طاهر الكتبي يكتب:شجرة الانبياء ..الحلقة ١١

profile
  • clock 23 أبريل 2021, 1:36:05 ص
  • eye 936
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01


الحلقة الحادية عشرة 

سيدنا اسماعيل عليه السلام

عندما بلغ عمر النبي إبراهيم -عليه السلام- 86 سنة ولم يكن الله تعالى قد رزقه الولد فدعاه بأن يهب له ولدًا صالحًا، فاستجاب له دعاءه وبشّره بغلامٍ حليم، وقد كان إبراهيم -عليه السلام- متزوّجًا من السيّدة سارة ولم تُنجب له ولد، فوهبت له جاريةً لها مصريّة، وهي السيّدة هاجر، فتزوّجها النبي إبراهيم وأنجبت له إسماعيل -عليه السلام- وقد ولِد في أرض الشام، بجوار بيت المقدس في قرية تُدعى "حبرون" و ولكنّ السيّدة سارة لمّا رأت تعلّق قلب زوجها بابنه، تألمت لهذا وغارت، فطلبت منه أن يرحل بزوجته وابنه ويسكنهما في مكان بعيد عنها.

أمر الله لإبراهيم بالخروج إلى مكة

لماذا استجاب النبي إبراهيم لطلب زوجته سارة؟

استجاب النبي إبراهيم لطلب زوجته سارة لأنّ الله تعالى أوحى له بذلك، وأوحى إليه أيضًا بالمكان الذي يجب أن يأخذ السيّدة هاجر وابنها إليه، فرحل بهم متجهًا إلى الجنوب حتّى وصل إلى وادٍ جاف وليس فيه زرعٌ أو ماشية أو ماء أو شجر، أي أنّه كان خاليًا من أي مظهر من مظاهر الحياة، فأنزل زوجته وابنه فيه وترك لهما قليلًا من الطعام والماء، وهمّ بالعودة، فصارت السيّدة هاجر تتعلّق به وتكرر النداء: أين تذهب وتتركنا يا إبراهيم، من سيطعمنا من سيسقينا ومن سيحمينا؟ وهو لا يُجيبها بشيء، ثمّ سألته أهو أمرٌ إلهي، فقال نعم، فقالت: إذن لا يضيعنا، وكان ذلك الوادي الذي تركهم فيه هو مكة المكرمة.

دعا النبي إبراهيم ربّه بعدما ترك السيّدة هاجر وابنها في ذلك الوادي، فقال: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}،[ فاستجاب الله تعالى دعوة نبيّه الكريم

البحث عن الماء

ما الرابط بين قصّة السيّدة هاجر وماء زمزم والسعي بين الصفا والمروة؟

صارت السيّدة هاجر تشرب من الماء الذي تركه النبي إبراهيم لها وتُرضع ابنها، ولكنّ ذلك الماء نفد فعطشت وعطش ابنها، واشتّد ذلك عليها فهي ترى ابنها جائعًا ظمأنًا وليس بيدها حيلةٌ لسدّ رمقه، فراحت تمشي وصعدت الصفا وأخذت تنظر في الوادي علّها ترى أحدًا، ولكن لم يظهر له أي إنسان، فهبطت من الصفا حتّى إذا بلغت بطن الوادي رفعت طرف ثوبها وراحت تسعى سعي الإنسان المجهود.

حتّى خرجت من الوادي وصعدت جبل المروة، ونظرت أيضًا ولم ترَ أحدًا، وفعلت ذلك سبع مرات وكان هذا أصل السعي بين الصفا والمروة في مناسك الحج، فأرسل الله تعالى لها مَلكًا وضرب بجناحه على الأرض فظهر الماء فجعلت تجمعه بيدها، وصارت تملأ سقاءها من الماء والنبع مازال يفور، فكان هذا هو ماء زمزم، وشربت منه وسقت ابنها.

مجيء القوم العرب

كيف عرف القوم بوجود بشر في الوادي؟

لمّا صار في الوادي ماء أصبحت الطيور تنزل فيه لتشرب، وكانت القبيلة القريبة من تلك المنطقة تُسمّى قبيلة جُرهم، فلمّا كان بعضٌ منهم مارين في طريق كداء نزلوا في أسفل مكة، ولمّا رأووا الطير، ظنّوا وجود الماء وهم يعلمون أنّه ليس في الوادي ماء من قبل، فأرسل واحدًا منهم أو اثنين، فعادا وأكّدوا لهم وجود الماء، فذهبوا إليه ووجدوا أم إسماعيل وابنها، فاستأذنوها للسكن قريبًا منها، فسمحت لهم بذلك.

استقرار القوم مع إسماعيل وأمه

أين نشأ النبي إسماعيل؟

كانت السيّدة هاجر تُحب الأُنس فأعجبها أن يسكن القوم قريبًا منها، وقد نزل من كان مارًّا منهم، وأرسلوا إلى من تبقّى منهم وجاؤوا جميعًا واستقرّوا في المكان الذي كانت تستقّر فيه السيّدة هاجر وابنها إسماعيل عليه السلام، وقد نشأ بينهم وتعلّم اللغة العربية منهم، ولمّا شبّ أعجبهم وظهر تفوّقه عليهم.

زواج إسماعيل وموت أمّه

ممّن تزوّج إسماعيل عليه السلام؟

قام الجراهمة بتزويج النبي إسماعيل -عليه السلام- بعدما أدرك بامرأةٍ منهم، وكان ذلك بعد وفاة أمّه.

زيارة إبراهيم لولده إسماعيل

ماذا نتج عن رؤية النبي إبراهيم وحديثه مع زوجة ابنه؟

زار النبي إبراهيم بيت ابنه بعدما تزوّج فلم يجده هناك ووجد زوجته فسألها عن معيشتهم، فشكت له ذلك، وأخبرته أنّهم بشرٍّ وسوء حال، فقال لها: عندما يأتي إسماعيل بلّغيه منّي السلام وأخبريه أن يُغيّر عتبة بابه، فلمّا جاء إسماعيل أحسّ أنّ أحدًا زارهم، فسأله عن ذلك، فقالت: نعم، وأخبرته بما حصل، فعلم بمقصد والده وقال لها إنّ أبي يأمرني بطلاقك، وطلّقها، وتزوّج بامرأةٍ أخرى من الجراهمة أيضًا.

فزار النبي إبراهيم ابنه ثانيةً ولم يجده في البيت فلمّا سأل زوجته عن حالهم أخبرته أنّهم بأحسن حال، ودعا لهما وقال لها أن تُخبر إسماعيل أن يُثبّت عتبة بابه، فلمّا رجع إسماعيل وعلم بما حصل، قال لزوجته أنّ أبيه يُريد منه أن يُمسك زوجته ولا يُفارقها فكان كما أراد، ووسّع الله تعالى عليهما ببركة دعاء إبراهيم عليه السلام، ورزق الله تعالى إسماعيل الذرية من زوجته الثانية.

لقاء إبراهيم بإسماعيل

كيف كان لقاء النبي إبراهيم بابنه إسماعيل؟

مضت مدّة ثم عاد النبيّ إبراهيم لزيارة إسماعيل -عليه السلام- فوجده يبري نبلًا له تحت دوحة، في مكان قريب من ماء زمزم، فلمّا رأى إسماعيل أباه قام إليه فصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد عن اللقاء، من إظهار المحبة والشوق، ثمّ قال إبراهيم -عليه السلام- لابنه: إنّ الله أمرني بأمر، فقال إسماعيل: أفعل ما أمرك الله تعالى به، فقال وتُعينني عليه، قال: نعم، أعينك.

أمر الله لإبراهيم ببناء البيت

ما الأمر الذي أُمر به النبي إبراهيم؟

قال النبي إبراهيم لابنه إسماعيل إنّ الله أمره ببناء بيت ها هنا، وأشار إلى أكمة مرتفعة وبارزة على ما حولها، فقاما يرفعان القواعد من البيت وهو بيت الله الحرام كعبة الله المشرّفة، فكان إسماعيل يأتي بالحجارة،

سيدنا اسماعيل

فكان إسماعيل يأتي بالحجارة، وإبراهيم يبني، وكانا يقولان وهما يبنيان ويدوران حول البيت: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.[٧][٥] العبر المستفادة من قصة إسماعيل عليه السلام في قصّة النبي إسماعيل -عليه السلام- الكثير من العِبر ومنها ما يأتي:[٥] صدق التوكّل الذي يتمتّع به المؤمن هو سبيل تحقيق المستحيلات والمعجزات، فالله تعالى لا يُضيّع من توكّل عليه. البر الشديد الذي تمتّع به النبي إسماعيل تجاه والده رغم أنّه لم يكن يعيش معه، وكان هذا نتيجة للصلاح الذي تمتّع به الوالدين وامتثالهما لربّهما.


حلقات أخري

شيث عليه السلام

 سيدنا إدريس

نوح عليه السلام

سيدنا صالح

إبراهيم عليه السلام

سيدنا لوط

الفرق بين الرسول و النبي  

سيدنا أدم


التعليقات (0)