنا علي ما أصابه عام. 1927.
وجاء مصطفي النحاس علي نهج معلمه سعد زغلول في اعتماده علي سياسة المفاوضات الواهمة ، وانتهت تلك المرحلة من المفاوضات بتوقيع معاهدة 1936 الذي أطلق عليها مصطفي النحاس اسم ميثاق الشرف والاستقلال وللأسف الشديد لا حازت علي شرف ولا نالت اسقلالاً, وتضمنت هذه المعاهدة شروطاً سبق تحولت بموجبها العلاقة بين مصر وانجلترا من علاقة أعداء إلى علاقة أصدقاء تحولاً غريباً في العلاقة المصرية الإنجليزية.
فكانت معاهدة 1936 نقطة تحول خطيرة لا بد أن ينتبه إليها الجميع، ولا ينساها التاريخ.؛ حيث من غير المنطقي تقديم تنازلات من الجانب الإنجليزي المحتل ولكن سرعان ما تم إدراك أن تلك التنازلات كان لها مقابل وهو الاعتراف الرسمي بشرعية الوجود البريطاني العسكري في مصر. فكان التواجد الذي حددته المعاهدة للقوات الإنجليزية هو انسحاب الاحتلال البريطاني من الأراضي المصرية كلها وتمركز في القضاة. وبهذا رأى مصطفي باشا النحاس أنه حول العلاقة المصرية البريطانية من علاقة أعداء إلى علاقة صداقة.
وهكذا خذلت معاهدة 1936 كل المجهودات والتضحيات التي قام بها الفدائيون المصريون خلال خمسون عاماً من الكفاح من أجل التحرير المبني على مبدأ مصر للمصريين دون أي شروط أو قيود. فكانت معاهدة 1936 قيداً على أعناق المصريين ... المحتل الآن شرعية... إنها كلمة حق يراد باطل,ولكن لم تفلت الحكومة من انتقادات المثقفين والمصرين الأحرار الذين حاربوا المعاهدة مما أدى لغليان الشارع المصري ضد المعاهدة.
حتى حاول بعض المعارضين للمعاهد اغتيال مصطفي باشا النحاس عام 1937 لكنها فشلت., وخلال تلك الأونة كشفت حقيق الأحزاب المصرية وعدم فاعليتها أمام الكيان الإنجليزي، وبدأ المصريون في الاعتراض عن تلك الأحزاب.
فنشئت تيارات جديدة حيث ظهرت جماعة الإخوان المسلمين علي يد مؤسسها حسن البنا الكثير من الشباب حتى أصبحت خلال فترة قصيرة تقدر بمئات الآلاف وصارت أكبر قوة سياسية على الساحة,و كونت فرقاً وكتائب مسلحة مدربة ومدعم بعناصر من الجيش المصري للتدريب علي استخدام السلاح.، وظهرت أيضاً مصر الفتاة وقائدها أحمد حسين وإن كانت لا تتميز بنفس الصبغة الدينية كالإخوان المسلمين.
وكان لظهور تلك الجماعات رد فعل عنيف للإنجليز حيث أنها لم تكن في حسابات المخططات الإنجليزية حيث كان الإنجليز وقتها مسيطرون سيطرة كبيرة علي الأحزاب المصرية. وانتهز الإنجليز فرصة اشتعال الحرب العالمية الثانية.
وتقدم الألمان في صحراء مصر الغبية، وأجبروا الملك فاروق علي تعيين مصطفي النحاس رئيساً للوزراء., في حادث قصر عابدين سنة 1942 وكان فاروق قد عزل مصطفي النحاس قبل ذلك. ليدعم الإنجليز في الحرب العالمية الثانية
ودخلت المفاوضات في المرحلة الثالثة" من سنة 1946 إلى سنة 1951" وكان السعي في تلك المرحلة، علي تعديل معاهد 1936 التي بان خطئها فكان الزمن كفيلاً لإظهار نوايا المعاهدة, وقد أخذت مصر وعوداً كاذبة بالجلاء عن مصر وبالأخص منطقة القناة.
وكان الإنجليز يهدفون إلى الابتزاز والضغط علي الحكومة المصرية برئاسة النقراشي من أجل هدف معين وهو مع حركة المقاومة الشعبية التي بلغت أوج قوتها في حرب فلسطين عام 1948، وكان لرغبة الإنجليز في ابتلاع الحق الفلسطيني وراء حل جماعة الإخوان المسلمين في مصر. فكان القرار بسحب القوة الموجودة في الخطوط الأمامية في فلسطين ، واعتقال أفرادها وقواتها على يد النقراشي. فكان اعتقال الإخوان بعد ترحيلهم من فلسطين إلى منطقة هايكستب ومنها إلى السويس ومنها إلى معتقل الطور بسيناء بواسطة الباخرة فوزية. ثم معتقل عيون موسي ,ونجحت حكومة النقراشي في تحقيق المطالب الملح للإنجليز في القضاء على قوى المقاومة في فلسطين لتصبح فلسطين فريسة للحركة الصهيونية.
- وجد النحاس باشا نفسه في خطر وفي 15/10/1951 الموافق 7 محرم 1371 هـ أعلن إلغاء المعاهدة. وقد قال مقولته الشهيرة: " من أجلكم وقعت المعاهدة ومن أجلكم اليوم أعلن إلغائها" من أجل مصر عقدتها ومن أجل مصر إلغيها, وسط تأييد حافل من نواب الحكومة والمعارضة ,وجاء إلغاء المعاهدة ليكشف الستار عن حقيقة التواجد العسكري ،البريطاني في القناة. وينسف مبررات بقائه. فالآن سقطت دعوى الحماية البريطانية لمصر.
والآن صحح الخطأ في إبرام المعاهدة الملعونة التي عانى فيها الشعب المصري، وكسب الاحتلال شرعية لتواجده في مصر.
وقد أدى إلغاء المعاهدة إلى إلغاء الامتيازات والإعفاءات التي كانت تتمتع بها القوات البريطانية في القناة.
- فألغيت الإعفاءات المالية كالرسوم المستحقة على عبور السفن التي تمر في المياه المصرية لخدمة القوات البريطانية.
كما امتنعت السكك الحديدية المصرية عن أداء الخدمة للقوات البريطانية أو نقل أي مهام وعتاد.
ومنعت الحكومة المصرية دخول الرعايا البريطانية إلى البلاد ما لم يكونوا حاصلون على تأشيرة دخول من القنصلية المصرية.
- وأنهت الحكومة المصرية تصاريح إقامة الرعايا البريطانية، وأنهت الحكومة تصاريح إقامة البريطانيون الذين يخدمون القوات
البريطانية وكان مؤقت التنظيمات الوطنية من ألغاء المعاهدة واضحاً ؛ حيث أخذ الشعب المصري زمام المبادرة بنفسه ليصنع إلغاء المعاهدة موضع التنفيذ فرفعت التنظيمات السياسية لواء الكفاح المسلح.
فشكلت التنظيمات الوطنية كتائب التحرير التي شاركها فيها التنظيمات السياسية باختلاف اتجاهاتها الإخوان المسلمون، الحزب الاشتراكي (مصر القناة)، الشيوعيين.
- وفي 21 محرم 1371 هـ 21 أكتوبر 1951م اتخذ مجلس الوزراء بجلسة السرية مجموعة من القرارات التي تعبر عن جدية الحكومة في قرار إلغاء المعاهدة.
فقررت اتخاذ كافة السُبل المؤدية إلى عدم تعامل العمال مع المصريين الإنجليز، وصرف أجور هؤلاء العمال وتوفي الأعمال البديلة لهم. كما قررت الحكومة التشجيع على الأعمال الفدائيين ودعها بشكل سري ليدعم موقفها في إجراءات إلغاء المعاهدة.
- كما أعدت الحكومة نفسها لمقاومة الإنجليز إذا ما اجتازوا منطقة القناة مهما كانت النتائج والدفاع عن القاهرة. وكانت خسائر الجيش البريطاني فادحة نتيجة العمليات الفدائية وانسحب العمال المصريين من العمل في المعسكرات الإنجليزية. وأعلنت حكومة الوفد فتح باب تسجيل أسماء عمال المعسكرات الراغبين في ترك عملهم مساهمة في الكفاح الوطني وسجلت (91.572) عاملاً في الفترة من 16 أكتوبر إلى 30 نوفمبر 1951. كما توقف متعد توريد الخضروات واللحوم والمستلزمات الأخرى عن توريدها للمعسكرات الإنجليزية مما أحدث أزمة للجيش البريطاني نتيجة لوقف توريد مستلزمات الإعاشة لسنة 180 ألف جندي، وضابط بريطاني. وجدت بريطانيا نفسها في مأزق وبدأت في أخذ بعض الإجراءات والتدابير لإجبار الحكومة المصرية للتراجع عن موقفها. وكان لبريطانيا العديد من الخطط لتنفيذ مخططها لإجبار حكومة الوفد للتراجع.
- ومنها خطة عمل سياسي لإحراج حكومة الوفد.
- وخط عسكرية لإحتلال مدينة القاهرة عن طريق القيام بعمل عسكري يقوم به الملك بمساعدة الجيش.
- خطة تخريبية لحرق القاهرة
- فالنسبة لخطة العمل السياسي والدبلوماسي لإحراج حكومة الوفد.
فقد نفذتها القوات البريطانية بغباء بالغ حيث قامت بعملية هدم لكفر أحمد عبده بالسويس في ديسمبر 1951، في عملي استعراضية ضخمة فيها 250 دبابة و 500 مصفحة، وعدد من الطائرات,وكان الهدف من وراءها إخراج الحكومة المصرية وإظهارها بمظهر الضعف وكذلك تحطيم روح المقاومة الشعبية عند المقاومين,وكان رد حكومة الوفد هو سحب السفير المصري من لندن وطرد جميع المواطنين البريطانية عن العم في خدمة الحكومة المصرية.
- وأصدرت الحكومة تشريعاً يقضي بتوقيع عقوبات على المتعاونين مع القوات البريطانية.- وإباحة حمل السلاح.- وسعت بريطانيا إلى مؤامرة لبث الفرقة بين صفوف المصريين، فقام عدد من عملائها بأشكال النار في كنية بمدينة السويس.أثناء غارة بريطانية على المدينة في 4 يناير 1952.- وقد حاولت بريطانيا إلصاق التهمة بالفدائيين لزرع الفتنة بين المصريين، واستعداء الرأي العام على الحكومة الوفدية والإخوان من الفدائيين.- ولكن ما لبثت التحقيقات أن أثبتت كشف مسئولية جماع (إخوان الحرية) التي تمولها المخابرات البريطانية عن الحادث والتي صنعتها المخابرات البريطانية لتشويه صورة جماعة الإخوان المسلمون.- فكانت رعونة الإحتلال توقعه في العديد من الأخطاء الفادح التي أدانته تاريخياً.فأقدمت القوات البريطانية على مغامرة أخرى لا تقل رعونة ولا استفزازاً عن محاولاتها السابقة لإهانة الحكومة وإذلالها حتى ترجع عن قرار إلغاء المعاهدة.
- ففي صباح يوم الجمعة 27 ربيع الآخر 1971 هـ - 25 يناير 1952 م.استدعي القائد البريطاني بمنطقة القناة ضابط الاتصال المصري، وسلمه إنذاراً بأن سلم قوات البوليس المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية وتجلو عن دار المحافظة والثكنات
وترحل عن منطقة القناة كلها. الآن فقط شعرت القوات البريطانية بنتائج رعونتها ومماطلتها من الجلاء عن أراضِ مصر.فأرادت الاستيلاء على القناة لتحافظ على مصالحها وتزيد من ضغطها لإسقاط حكومة الوفد ولتمسك هي بمقاليد حكم مصر., ورفضت المحافظة الإنذار البريطاني وأبلغته إلى وزير الداخلي أينذاك (فؤاد باشا سراج الدين) الذي أقر موقفها وطلب منهم الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام, وقبل غروب شمس ذلك اليوم حاصرت الدبابات والمصفحات البريطانية مبني المحافظة بسبعة آلاف جندي بريطاني مزودين بالأٍسلحة ومدافع الميدان,بينما كان عدد الجنود المصريين المحاصرين لا يزيد على ثمانمائة في الثكنات وثمانمائة في المحافظة، لا يحملون غير البنادق. واستخدم البريطانيون كل ما معهم من الأسلحة في قصف مبني الذي أقر موقفها وطلب منهم الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام, وقبل غروب شمس ذلك اليوم حاصرت الدبابات والمصفحات البريطانية مبني المحافظة بسبعة آلاف جندي بريطاني مزودين بالأٍسلحة ومدافع الميدان بينما كان عدد الجنود المصريين المحاصرين لا يزيد على ثمانمائة في الثكنات وثمانمائة في المحافظة، لا يحملون غير البنادق واستخدم البريطانيون كل ما معهم من الأسلحة في قصف مبني المحافظة واستمر الجنود البواسل في المقاومة حتى نفذت آخر طلقة معهم بعد ساعتين من القتال، وسقط منهم خمسون شهيداً وأصيب نحو ثمانين آخرين، وأسر ما بقي منهم.
ومن الجدير بالذكر إن ما بقى من جنود الشرطة المصرية الأبطال عند خروجهم من مبني المحافظة تلقوا التحية العسكرية من القائد البريطاني تحية لبطولتهم وصمودهم إنها حقاً ملحمة الصمود للشرطة المصرية.
- وسرعان ما انتشرت أخبار الحادث ووصلت للقاهرة واستقبل الشعب المصري الأخبار بالغضب وخرجت المظاهرات من الطلبة والعمال وجنود الشرطة أيضاً في صباح السبت 26 يناير 1952. وانطلقت المظاهرات تشق شوارع القاهرة التي امتلأت غضباً وراحوا ينادون بحمل السلاح ومحاربة الإنجليز.إنها ثورة القاهرة فقد فشلت جميع المخططات الإنجليزية الآن وبات وجودها في القناة محقوقاً نتيجة للعمليات الفدائية المستمرة. وكذلك فإن قيام الملك بإنقلاب عسكري بمساعدة المخابرات البريطانية، ليسقطه حكومة الوفد أصبح أمراً مستحيلاً. حيث تناسي العداء بين الجيش والملك نتيجة هزيمة 1948 ، وقضية الأسلحة الفاسدة للملك فاروق وحده.، ولم يبق أمام البريطانيين إلا خياراً أخير
وكانت الخطة مدبرة ومحكمة مسبقاً ووجود الفرصة سائحة لتنفيذ مخططهم.
مظاهرات وقليل من الشغب من القلة غير المدركة.
- عطلة نصف يوم بوسط القاهرة.
- واليوم أيضاً الملك يحتفل مع كبار الوزراء وقادة الجيش والدولة بميلاد ولي العهد.
- وفي ساعات قلائل التهمت النار نحو 700 محل وسينما وكازينو وفندق ومكتب وناد في شوارع وميادين وسط القاهرة. فكانت خسائر حريق القاهرة فادحة. فقد التهم الحريق نحو ثلاثمائة محلاً، بعضهم من أشهر المحال وثلاثين مكتباً لشركات كبرى وثلاث عشر فندقاً كان منها شبرد ومتروبولتبيان., وأربعين دار سينما من بينها ريفولي وراديو ومترو وميامي وديانا، وثماني معارض سيارات، وعشرة متاجر سلاح، و37 مقهى ومطعماً، ومنها حروبي والأمريكيين، 92 حانة و16 نادياً وراح ضحية هذا اليوم 26 قتيلا ففي الفترة ما بين الساعة الثانية عشر والنصف ظهراً والساعة الحادية عشرة مساءًالتهمت النار نحو (300) محل بينها أكبر وأشهر المحلات التجارية في مصر.
ليكون حريق القاهرة .....