- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
عماد عفانة يكتب: قضية اللاجئين الفلسطينيين بين ادارتين في البيت الأبيض
عماد عفانة يكتب: قضية اللاجئين الفلسطينيين بين ادارتين في البيت الأبيض
- 12 يناير 2022, 10:17:50 ص
- 633
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قادت الإدارة الأمريكية في عهد دونالد ترامب وحلفائها في المنطقة لتصفية القضية الفلسطينية، وتشكيل تحالف منظما سياسيا والعالم، مسار إقليمي بين هؤلاء الحلفاء، وفي هذا السياق كان ملف اللاجئين الفلسطينيين في بؤرة السعي الأمريكي لتصفية الحقوق الفلسطينية، من خلال جملة الإجراءات الأمريكية لنزع الشرعية دوليا عن وضع اللاجئين الفلسطينيين ومكانتهم المعترف بها أمميا، وصياغة تعريفات جديدة بشأنهم، والعمل على تصفية "أونروا" كحامل وظيفي أممي لدور أساسي من واجبات الأسرة الدولية تجاه اللاجئين الفلسطينيين، او استهداف الفلسطينيين عموما بما يقوض قدرتهم على الدفاع عن قضاياهم.
ورغم تراجع "الخطة الأمريكية للسلام/ صفقة القرن" عن تصدر العناوين والخطاب السياسي الأمريكي بعد سقوط هذه الإدارة، فإن السياق، والتراجع الأساسي الذي أطلقته السياسات الأمريكية لا زال فاعلا، والتراجع النسبي عن استهداف "أونروا" لا يعني عودة المنظمة لسابق عهدها أو السماح بمنحها الموازنات الملائمة الاستعادة قدرتها على تقديم خدمات حقيقية للاجئين، كما أن مسار تشكيل التحالف الإقليمي بين كيان الاحتلال ودول التطبيع العربي لا زال فاعلا ويحظى بدعم أمريكي، ورهانات أطرافه على تصفية القضية الفلسطينية لم تنقطع أو تتراجع.
على مستوى الإقليم تترجم المساعي التنفيذية هذه السياسات على شكل مشاريع اقتصادية وسياسية وأمنية مشتركة، بما يمنح المحتل مكانة المهيمن على القطاعات الحيوية في عديد من دول المنطقة بما في ذلك دول مضيفة للاجئين الفلسطينيين مثل الأردن وسوريا ولبنان، من خلال مشاريع خطوط وصل الطاقة والغاز ونقل المياه التي تتورط فيها هذه الدول تدريجيا، و تتركب على ذلك مظلة سياسية تلعب أدوارا ضاغطة تقودها كل من مصر والأردن إلزام الفلسطينيين بشروط التعايش مع الوضع التطبيعي العربي الجديد، والذي يكرس وضعهم وقضاياهم كهامش ويضع التعاون مع المحتل كمركز وأولوية لبناء السياسات والتحالفات.
في موازاة الضغوط والمغريات التي تقدمها الدول المركزية في مشروع التطبيع العربي لأجل سوق غيرها للتحالف مع الاحتلال، تمارس هذه الدول أيضا دعمها لمشاريع ومجموعات سياسية في العديد من الدول المضيفة للاجئين، تعمل على إحداث تغيير جذري في بيئتها السياسية والأمنية بما يخلق بيئة أكثر عداء للفلسطينيين وقضيتهم ولاجئيهم على أراضي هذه الدول.
في ظل هذه العوامل المجافية، تمكن الفلسطينيون من تظهير نموذج في قدرتهم على التمرد الجماعي مجددا، ضد جرائم الاحتلال في القدس وقطاع غزة، والتي استجرت رد فعل فلسطيني شمل كامل بقاع الانتشار الفلسطيني، على نحو استعاد صورة النضال الجمعي الفلسطيني وممكناته المحتملة، ومع ذلك فإن قصر المدى الزمني للحدث وغياب الاستثمار الجدي في تعميقه أبقاه قابلا لحصار مفاعيله.
عن تقدير موقف بعنوان: اللجوء الفلسطيني 2022: فشل السياسة والبحث عن البدائل
جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "180 تحقيقات"